دور الأهل في بناء ثقة الطفل بنفسه مع بداية العام الدراسي الجديد

كتبت: ياسمين عمرو في الثلاثاء 26 أغسطس 2025 07:02 صباحاً - من الضروري أن تعرف الأم أن سر نجاح طفلها في المدرسة يبدأ من البيت والأسرة، ويعني ذلك أن البناء الذي تبنيه الأم مع طفلها في تكوين قدراته وشخصيته يسهم بدور كبير وفعَّال في أن يحقق الطفل نتائج جيدة من حيث الدرجات المدرسية والمشاركة في جميع الأنشطة الصفية؛ ولذلك فمن أولى خطوات البناء وفي سن مبكرة تعزيز ثقة الطفل بنفسه.
يجب على الأم أن تعزز من ثقة الطفل بنفسه، ويمكن أن تبدأ ذلك من بعد عمر الثالثة، ولأن الطفل يتحول من كائن لا يرغب في سوى اللعب والطعام والشعور بالحب والحنان إلى كائن أكبر يريد أن يشعر بنفسه، وفي الوقت نفسه يريد أن يعتمد على نفسه من خلال بناء ثقته بنفسه. وقد التقت "الخليج 365 وطفلك"، في حديث خاص بها؛ المرشد التربوي عارف عبد الله، حيث أشار إلى دور الأهل في بناء ثقة الطفل بنفسه مع بداية العام الجديد، وذلك من خلال تشجيع الطفل وعدم المبالغة في عقابه، وطرق أخرى في الآتي.

احرصي على أن ينشأ طفلك في بيئة أسرية مستقرة

  • احرصي على أن ينشأ طفلك في بيئة أسرية مستقرة خالية من المشاكل الزوجية التي تنشأ لأسباب مختلفة، وأهمها المشاكل الحياتية المرتبطة بالوضع الاقتصادي للأسرة مثلاً، حيث ينعكس ذلك بشكل سلبي على نفسية الطفل، ويجب على الوالدين أن يتذكرا أن الطفل لم يختَر والديه ولا البيئة التي يعيش فيها، ولكن دور الوالدين هو تحسين الظروف المحيطة به لكي ينعم بطفولته؛ ما ينعكس بشكل فعَّال على شخصيته وسلوكه ومستقبله.
  • راعي أن تبعدي طفلك منذ صغره عن المشاحنات والجدال مع الأب، ويجب أن يسمع الطفل أصواتاً محببة وليس أصوات العراك والصراخ؛ لأن نشأة الطفل في أسرة مفككة يؤدي إلى أن يكون الطفل مهزوز الشخصية وغير قادر على التعامل مع المجتمع، وأول المجتمعات التي يفشل الطفل في التواصل معها هو مجتمع المدرسة.

شجعي طفلك وامتدحي أفعاله

تشجيع الطفل
  • احرصي على تشجيع طفلك دائماً، واعلمي أن تشجيع الطفل على القيام بتصرفات جيدة وممارسة السلوكيات الإيجابية من أهم الطرق التي تعزز ثقته بنفسه، وتذكري أن الطفل يكون ذكياً بالوراثة، ولكن هذا الذكاء يحتاج إلى التعزيز من خلال البيئة المحيطة بالطفل، إضافة إلى أن الطفل يكتسب مهارات ويمارس هوايات من خلال دعم الأسرة، ويجب على الوالدين مساعدة الطفل على أن يكون له هوايات وتطوير مواهبه إضافة إلى نجاحه في الدروس التي يحصل عليها في المدرسة.
  • راعي حين تقومين بتشجيع طفلك أن تشجعي العمل والإنجاز وليس الشخص؛ لأن قيامك بمدح طفلك مثل أن تقولي له أنت طفل جميل لن يكون محفزاً له لكي يكون ماهراً في الرسم مثلاً، ولكن يجب أن تقولي له ما أجمل الرسم الذي قمت به! أو أتوقع أن ترسم بشكل أفضل ولكن رسمك رائع، وهكذا.

لا تبالغا في عقاب الطفل

عقاب الطفل
  • اختاري العقاب المناسب لطفلك حيث إن عقاب الطفل في سن ثلاث سنوات يختلف مثلاً عن عقابه في عمر الخامسة، وحين يقترب من دخول المدرسة، واختيار العقاب المناسب لعمر الطفل وللخطأ الذي وقع فيه وعدم المبالغة في عقابه بحيث يشعر الطفل بأنه مراقب طيلة الوقت وأن لا شيء يرضي الكبار من حوله وهو الحريص على نيل رضاهم؛ ما يحول طفلك إلى طفل مهزوز الشخصية، ويعاني من ضعف بداخله بأنه غير قادر على المواجهة والتأقلم، ولديه خوف من كل شيء، ويتوقع دائماً أن أي عمل يقوم به سوف ينال عليه العقاب بالمقابل.
  • احرصي أن يكون عقاب الطفل بينك وبينه؛ لكي لا يفقد الطفل ثقته بنفسه لأن تعريض الطفل للعقاب أمام الآخرين يجعلهم يسخرون منه، وقد يعرضه للتنمر والابتزاز، وتذكري أنك سوف تنسين الأخطاء التي وقع بها طفلك ذات يوم، ولكن الغرباء لن ينسوا ذلك، وسوف يجدون في أخطائه وسيلة لزعزعة ثقته بنفسه.

اتركي له حرية الاختيار وإبداء الرأي في الاستعداد للعام الدراسي الجديد

الاستعداد للمدرسة
  • احرصي على أن يكون لطفلك شخصية مستقلة، واعلمي أن بناء شخصية الطفل يرتبط بترك حرية الرأي والاختيار له، ولكن ضمن حدود وشروط، ولذلك يجب ألا ترغمي طفلك وتفرضي عليه كل شيء وتتعاملي معه على أنه لا يعرف أو أنه ما زال صغيراً فهو لا يحس ولا يتأثر، وتذكري أن الطفل يكون حساساً لدرجة كبيرة ويتأثر بإهمالك لرأيه وقراره.
  • اعلمي أن أهم طرق زرع الثقة بنفس الطفل هو إتاحة الفرصة له لكي يبدي رأيه في الاختيار والحوار معه حول اختياراته، ولذلك يجب أن تنتهزي فرصة بدء العام الدراسي وتسمحي له باختيار الأدوات والمستلزمات المدرسية مثل اختيار حقيبة المدرسة والأدوات المدرسية، ولكن كوني حريصة على عدم المبالغة في قيمة هذه الأشياء؛ لكي لا يشعر طفلك بالتعالي على الأطفال الآخرين بحيث يكون كل ما يشتريه الطفل متناسباً مع أجواء الدراسة، ولكي لا ينشأ طفلاً أنانياً فيجب أن تقدمي له كل شيء بحساب، ولا تتركيه وراء أهوائه لأن الأطفال سرعان ما يشعرون بالملل بعد شراء الأشياء مهما كانت ثمينة.

ادمجي طفلك مع صداقات مناسبة لأجواء المدرسة

  • ادمجي طفلك ومنذ سن مبكرة، ويُفضَّل بعد سن الثالثة؛ بصداقات مناسبة، ويجب أن تعرفي أن الصداقة مهمة في حياة الطفل، وتساعده في بناء شخصيته وتعزيز ثقته بنفسه، وتبدأ فوائد الصداقة في الظهور على الطفل مبكراً حين يحب اللعب الجماعي الذي يساعده على اكتساب خبرات حياتية بشكل فعَّال.
  • انتهزي الإجازة الصيفية التي تسبق التحاق طفلك بالمدرسة للمرة الأولى، وحاولي التعرف إلى زملاء طفلك المتوقعين في المدرسة، وادمجي طفلك معهم من خلال اللقاء بهم في النادي الرياضي مثلاً، وساعدي طفلك على اختيار الأصدقاء الذين سوف يساندونه ويعززون من ثقته بنفسه حين يكون اختياره صحيحاً ومبنياً على أسس جيدة بحيث تكون بينهم عوامل وصفات مشتركة.
قد يهمك أيضاً: نصائح هامة من علم الطاقة الصيني للعام الدراسي الجديد

أخبار متعلقة :