الخطاب الإسرائيلي يستخدم حقوق الحيوان لتبرير الإبادة

منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة، يزداد وضوح المفارقة التي يتبناها الاحتلال الإسرائيلي في صياغة دعايته السياسية والإعلامية. فبينما يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين وتدمير البنية التحتية وتشريد ملايين الفلسطينيين، تسعى مؤسسات إسرائيلية لإبراز صورة مختلفة تقوم على تقديم نفسها كـ»رائدة في مجال حقوق الحيوان» و »حامية للبيئة». هذا التناقض الصارخ، الذي يصفه الباحثون بمصطلح «الغسيل النباتي»، يعكس محاولة لتلميع صورة دولة متهمة بارتكاب إبادة جماعية عبر التستر وراء شعارات أخلاقية تبدو إنسانية.

أخلاق مشوهة

وتصف الدعاية الإسرائيلية جيشها بأنه «الأكثر أخلاقية في العالم»، رغم نشره لصور الجنود وهم يتباهون بقتل المدنيين وهدم المنازل. وفي الوقت نفسه، يتفاخر الجيش بتقديم وجبات نباتية للجنود، وتوفير أحذية قتالية «خالية من الجلد»، وكأن هذه الإجراءات كفيلة بإضفاء بعد إنساني على مؤسسة متورطة في استهداف الأطفال والنساء. وهذه المفارقة تُفقد النباتية معناها الأصلي، القائم على رفض العنف ضد الكائنات الحية، وتحولها إلى أداة دعائية لتبرير القتل الممنهج.

أداة تبييض

وكشفت منظمات مثل «نباتيون من أجل فلسطين» عن عمق الارتباط بين الشركات النباتية والمؤسسات الإسرائيلية المشاركة في نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين. وتشير هذه المنظمات إلى أن الترويج لتقنيات «اللحوم المزروعة في المختبر» يُستخدم لتقديم إسرائيل كدولة «واعية بيئيًا» و»متقدمة تكنولوجيًا»، رغم الجرائم التي ترتكبها ضد البشر والحيوانات على حد سواء.

وجسد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه هذا التناقض عندما أعلن أن بلاده ستكون «قوة عظمى بديلة للحوم»، في الوقت الذي كانت فيه غزة تعاني من مجاعة منظمة أودت بحياة الآلاف. هذه الازدواجية تلخص منطق الاحتلال: تقديم صورة “بريئة” للعالم الخارجي فيما تتواصل عمليات التدمير على الأرض.

استهداف شامل

ولا تقتصر آثار الحرب على الإنسان وحده. فتقارير محلية ودولية وثّقت أن نحو 97% من حيوانات غزة قُتلت منذ أكتوبر 2023 بفعل القصف والمجاعة وتدمير الموائل. وأظهرت مقاطع مصورة جنودًا إسرائيليين يطلقون النار على الخيول والأغنام، ومستوطنيْن يذبحون صغار الماشية، فضلًا عن استخدام الكلاب العسكرية لتعذيب المعتقلين. هذه الممارسات تكشف أن الخطاب الإسرائيلي حول «حماية الحيوان» ليس سوى ستار يخفي تدميرًا ممنهجًا للحياة بكل أشكالها.

الصمت الغربي

وحركات حقوق الحيوان الغربية الكبرى غالبًا ما غضت الطرف عن الانتهاكات الإسرائيلية. بل إن بعض الشخصيات البارزة في هذا المجال ذهبت أبعد من ذلك، مثل الناشط غاري يوروفسكي الذي وصف الفلسطينيين بأنهم «أكثر شعوب العالم اضطرابًا نفسيًا»، في موقف يجمع بين إنكار حقوق الإنسان والدفاع عن الاحتلال. هذا الصمت أو التواطؤ يعزز الاتهامات بأن بعض التيارات الحقوقية الغربية منحازة للهيمنة البيضاء ولا تتعامل مع فلسطين كقضية أخلاقية تستحق التضامن.

التعليم والمعرفة

وإلى جانب استهداف البشر والحيوانات، يشن الاحتلال حربًا على المعرفة والتعليم في غزة.

فقد دُمرت معظم الجامعات والمدارس، وقُتل عدد من الأكاديميين والمفكرين البارزين، في ما يصفه باحثون بأنه «إبادة مدرسية». هذه السياسة لا تهدف فقط إلى محو الحاضر، بل إلى القضاء على أي إمكانية لبناء مستقبل فلسطيني قائم على العلم والمعرفة. وفي هذا السياق، يبدو «الغسيل النباتي» امتدادًا لمحاولات إسرائيل التلاعب بالخطاب الأكاديمي العالمي، عبر تنظيم ندوات ومؤتمرات تتجاهل عمداً ذكر فلسطين أو الإبادة الجارية.

الخطاب المضلل

وفي المقابل، تظهر مبادرات فلسطينية وجماعات تضامن عالمية ترفض هذا التلاعب. منظمات مثل «Plant the Land» في غزة تعمل على توفير الغذاء النباتي والمياه للنازحين، وتربط بين تحرير الإنسان والحيوان في سياق مقاومة الاستعمار. كذلك، وقّع أكاديميون عالميون على رسائل تدعو إلى مقاطعة مؤتمرات إسرائيلية تسعى لتسويق صورة مزيفة عن «التعايش بين الإنسان والحيوان»، باعتبارها جزءًا من الدعاية الرسمية لتبرير الاحتلال.

مجاعة قاسية

وتتحول المجاعة في غزة اليوم من نتيجة كارثية للحرب إلى تكتيك ممنهج يُستخدم كأداة حرب تحجب الحياة عن المدنيين وتضغط عليهم للاستسلام أو النزوح، بعد سياسات عزل وقيود على دخول الغذاء والوقود والمساعدات الإنسانية أثّرت على إمدادات المياه والخدمات الصحية وأدت إلى تفشي الأمراض. ووثقت تقارير حقوقية وإنسانية كيف أن عرقلة وصول المساعدات وفرض حصارات متكررة استُخدمت فعليًا لحرمان السكان من مقومات البقاء، وهو ما اعتبرته منظمات مثل هيومن رايتس ووتش وأمنستي دليلاً على استخدام التجويع كأسلوب قهر ممنهج. وهذه السياسة لا تقتل الأفراد وحدهم بل تدمر النسيج الاجتماعي والاقتصادي للقطاع، وتُبقي ملايين الناس عرضة للمجاعة والمرض، بينما تُفاقم القيود المتقطعة على المعابر فرص الاستجابة الإنسانية الطارئة.

تناقض كبير

ويبرز التناقض في الخطاب الإسرائيلي بوضوح: جيش يُسوَّق كحامٍ للحيوانات بينما يقتل البشر والحيوانات معًا، ودولة تدّعي الريادة في التكنولوجيا الغذائية فيما تفرض المجاعة على شعب بأكمله. وهذا التلاعب المفاهيمي لا يقتصر على محاولة غسل صورة الاحتلال أمام الرأي العام العالمي، بل يمثل جزءًا من منظومة أوسع تهدف إلى إعادة صياغة الحقيقة وتزييف الواقع.

وإن مواجهة هذا الخطاب تتطلب فضح التناقضات وتأكيد الترابط بين النضال ضد الاستعمار والنضال من أجل حقوق الإنسان والحيوان معًا. فالعدالة لا تُجزأ، ولا يمكن أن تتحقق حماية حقيقية للحياة بينما تُرتكب إبادة جماعية باسم «الأخلاق النباتية».

أبرز التناقضات والحقائق:

• جيش «أخلاقي»:

يتفاخر بالوجبات النباتية والأحذية الخالية من الجلد بينما يقصف المدنيين ويدمر غزة.

• الغسيل النباتي:

استخدام النباتية وحقوق الحيوان كدعاية لتبييض جرائم الاحتلال.

• إبادة للحياة:

نحو 97 % من حيوانات غزة قُتلت نتيجة القصف والمجاعة وتدمير البيئة.

• صمت غربي:

منظمات حقوق الحيوان الكبرى تجاهلت الانتهاكات، وبعضها دافع عن الاحتلال.

• استهداف شامل:

البشر، الحيوانات، البيئة، والتعليم جميعها أهداف تحت القصف.

• ازدواجية نتنياهو:

يروج لبلاده كـ»قوة عظمى بديلة للحوم» بينما يفرض المجاعة على غزة.

• مقاومة مضادة:

مبادرات فلسطينية ودولية توثق الجرائم وتربط بين تحرير الإنسان والحيوان


كانت هذه تفاصيل خبر الخطاب الإسرائيلي يستخدم حقوق الحيوان لتبرير الإبادة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الوطن أون لاين وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :