ما سر خوف تل أبيب؟.. دراسة إسرائيلية تحذر من الحضور الخليجي في مصر والأردن

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من تل أبيب: كشفت دراسة بحثية جديدة صادرة عن مركز دراسات وأبحاث الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) أن موجة الاستثمارات الخليجية الضخمة في مصر والأردن تشكّل مصدر قلق متصاعد لإسرائيل، لما قد تحمله من مخاطر اقتصادية واستراتيجية على مكانة تل أبيب الإقليمية.

وبحسب الدراسة، التي صدرت اليوم الخميس عن أحد أبرز مراكز التفكير في تل أبيب، فإن والإمارات وقطر—أغنى ثلاث دول خليجية—قد تخلّت عن نمط الدعم المالي التقليدي القائم على المنح، لصالح شراء أصول استراتيجية في البلدين تشمل أراضي وبنية تحتية وموانئ، وهو ما يعزز نفوذها السياسي والاقتصادي بشكل غير مسبوق.

واستشهد التقرير بعدة صفقات كبرى، من بينها إعلان الحكومة المصرية في فبراير 2024 عن استثمار إماراتي ضخم بقيمة 35 مليار دولار، خُصّص منه 24 مليار دولار لمشروع سياحي وتجاري ضخم في منطقة رأس الحكمة. كما وقّع ، خلال زيارة إلى القاهرة في وقت لاحق، على استثمار جديد بقيمة 15 مليار دولار، في حين حصلت قطر على موافقة لتنفيذ استثمارات بـ7.5 مليار دولار خلال أبريل الماضي.

أما في الأردن، فأشار التقرير إلى أن نحو ثلث الاستثمارات الأجنبية في عام 2024 جاءت من دول الخليج، ما يعكس توجها استراتيجيا نحو الاستحواذ بدلاً من الدعم المباشر، في تحوّل نوعي في السياسة الاقتصادية الخليجية تجاه المنطقة.

وأشارت الدراسة إلى أن هذه التحولات قد تؤثر بشكل مباشر على العلاقات الاقتصادية بين إسرائيل وكل من مصر والأردن، لا سيما في ما يخص شراء الغاز الطبيعي الإسرائيلي. فقد يُغني تطوير مصادر الطاقة المحلية في البلدين عن الاعتماد على إسرائيل كمصدر للطاقة، ما يهدد إحدى أهم ركائز التعاون الاقتصادي بين الأطراف الثلاثة.

كما حذّرت الدراسة من احتمال إعادة رسم خارطة مشاريع البنية التحتية الإقليمية، وعلى رأسها مشروع "الممر الاقتصادي الهندي–الأوروبي (IMEC)"، الذي قد يُعاد توجيه مساره ليشمل سوريا بدلاً من إسرائيل، مما يقوض الطموحات الإسرائيلية بأن تكون حلقة وصل محورية في هذا المشروع الاستراتيجي.

وفي تعليق على الدراسة، قال الباحث المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية محمود محيي الدين لقناة RT إن الدراسة "تُسلّط الضوء على تغيرات اقتصادية حقيقية في المنطقة"، لكنها تهدف أيضا إلى تنبيه صنّاع القرار الإسرائيليين إلى ضرورة مواكبة تلك التحولات للحفاظ على مصالح إسرائيل.
وأضاف محيي الدين أن الدراسة "تصوّر التعاون الخليجي مع مصر والأردن على أنه نوع من الضغط السياسي المستتر"، رغم أن طبيعة العلاقات بين الدول الأربع تقوم على "التعاون الأخوي العربي". ومع ذلك، فإن إسرائيل ترى هذا التنامي في النفوذ الخليجي تهديدا محتملا لمصالحها الاقتصادية والأمنية، وخاصة في ما يخص استمرار تصدير الغاز، والموقع الجيوسياسي في مشاريع البنية التحتية العابرة للحدود.

واختتمت الدراسة بالتأكيد على أن تعزيز العلاقات مع دول الخليج ومواكبة تحولات الاقتصاد الإقليمي أصبح ضرورة إستراتيجية لإسرائيل، داعية إلى تعزيز المشاريع المشتركة ومراقبة اتجاهات الرأي العام في القاهرة وعمّان لتفادي أي تراجع في النفوذ الإسرائيلي.

أخبار متعلقة :