مصادرة منصة TradeOgre في كندا وُصفت بأنها "سرقة من العديد من المستخدمين الأبرياء"

تام شمس - الجمعة 19 سبتمبر 2025 04:39 مساءً - وجّه مستخدمون وداعمون لمنصة الكريبتو TradeOgre انتقادات لاذعة للشرطة الملكية الكندية (RCMP) بعد مصادرتها موقع المنصة وأموالها الرقمية، متهمين الجهة الأمنية بالاستيلاء على أموال أبرياء بسبب أفعال قلة من المجرمين.

وقالت الشرطة الملكية الكندية يوم الخميس إنها نفذت "أكبر عملية مصادرة للعملات المشفرة في تاريخ كندا"، إذ استحوذت على أكثر من 56 مليون دولار كندي (40.6 مليون دولار أمريكي) من منصة TradeOgre، وهي بورصة مركزية معروفة بعدم فرضها لإجراءات "اعرف عميلك" (KYC).

وزعمت الشرطة أن المنصة فشلت في التسجيل لدى وحدة الاستخبارات المالية الكندية، وأنها استُخدمت في عمليات غسل أموال إجرامية.

ويمثل هذا الإعلان أول تحديث رسمي بشأن المنصة، التي بقيت غير متصلة بالإنترنت وصامتة لعدة أشهر، الأمر الذي دفع العديد من المستخدمين إلى تجديد الدعوة لاعتماد الحفظ الذاتي للأصول الرقمية.

RCMP: أول عملية من نوعها ضد بورصة كريبتو

ذكرت الشرطة أن إسقاط منصة TradeOgre يمثّل "المرة الأولى التي يتم فيها تفكيك بورصة كريبتو من قِبل سلطات إنفاذ القانون الكندية".

وأوضحت أن فريق التحقيقات في غسل الأموال بدأ بملاحقة المنصة في يونيو 2024 بناءً على بلاغ من يوروبول، مشيرةً إلى أن المنصة لم تسجّل نفسها كمزوّد خدمات مالية لدى مركز تحليل العمليات والمعاملات المالية (FINTRAC)، ولم تطلب من مستخدميها التحقق من هوياتهم.

وأضافت: "يعتقد المحققون أن الغالبية العظمى من الأموال التي تم تداولها عبر TradeOgre جاءت من مصادر إجرامية"، مشيرة إلى أن غياب إجراءات التحقق من الهوية يجعل المنصة "جاذبة لإخفاء مصدر الأموال".

مع ذلك، يشير منتقدون إلى أن العديد من البورصات الأخرى، المركزية منها واللامركزية، لا تطلب KYC لاستخدام بعض خدماتها أو كلها، بل تلجأ إلى وسائل بديلة مثل تحليلات البلوكتشين لمنع الأنشطة غير المشروعة.

الخصوصية ليست جريمة، يؤكد داعمو الكريبتو

اكتسبت TradeOgre شهرة بفضل إدراجها عملات مشفرة مغمورة ومنخفضة القيمة، خصوصًا تلك التي تركّز على الخصوصية، والتي لا تُدرج عادة في البورصات الكبرى.

وانتقد مستخدمون وداعمون للمنصة مصادرة أصولها الرقمية، مؤكدين أن الكثير من مستخدميها لم يكونوا مجرمين، وأن استخدام بورصة بلا KYC ليس جريمة في كندا.

وقالت تايلور موناها، مسؤولة الأمن في MetaMask:
"آسفة لمخالفة اعتقاداتكم، لكن آخر مرة تحققت فيها، أصدقائي وأنا لسنا مجرمين... ونتطلع لرؤية الأدلة، وأن توفروا سُبُل إنصاف لكل الأطراف البريئة التي سرقتم أموالها دون إشعار ودون اتباع الإجراءات القانونية".

كما تساءل روبن ياب، المحامي السابق والمؤسس المشارك لمشروع Firo:
"هل تقولون إنكم تستطيعون مصادرة أرصدة الجميع لمجرد أننا لم نقم بـKYC؟ هذه سرقة من العديد من المستخدمين الأبرياء".

استعادة الأموال قد تكون معقدة وطويلة الأمد

قد تتاح للمستخدمين الأبرياء وسيلة للمطالبة بأموالهم التي صادرتها الشرطة، لكن ياب حذر من أن العملية ستكون "طويلة وصعبة للغاية مع احتمالات عالية للوقوع في أخطاء".

وأشار إلى أن مصادرة الحكومة الأمريكية لبورصة BTC-e عام 2017 تُظهر مدى التعقيد الإجرائي لهذه المطالبات، حيث تفرض مواعيد نهائية صارمة وتتعطل بسبب أبسط الأخطاء.

وأضاف أن عبء الإثبات لاستعادة الأصول "هائل"، إذ يتعين على المتضررين تقديم "وثائق شاملة على السلسلة وخارجها" لإثبات ملكيتهم. كما لفت إلى أن الحكومة غالبًا ما تقيّم الأصول بسعرها وقت المصادرة، مما يعني أن المطالبين الناجحين قد يستعيدون فقط جزءًا من القيمة اللاحقة لممتلكاتهم إذا ارتفع سعرها.