كتبت: ياسمين عمرو في الخميس 11 سبتمبر 2025 01:03 مساءً - في قصر كلارنس هاوس العريق، جلس الأمير هاري (Prince Harry)، دوق ساسكس، على طاولة صغيرة أمام والده الملك تشارلز الثالث (King Charles III)، في جلسة شاي استغرقت 55 دقيقة فقط. لكنها كانت كافية لتكسر صمتًا امتد لأكثر من 19 شهرًا، منذ لقائهما الأخير في فبراير 2024. ومنذ تلك اللحظة، انطلقت تحليلات خبراء الشؤون الملكية حول أفق المصالحة المرتقبة: هل ينضم ولي العهد الأمير ويليام، دوق كامبريدج، إليها، أم يظل متمسكًا بموقفه الرافض لأي تواجد لزوجة شقيقه ميغان ماركل، دوقة ساسكس؟
ارتشف هاري الشاي برفقة والده بعيدًا عن عدسات الكاميرات، ودون أي بيانات رسمية سواء من قصر باكنغهام أو مكتب دوق ساسكس، في لحظة حملت أكثر مما قيل. وحين خرج، اكتفى بابتسامة للصحفيين قبل أن يعلق قائلًا عن والده: "نعم، إنه رائع".
ميراث الانقسام: من "ميغزيت" إلى "سبير"
منذ عام 2020 لم تعد العلاقة بين هاري والعائلة المالكة كما كانت. قراره المشترك مع زوجته ميغان بالانسحاب من المهام الملكية والرحيل إلى كاليفورنيا كان الشرارة الأولى، تلاه انفجار إعلامي متلاحق: مقابلة أوبرا وينفري عام 2021، ثم سلسلة "Harry & Meghan" على نتفليكس، وأخيرًا مذكراته "سبير" التي حمّلت والده وأخاه مسؤوليات ثقيلة. في كل مرة، كان الحبل يُشد أكثر، حتى بدا وكأنه سينقطع نهائيًا.
المرض كجرس إنذار
حين أعلن القصر إصابة الملك بالسرطان في 2024، اندفع هاري إلى لندن في زيارة قصيرة، جلس خلالها نصف ساعة فقط مع والده. بدا اللقاء حينها كمحاولة لترميم علاقة في غرفة الإنعاش. وفي مايو الماضي، قال هاري لهيئة الإذاعة البريطانية: "لا أعرف كم من الوقت تبقى لوالدي... لا فائدة من الاستمرار في القتال، الحياة ثمينة". تصريح حمل نبرة اعتراف، وربما ندم متأخر.
مباحثات غصن الزيتون
قبل شهرين من اللقاء الأخير، عُقد اجتماع غير معلن في نادي "رويال أوفر-سيز ليغ" بلندن، جمع بين ممثلين لهاري وسكرتير إعلامي للملك. وُصف الاجتماع بأنه غصن الزيتون الأول. لكن تسريب تفاصيله إلى الصحافة أثار حنق هاري وميغان، اللذين شعرا بأن لحظات الخصوصية لا تُحترم حتى في محاولات المصالحة.
رحلة مزدوجة: ما بين العمل الخيري ولم شمل العائلة
زيارة هاري الأخيرة لم تكن مجرد رحلة قصيرة. في كل محطة، بدا وكأنه يكتب سطورًا في دفتر العودة التدريجية:
وضع الزهور على قبر جدته الملكة إليزابيث الثانية في قلعة وندسور.
حضور جوائز "ويلتشايلد"، حيث بدت دموعه شاهدة على علاقته المتينة بالأطفال المرضى.
التبرع لحملة "بي بي سي تشيلدرن إن نيد" في نوتنغهام.
زيارة مركز أبحاث إصابات الانفجارات في إمبريال كوليدج.
الحضور البارز في مؤتمر "إنفيكتوس هورايزونز" في مبنى الغيركين، حيث قال: "هذا ما تفعله إنفيكتوس بأفضل شكل: إنها تحفز التغيير... رغم فخري بعقدنا الأول، أعرف أن العقد القادم أكثر أهمية".
كانت الزيارة أقرب إلى رحلة مزدوجة: جانب خيري يستعرض التزامه المجتمعي في محاولة لترميم شعبيته التي تأثرت كثيرا في استطلاعات الرأي الأخيرة، وجانب شخصي يضعه في قلب العائلة التي حاول الهرب منها، بحثا عن مكان آمن لأطفاله في المستقبل. ما دفع البعض للتخمين أن هاري قد يقبل الالتزام مجددًا بواجبات ملكية، لكن تبقى ميغان نقطة الضعف في معادلة المصالحة.
إليكِ هذا الخبر: الأمير هاري وميغان ماركل يخططان لإنتاج فيلم وثائقي عن الأميرة ديانا
الإعلام بين التفاؤل والتشكيك
وصفت الصحف البريطانية لقاء الملك بابنه بـ"اللحظة الإنسانية"، لكن مواقفها اختلفت حول أفق المصالحة. تحدثت "ذا صن" عن "خطوة أولى"، بينما أكدت "ميل أون صنداي" أن المصالحة بعيدة المنال. أما استطلاع صحيفة "ميرور" فكشف أن عودة ميغان إلى المشهد الملكي ما تزال مرفوضة شعبيًا، ما يعقّد احتمالات أي لمّ شمل كامل.
— E! News (@enews)
الرياضة كجسر محتمل
لا يمكن تجاهل الدور المحوري الذي تلعبه مبادرات هاري الخيرية، خصوصًا ألعاب "إنفيكتوس". لقد منحت الرجل الذي ترك واجباته الرسمية هوية جديدة، وأكسبته تعاطفًا يتجاوز حدود القصر. هيلين هيليويل، المديرة التنفيذية لدورة 2027 في برمنغهام، لخصت الأمر بقولها: "شغفه لا يُضاهى... إنه يجلب سحرًا خاصًا." وأكدت أن العائلة الملكية ستكون موضع ترحيب إذا حضرت. وربما تكون هذه الألعاب في 2027 هي المشهد الكبير الذي يجمع الجميع على مسرح واحد.
العقدة الأصعب: ويليام
رغم اللقاء الأبوي الدافئ، يبقى الأمير ويليام، الوريث المباشر للعرش، العنصر الأكثر صعوبة في معادلة المصالحة. تقارير صحفية أشارت إلى أن دوقة إدنبرة صوفي تحاول لعب دور الوسيط، لكن الوقت وحده كفيل بكشف ما إذا كان ويليام مستعدًا لمسامحة أخيه. فالخلاف بين الأخوين لم يكن مجرد سوء تفاهم عابر، بل جرحًا عميقًا كُشف أمام العالم كله.
فنجان شاي... أم بداية جديدة؟
حين خرج هاري من كلارنس هاوس مبتسمًا، بدا وكأنه يضع فاصلًا بين فصول الرواية. لكن السؤال يبقى معلقًا: هل كان ذلك اللقاء مجرد "فنجان شاي إنساني" بين أب وابنه، أم الخطوة الأولى نحو إعادة كتابة سردية العائلة المالكة في القرن الحادي والعشرين؟
ما هو مؤكد أن الملك المريض يبعث برسالة صامتة: الوقت يمر، والأبواب لا تبقى مفتوحة إلى الأبد.
قد ترغبين في معرفة الأمير هاري يمزح عن "الأشقاء المزعجين" وسط استمرار القطيعة مع ويليام
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا "إنستغرام الخليج 365".
وللاطلاع على فيديو غراف المشاهير زوروا "تيك توك الخليج 365".
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر "تويتر" "الخليج 365 فن".
أخبار متعلقة :