ابوظبي - سيف اليزيد - عبد الله أبو ضيف (دمشق، القاهرة)
قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنهاء وضع الحماية المؤقتة لنحو 4 آلاف سوري، وفقاً لوزارة الأمن الداخلي. وقالت الوزارة: إن القرار تم اتخاذه لإنهاء الوضع المؤقت الذي سمح لنحو 4 آلاف سوري بالإقامة والعمل في الولايات المتحدة لأكثر من عقد من الزمن، مشيرة إلى أنه يأتي في الوقت الذي يتحرك فيه البيت الأبيض لجعل المزيد من المهاجرين في أميركا مؤهلين للترحيل.
وخلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، ارتفع عدد الأشخاص الذين يحظون بالحماية من خلال وضع الحماية المؤقتة بشكل كبير إلى أكثر من مليون. وقد أنهى ترامب بالفعل هذا الوضع بالنسبة للفنزويليين والهندوراسييين والهايتيين والنيكاراجويين والأوكرانيين وآلاف آخرين. وقالت مساعدة وزيرة الأمن الداخلي تريشيا ماكلافلين: إن الأوضاع في سوريا تحسنت ولم تعد تمنع مواطنيها من العودة إلى وطنهم، مضيفة أن السوريين الذين يحظون بحماية مؤقتة لديهم 60 يوماً لمغادرة الولايات المتحدة طواعية.
وقال الجيش الأميركي، أمس، إنه قتل عضواً بارزاً في تنظيم «داعش» الإرهابي، خلال عملية في سوريا. ونشرت القيادة المركزية الأميركية للعمليات في منشور على «إكس» أن قواتها شنت غارة لقتل عنصر بارز كان يشكل تهديداً مباشراً للدولة الأميركية.
إلى ذلك، قتل عنصر أمن سوري، أمس، إثر هجوم مسلح على دورية بمدينة حمص وسط البلاد.
أفادت بذلك قناة «الإخبارية السورية» الرسمية نقلاً عن مصدر أمني لم تسمه. وقال المصدر: «تعرضت دورية تابعة لقوى الأمن الداخلي لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين أثناء تنفيذها جولة في محيط منطقة تل الشور على أطراف مدينة حمص»، مضيفاً: «الهجوم أسفر عن مقتل عنصر من قوى الأمن الداخلي وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة».
وفي سياق آخر، قال نائب منسق الإعلام والتواصل في بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق، فريد الحميد، إن حجم قضية المفقودين في سوريا هائل ومعقد للغاية، حيث سُجلت أكثر من 37 ألف حالة منذ عام 2011، وهذا الرقم يمثل مجرد جزء بسيط من الحجم الحقيقي للمأساة، حيث يعكس فقط العائلات التي تواصلت مع «الصليب الأحمر»، مما يجعل البحث عن الإجابات تحدياً كبيراً.
وأضاف الحميد، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التحديات الرئيسية تتمثل في تدمير السجلات والوثائق الأساسية، ومدى ضعفها وتأثرها بعوامل التعرية، موضحاً أنه منذ ديسمبر 2024، كشفت عمليات فتح السجون وإطلاق سراح المحتجزين واكتشاف المقابر عن الحاجة الملحّة للحفاظ على السجلات والوثائق، وحماية أماكن الدفن.
وذكر الحميد أن وراء كل شخص مفقود توجد عائلة تعيش في قلق وعدم يقين ومعاناة من أجل معرفة مصير أحبائها أو أماكن تواجدهم، وتتضاعف هذه المعاناة بسبب التحديات الاقتصادية والقانونية والإدارية والنفسية، إضافة إلى حاجة هذه العائلات للحصول على اعتراف رسمي بالضرر الواقع عليهم، وغالباً ما تتطور هذه الاحتياجات وتزداد تعقيداً مع مرور الوقت.
مساعدات مؤقتة
وشدد على أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقدم مساعدات مالية مؤقتة في الحالات الطارئة للعائلات الأكثر ضعفاً، إضافة إلى تقديم أشكال أخرى من الدعم. كما توفّر خدمات إعادة الروابط العائلية، ومن المهم أن ندرك أن الجروح النفسية والعاطفية لا تلتئم مع مرور الوقت، وأن عزيمة العائلات في البحث عن الإجابات لا تضعف، ورغم أن بعضهم قد لا يتلقى أبداً جواباً حول مصير أحبائهم أو أماكن تواجدهم، فإن اللجنة الدولية تبقى ملتزمة بالوقوف إلى جانبهم ومساندتهم في مسيرة بحثهم المستمرة.
أخبار متعلقة :