انت الان تتابع خبر بعد عامين يائسين.. هل حرر قصف قطر تسوركوف "مجانًا"؟ والان مع التفاصيل
بغداد - ياسين صفوان - قصف قطر الذي كان يستهدف اغتيال قيادات حماس المجتمعة لبحث العرض الامريكي لايقاف الحرب في غزة، فشل في تحقيق نتائجه، لكن تبعاته ستكون أكبر، فلقد أسس لقناعة جديدة في المنطقة والعالم، بأن النار الاسرائيلية ستطال حتى البلدان التي لا تعتبر كطرف رئيسي في الحرب، بلدان مهمة وصديقة للولايات المتحدة ووسيط رئيسي في التفاوض، وهذا يجعل من امكانية قصف العراق أسهل واقرب بكثير من المتوقع.
بعد ارتفاع جرعة الخطر في جسد العراق وهو يرى دولة خليجية كقطر "غير معصومة" من القصف الاسرائيلي، جاءت حقنة مهدئة عاجلة، والمتمثلة باعلان اطلاق سراح الروسية الاسرائيلية اليزابيث تسوركوف بعد عامين على اختطافها في العراق، لتعطي هذه "الحقنة المهدئة" شعورا معاكسًا للقلق المتصاعد، ومنح العراق اطمئنانًا ربما "غير مستدام"، لما توحيه هذه الخطوة من "بادرة حسن نية" من العراق تجاه واشنطن بالدرجة الأولى، وإعلان سيطرة رأي الدولة على حساب الجماعات المسلحة، او على الأقل إمكانية اقناعها.
اختطفت تسوركوف في اذار 2023، أي منذ حوالي عامين ونصف العام، واتهمت الإدارة الامريكية فصائل عراقية باختطافها، وخلال هذه الفترة، ضغطت الإدارة الامريكية بمختلف الوسائل والقنوات الدبلوماسية والعسكرية من اجل ان تتحرك الدولة العراقية لإطلاق سراحها، لكن السلطات العراقية اقتربت من "اليأس" من إمكانية إيجاد تسوركوف، حتى ساد اعتقاد بانها قتلت او تم تهريبها الى ايران، وخلال الأشهر الماضية، كشفت تقارير عن صفقة محتملة لإطلاق سراح تسوركوف، مرة مقابل تحرير رهائن لحزب الله اللبناني لدى الجيش الإسرائيلي، ومرة أخرى مقابل اطلاق سراح سجين إيراني في السجون العراقية محكوم بقضية اغتيال مواطن امريكي في بغداد.
في النهاية، تم اطلاق سراح تسوركوف "بلا مقابل"، لكن تقارير ومنصات نقلت عن مصادر في الفصائل العراقية ان اطلاق سراح تسوركوف جاء مقابل "ضمان الانسحاب الأمريكي الكامل، وابعاد العراق عن مخاطر المنطق او أي قصف أمريكي او إسرائيلي"، هذه الصيغة، تكشف بشكل واضح أن تأثير قصف قطر ورفع منسوب القلق العراقي، كان الدافع الحقيقي وراء اطلاق سراح تسوركوف بعد فشل جميع المحاولات والصفقات لاطلاق سراحها، خصوصا وان اطلاق سراح تسوركوف جاء بعد 7 ساعات فقط من القصف الإسرائيلي على قطر.
لكن، الصفقة المعلنة "بشكل غير رسمي" من قبل الفصائل بان تحرير تسوركوف جاء مقابل الانسحاب الأمريكي الكامل وعدم قصف العراق، فيها نقاش طويل، فالانسحاب الأمريكي بدأ بالفعل من بعض القواعد غير انه ليس انسحابا كاملا، هذا اذا كان بالإمكان وصفه بالانسحاب، فهو حتى الان غير واضح المعالم، بين إعادة تموضع، او انهاء المهمة العسكرية للتحالف الدولي فقط وليس للجانب الأمريكي، وبين كونه انسحاب او إعادة بناء علاقة ثنائية مختلفة غير عسكرية.
اما الامر الاخر، والمتعلق بعدم قصف إسرائيل للعراق مقابل اطلاق سراح الرهينة، لا يصمد امام التفكير المنطقي، فتل ابيب كانت تسقط صواريخها في غزة على رأس الرهائن الإسرائيليين ذاتهم وقتلت بعضهم، فالاهداف العسكرية والاستراتيجية لدى إسرائيل اكثر أهمية بكثير من حياة مواطنيها، وحياة تسوركوف او اطلاق سراحها ليس امرا مهما لدى تل ابيب فيما لو ارادت انهاء خطر ما تعتقده يصدر من العراق، لكن على ما يبدو، ان لاخطر يهدد تل ابيب او واشنطن في العراق الان.
أخبار متعلقة :