كتبت: ياسمين عمرو في الخميس 28 أغسطس 2025 08:05 صباحاً - تشير الدراسات إلى أن الصداقات الوثيقة تجعل الطفل يشعر بمستويات أعلى من السعادة والرضا وتعزز ثقته بنفسه، وتعمل على التقليل من
فرص الاكتئاب المرتبط بالوحدة والعزلة بين الأطفال. بجانب أن تأثير الصداقة يمتد إلى مراحل الحياة اللاحقة؛ حيث تعزز الصداقات الجيدة التي عايشها الطفل في صغره، من رضاه عن ذاته وقدرته على التأقلم.
في نفس الوقت، قد يكون للأصدقاء في حياة الطفل أثرٌ سلبي مرتبط بدورهم في تشكيل شخصية وهوية الطفل. ولذلك لا يمكن الاستفادة من الصداقات في تربية طفل سويّ طبيعي إلّا من خلال مساعدته على اختيار محيطه الاجتماعي، وحمايته من الآثار السلبية لأقرانه.
في التقرير التالي، نتعرّف إلى أهمية الصداقة في حياة الطفل، ومدى تأثيرها على شخصيته، بجانب توضيح أسباب عدم قدرة بعض الأطفال على تكوين صداقات، ودَور الآباء في هذه القضية. وذلك وفقاً لموقع Raising child التربوي.
أهمية الصداقة للأطفال
تعزز المهارات الاجتماعية للطفل
تُسهم الصداقات المختلفة في تنمية مهارات الطفل الاجتماعية والتفاعلية والإدراكية، بجانب زيادة قدرته على التفكير والتخطيط.
تفاعُل الطفل مع الأطفال الآخرين واللعب المشترك، يساعد في تبادُل الآراء وحل الخلافات والتعبير عن المشاعر بِحرية؛ مما يساعد في تعزيز مهارات الطفل الاجتماعية بشكل كبير.
تحافظ على الصحة النفسية للطفل
الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يميل للاختلاط مع الآخرين، ووجود صداقات مختلفة في حياة الطفل، يساعده في الشعور بالانتماء، ويقدّم له دعماً عاطفياً قوياً، ويجنّبه مشاعر الوحدة؛ مما يعزز صحة الطفل النفسية بشكل كبير.
زيادة ثقة الطفل بنفسه
الأطفال يشكّلون دوائر ثقة خاصة بهم، ويشجعون بعضهم البعض على القيام بالأنشطة المختلفة، كما تساعدهم الصداقات أيضاً على الاستقلالية بشكل أكبر، وهذا كله يعزز ثقة الطفل بنفسه بشكل كبير.
الصداقة تُطور الهوية الشخصية للطفل
تمتاز مرحلة الطفولة ببناء المبادئ والقيم الأخلاقية، والتي يشاركها الطفل مع عائلته وأصدقائه، وتساعد الصداقة الطفل في تحديد ميوله وأيّة موهبة يبرع بها؛ إضافةً لتبنّي مواقف اجتماعية موحّدة مثل: تشجيع نادٍ رياضي ما، أو الميل نحو لعبة وأكلة محددة، وهذا كله يساهم في تطوير شخصية الطفل وبناء هويته المستقلة مع الوقت.
الصداقة تفتح مجالاً لتبادُل الخبرات
تمتاز علاقات الأصدقاء بتبادُل التجارِب ومشاركتها والحديث عنها؛ فالأصدقاء هم أول المحاورين الذين يتحاورون مع الطفل بنديّة، وليس من موقع التربية والتوجيه مثل الأهل والمعلمين؛ فتكون آراؤه وأفكاره مقابل آرائهم وأفكارهم.
تساهم الصداقة في عملية التعليم
وجود أصدقاء للطفل في المدرسة، وتبادُل المعلومات فيما بينهم، يساعد في تبادُل الخبرات وجعْل التعليم أكثر مرحاً؛ حيث يستمتع الطفل في اللعب معهم؛ إضافةً لوضع أهداف مشتركة معاً، وتبادُل الأفكار ومساعدة بعضهم البعض في فهم المواد الدراسية.
تساعد الصداقة على قراءة مشاعر الآخرين
الصداقات تساعد الأطفال في زيادة مقدرتهم على قراءة مشاعر الآخرين وتفهُّمها وإبداء ردود الفعل المناسبة لها، وكلما زاد تنوُّع الصداقات التي يكوّنها الطفل مع الأطفال الآخرين، زاد تقبُّله للآخرين بشكل أفضل.
زيادة قدرة الطفل على مواجهة المصاعب
من فوائد الصداقة للطفل أيضاً، هي زيادة قدرته على مواجهة أيّة مواقف صعبة يمكن أن تتعلق بالمدرسة أو المنزل؛ حيث يساند الأطفال بعضهم البعض معنوياً، ويساعدون الطفل على تغيير حالته المزاجية بشكل جيد.
تعزيز مشاعر السعادة والفرح
يقضي الأطفال الكثير من الأوقات الممتعة مع بعضهم البعض؛ حيث يتشاركون المزاح واللعب؛ مما يملأ لهم وقتهم ويساعدهم في تنمية مهاراتهم الاجتماعية والتفاعلية وحتى الجسدية، ويشكّل ذكريات إيجابية تحسّن من صحتهم النفسية.
أسباب عدم مقدرة الطفل على تكوين صداقات
الخجل
قد يكون الطفل غيرَ معتاد على الاختلاط بكثرة، وهذا يسبب له مشاعر الخجل، التي تعيق قدرته على تكوين صداقات مع أطفال آخرين. ويُعتبر الخجل واحداً من أبرز أسباب عدم مقدرة الطفل على التفاعل الاجتماعي بشكل عام.
عدم الثقة بالنفس
يظهر الخجل بشكل أكبر عندما يعاني الأطفال من مستوًى متدنٍ في الثقة بالنفس، والشعور بعدم الكفاءة؛ مما يسبب له مشاعر سلبية تظهر على هيئة خجل وخوف من التفاعل مع الآخرين.
الخوف من الرفض
يخشى بعض الأطفال المبادرة في تكوين صداقات، بسبب خوفهم من التعرُّض للرفض من قِبل الأطفال الآخرين؛ مما يجعله يتجنّب المواقف الاجتماعية بشكل عام.
ضعف المهارات الاجتماعية
يمكن للطفل أن يفتقر للمهارات الاجتماعية الأساسية، مثل صعوبة التواصل بسبب عدم قدرته على التعبير عن نفسه؛ إضافةً لصعوبة فهم مشاعر الآخرين؛ مما يسبب ضعفاً في قدرته على بناء العلاقات.
الاختلافات الثقافية والاجتماعية
وجود الطفل في بيئة مغايرة عن بيئة الوالدين، يمكن أن يسبب له شعوراً بعدم الانتماء وعدم فهم عادات الأطفال المحيطين به؛ مما يجعله يواجه صعوبة في الاندماج مع الأطفال الآخرين.
التنمُّر والتجارِب السابقة الفاشلة
تعرُّض الطفل لتجارِب صداقة فاشلة أو للتنمُّر والرفض من قِبل أطفال آخرين، يسبب له مخاوف من تكوين صداقات، وتفضيله للعزلة عنهم.
نقص الدعم العاطفي
نشأة الطفل في جوّ أسري متوتر، وعدم تقديم الدعم العاطفي المناسب له من قِبل كلا الوالدين، يسبب له مشاعر قلق وخوف اجتماعي، تنعكس على صورة صعوبة في التفاعل مع الآخرين.
إصابة الطفل باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه
الأطفال الذين يعانون من اضطرابٍ ما، يواجهون صعوبة في فهم مشاعر الأطفال الآخرين والتعبير عن مشاعرهم، وبالتالي عدم المقدرة على تكوين صداقات.
كيف تساعدين طفلك على تكوين صداقات جيدة؟
تعزيز الثقة بالنفس:
أول خطوة يجب على الوالدين اتخاذها، هي تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وبناء شخصية قوية من خلال تشجيعه على المبادرة، وتقدير إنجازاته والتأكيد على قدرته في تخطي أيّة مشكلة تواجهه.
توفير بيئة أسرية صحية:
وجود الطفل ضمن أسرة يسودها المحبة والتفاهم، تعَد عامل دعم هاماً جداً، يساعد الطفل في الشعور بالأمان والراحة، ويجنبه مشاعر القلق والتوتر؛ مما يشجعه على التقرُّب من الآخرين.
تعليم التعاطف:
التحدث مع الطفل حول مشاعره ومشاعر الآخرين، ومناقشة المواقف اليومية المختلفة التي يتعرض لها الطفل، وتفسير أسباب ردود فعل محتملة، والتعبير عن مشاعره بطريقة إيجابية أكبر.
تعليم الطفل المهارات الاجتماعية:
علّمي طفلك كيف يقوم بالتواصل وبدء المحادثات والمواضيع، وطريقة استماعه للآخرين وردود الفعل المناسبة عليها، بجانب فهم الإشارات الاجتماعية المختلفة من لغة جسد وتعابير الوجه للأطفال الآخرين.
المشاركة في الأنشطة الاجتماعية:
لا يمكن تكوين صداقات للطفل من دون المشاركة في أنشطة اجتماعية تساعده على اللقاء بالآخرين، والحديث واللعب معهم. لذلك يوصى بالانضمام للأندية والمشاركة في الفعاليات المتعلقة بالمدرسة، أو الزيارات العائلية والمناسبات الاجتماعية.
تعليم الطفل التعامل مع الرفض:
تعرُّض الطفل للرفض من قِبل الأطفال الآخرين، يمكن أن يسبب له الخوف من المحاولة مجدداً. لذلك يجب تعليم الطفل أن الرفض هو شيء طبيعي، مع تبرير تعرُّضه لذلك، والتأكيد على قدرته في بناء علاقات مع أطفال آخرين.
تقديم نماذج إيجابية:
يمكن مساعدة الطفل في التصرف عن طريق الحديث عن تجارِب وقصص لمواقف مشابهة للتي تعرّض لها الطفل، والتي انتهت بطريقة إيجابية؛ فذلك يشجعه على المحاولة مجدداً.
التوجيه من قِبل الوالدين:
يجب على الوالدين مراقبة تفاعل الطفل مع الأطفال الآخرين، وتوجيهه لما يجب أن يقوم به، وكيف يتصرف بالمواقف الجديدة، أو حتى إخباره بماذا يجب أن يفعل عند الذهاب لمكان ما، وكيف عليه أن يرد على الآخرين.
تدريبه على التعبير عن المشاعر:
قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره، تساعد الآخرين في فهم حاجاته ورغباته بسهولة وبشكل واضح. لذلك يجب تعليم الطفل كيف يصف مشاعره للوالدين بطريقة بسيطة خالية من التوتر والغضب.
الاستماع الجيد للطفل:
من الهام أخذ مشاعر الطفل بشكل جِدي، والتعامل معها من دون استهتار أو استخفاف، والاستماع لما يقوله ومساعدته في استخدام التعبيرات المناسبة، هذا يساعد الطفل بالشعور بوجود بيئة آمنة ينتمي إليها.
تطوير التعاطف:
حثّ الطفل على تقديم المعونة والمساعدة للأطفال الآخرين، أو مشاركة الطعام والألعاب الخاصة به معهم، يجعله شخصاً مفضلاً لهم، وبالتالي يسهل عليه تكوين صداقات معهم.
أخبار متعلقة :