ما أسباب الكُحة عند الأطفال؟

كتبت: ياسمين عمرو في الجمعة 19 سبتمبر 2025 06:58 صباحاً - يصاب الأطفال في مراحلِ عمرهم المختلفة بالكُحة، والكحة أو السُعال غالباً ما تكون عبارة عن عرَض يترافق مع مرَض، وربما يكون ذلك المرض بسيطاً ولا يستوجب العلاج؛ بل قد يحتاج لبعض التدابير الصحية المنزلية التي يقدّمها طبيب الأطفال للأم. ولذلك يجب على الأم عدم الإسراف في تقديم أدوية الكحة ومهدّئات السُعال للطفل من دون الرجوع إلى الطبيب.
من الضروري أن تعرف الأم الفرق بين السُعال الطبيعي عند طفلها والسعال المقلق، والذي يستوجب الخضوع إلى العلاج. ولذلك فقد التقت «الخليج 365 وطفلك» وفي حديث خاص بها، بالدكتورة عايدة أبوعاشور، اختصاصية طب الأطفال؛ حيث أشارت إلى أسباب الكحة عند الأطفال، ولماذا يَزيد السعال بمجرد أن يُخلد الطفل للنوم، وطرقٍ منزلية لتخفيف أعراضها ومضاعفاتها، في الآتي:

تعريف السُعال المزيَّف عند الطفل

رضيع يسعل
  • اعلمي أن هناك نوعاً من السُعال أو الكُحة التي يجب ألا تقلقي في حال صدورها من طفلكِ؛ بل يجب أن تكون سبباً من أسباب سعادتك واطمئنانكِ على صحته ونموّه الجسدي والنفسي. ويُعرف هذا السُعال بالسعال المزيَّف، وغالباً ما يحدث عند الطفل بعد الشهر السادس. وحيث يُطلق الطفل السعال حين يراكِ مثلاً، أو حين يرى شخصاً يحبه أو يولي له اهتماماً أكثر من الآخرين.
  • لاحظي أن السعال المزيّف لا يكون مصحوباً بصوت حشرجة في الحلق أو خشخشة في الصدر مثلاً، أو أيّة أعراض أخرى مثل الحمى؛ بل هو نوبة سُعال سرعان ما تزول؛ فلا تتساءلي: متى يبدأ التواصل عند الرضيع، وما هي مراحل نموّه؟ حيث إن السعال المزيّف يدل على التطوُّر في التواصل عند الطفل، وأنه يدرك مَن حوله اجتماعياً، ويحاول من خلال السعال أن يلفت انتباه مَن يحب، ويتفاعل مع البيئة المحيطة به بطريقة بسيطة وعفوية هي السعال.

ما هي الكحة الطبيعية عند الرُضّع؟

اعلمي أنه في حال أصيب طفلكِ بالكُحة لمدة خمسة أيام، ولكن نوبة الكحة لم تكن متواصلة، أو أن طفلكِ كان يكُح ويسعل بشكل متقطّع بمعدل مرة كلّ أربع ساعات مثلاً؛ ففي هذه الحالة يجب عدم اللجوء إلى الطبيب، ويفضّل أن تقدّمي لطفلكِ بعض الوصفات المنزلية البسيطة، مثل: تقديم المشروبات الساخنة والأعشاب الطبية مثل اليانسون والبابونج، ويجب أن تهتمي بتدفئة جلد الطفل، وأن يُخلد إلى الراحة والنوم بشكل متواصل، وعدم التعرُّض إلى الإجهاد.

أعراض الكحة المقلقة عند الطفل

  1. لاحظي أن الكحة تكون مقلقة عند طفلكِ في حال تكررت نوبة السعال كلّ ساعة.
  2. توقعي أن يكون السُعال عند الطفل مقلقاً ويستوجب تدخُّل الطبيب، في حال عدم قدرة الطفل على النوم المتواصل بسبب أعراضه التي تَزيد ليلاً في كثير من الأحيان.
  3. اعلمي أن توقُّف الطفل الرضيع عن الرضاعة، سواء أكانت الرضاعة الطبيعية أو الصناعية بسبب الكحة المستمرة، يستوجب القلق واستشارة الطبيب. وإذا كان عمر الطفل أقل من ستة أشهر؛ فيجب أن يخضع للعلاج الطبي فوراً. وفي حال استمرت الكحة عند الطفل لمدة خمسة أيام متواصلة؛ فيجب أن يُعرض أيضاً على الطبيب.

علاج الكحة غير المقلقة عند الطفل

زهرة البابونج
  • تذكّري أن الكحة غير المقلقة، هي الكحة التي تتوقف قبل مرور خمسة أيام، ولا تصيب الرضيع في سن أقل من ستة أشهر. ولذلك يمكنكِ أن تقومي بعدة تدابير بسيطة لتقليل أعراضها، ومساعدة الطفل على النوم، مثل: أن تقومي بتنظيف أنف الطفل، وحاولي التخلُّص من المخاط العالق، عن طريق القطرة الملحية المخصصة لتنظيف أنف الأطفال، أو عن طريق البخاخة أو شفاط المخاط.
  • قدّمي لطفلكِ المصاب بالكحة شوربة الدجاج الطازج؛ بحيث تكون دافئة، وحيث تساعد على ترطيب حلقه والتخلُّص من المخاط، وتعزز من مناعة الطفل بشكل كبير؛ نظراً لاحتوائها على عناصر غذائية هامة.
  • استمري في تقديم الأعشاب الطبية الدافئة للطفل مثل: الينسون والبابونج والكراوية. ويمكن تعريض أنف الطفل بعد تغطيته بمنشفة قطنية إلى البخار المتصاعد من مغلي زهرة البابونج، وحيث تُسهم بشكل كبير في تهدئة نوبة السعال خصوصاً في الليل.

لماذا يصاب الطفل بالسعال بمجرد إخلاده إلى النوم؟

  • لاحظي أن رضيعكِ وخصوصاً في مرحلة الرضاعة، قد يعاني من ظاهرة منتشرة عند الرُضّع وهي ظاهرة تُعرف بالارتجاع المريئي، وحيث إن الارتداد أو الارتجاع الحمضي عند الرُضع غالباً ما تبلغ ذروة أعراضه في سن أربعة أشهر، وتبدأ هذه الأعراض في الاختفاء عند الطفل من دون الحاجة إلى العلاج، مع بلوغه سن سنة أو السنة والنصف.
  • توقّعي أن يزداد معدل الكُحة عند طفلكِ ليلاً، وحيث إن أعراض الارتجاع المريئي أو ما يُعرف بالارتداد الحمضي عند الطفل خلال النهار، تكون على شكل حدوث القيء بعد الرضاعة أو بعد تناوُل الطعام، ويحدث انزعاج شديد عند الطفل ويبكي بشكل مستمر؛ لأن الحمض المرتد إلى الأعلى، يكون مذاقه وإحساسه حارقاً، كما تظهر على الطفل أعراض تؤثّر على جهازه التنفسي، ومن هذه الأعراض إصابته بالسعال خلال الليل؛ خصوصاً بسبب ارتداد حمض المعدة أو جزء من الطعام إلى مؤخرة حلقه. كما أن الطفل المصاب بالارتداد المريئي، يكون أكثر تعرُّضاً للإصابة بالالتهابات الرئوية المتكررة. ويحدث ذلك حين يتسرب جزءٌ من الطعام الذي يتقيأه الطفل إلى الرئتين أو إلى القصبة الهوائية، بالإضافة إلى أن السعال الليلي يحدث بسبب تعرُّض الطفل لما يُعرف بالأزيز الصدري نتيجةً لحدوث حالة الارتجاع.

علاج السعال المقلق عند الطفل

جهاز التبخيرة
  • اعلمي أن السعال المقلق الذي يكشفه الطبيب، من الممكن أن يكون علاجه عن طريق أن يخضع الطفل لجلسات البخار التي تُخلط ببعض الأدوية، والتي يقررها الطبيب أو مركز الطوارئ. ومن الممكن أن يصف الطبيب في بعض الحالات للطفل مضاداً حيوياً مناسباً لسنه ووزنه.
  • توقّعي أن يحتاج الطفل لإجراء أشعة سينية للصدر؛ فقد يكون الطفل قد ابتلع في غفلة منكِ جسماً غريباً؛ مما يتسبب له بالكحة باستمرار.
  • لاحظي أنه إذا كانت الكحة تتكرر كلّ شهر؛ فمن الممكن أن طفلكِ يعاني من حساسية الأنف، أو قد يكون الطفل يعاني من وجود لحمية في الأنف، ويجب أن تتم ازالتها بعد بلوغ الطفل سن ثلاث سنوات.
قد يهمك أيضاً: السعال الديكي "الشّاهوق" عند الأطفال
* ملاحظة من «الخليج 365 نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.

أخبار متعلقة :