اليابان | ثلاثية أميدا في معبد جوراكوجي بمحافظة كاناغاوا

الفن البوذي في اليابان

تراث 03/07/2025

تجمع هذه المجموعة من التماثيل، التي يظهر فيها أميدا نيوراي (بوذا) بين تمثالي بوديساتفا مرافقين، بين الجاذبية والأناقة في آن واحد.

سافر النحات البوذي الشهير أونكيي من نارا إلى منطقة كانتو في الشرق ليصنع هذه التحفة الفنية. يقف ”أميدا نيوراي (بوذا الأرض الطاهرة الغربية)“ في الوسط، ويحيط به تمثالا بوديساتفا مرافقان هما ”كانّون (أفالوكيتيشفارا)“ المعروف غالبا باسم بوديساتفا الرحمة أو الشفقة، و ”سييشي (ماهاسثامابرابتا)“ الذي يرمز إلى قوة الحكمة ويعني اسمه ”وصول القوة العظمى“. وقد أُنجزت هذه التماثيل بتكليف من وادا يوشيموري، أحد القادة العسكريين البارزين وداعمي الشوغونية في بدايات فترة كاماكورا (1185–1333). وتشكل هذه الثلاثية اليوم، التماثيل الرئيسة المقدسة في معبد جوراكوجي بمدينة يوكوسوكا في محافظة كاناغاوا.

يرتدي أميدا رداء رهبان يكشف فيه كتفه الأيمن. يؤدي إيماءة ”رايغوين“ أو ما يُعرف بـ ”مودرا الترحيب“، حيث يتم رفع اليد اليمنى مع تحليق الإبهام والسبابة، بينما يتم خفض اليد اليسرى. وترتبط هذه الحركة ارتباطا وثيقا بأميدا، إذ يُعتقد أنه يؤديها عند مجيئه لاستقبال الأرواح إلى الأرض الطاهرة عند لحظة الموت.


يظهر تمثالا البوديساتفا بتسريحتي شعر مرتفعتين ومرفوعتين إلى الأعلى تُعرفان باسم ”موتودوري“، ويقفان مع انحناء طفيف في خصر كل منهما. وهما يشكلان تباينا أنيقا مع أميدا الجالس في هيئة توحي بالوقار والسكينة. (© مودا توموهيرو)

تمثالا البوديساتفا: سييشي بوساتسو (يسار) وكانّون بوساتسو. (© مودا توموهيرو)

صنعت التماثيل الثلاثة جميعها من خشب هينوكي (نوع من السرو)، باستخدام تقنية ”يوسِيغي-زوكوري“، حيث يُشكّل الجزء الرئيس من التمثال من قطعتين أو أكثر من الخشب. نُحتت عيون التماثيل الثلاثة مباشرة في الخشب وفق تقنية تُعرف باسم ”تشوغان“، بدلا من ”العيون المرصعة بالجواهر (غيوكوغان)“، التي كانت شائعة آنذاك وتعتمد على الترصيع بالكريستال. أما تمثالا فودو ميوؤ (أتشالا، الثابت) وبيشامونتين (فايسرافانا، أحد الملوك السماويين الأربعة)، الموجودان في المعبد نفسه وهما من نحت أونكيي أيضا، فقد صُنعت عيونهما من الكريستال، ما يشير إلى أن الفنان اتخذ هذا الخيار الجمالي عن قصد. ويبدو أن أونكيي كان يرى أن استخدام ”غيوكوغان“ يضفي على عيون التماثيل البوذية بريقا ”بشريا“، حيث من المفترض أنها تمثل كائنات تفوق البشر. وفي الأعمال التي أنجزها بعد هذه الثلاثية لأميدا، فضّل أونكيي بشكل متزايد استخدام تقنية ”تشوغان“ في نحت عيون بوذا والبوديساتفا. وقد صُنعت هذه التماثيل الخمسة عام 1189، عندما كان أونكيي في الثلاثينات من عمره. وجميعها محددة اليوم كممتلكات ثقافية مهمة.

قبل نحو 3 سنوات من صنعه للتماثيل في جوراكوجي، كلّفه هوجو توكيماسا بإنجاز مجموعة مكونة من خمسة تماثيل في معبد غانجوجوين في إيزونوكوني بمحافظة شيزوؤكا. ضمت هذه المجموعة تمثالا لأميدا نيوراي، وثلاثية فودو ميوؤ مع صبيين مرافقين، إضافة إلى تمثال لبيشامونتين. ويبدو أن عبادة هذه التشكيلة من التماثيل معا كانت شائعة بين طبقة الساموراي في ذلك الوقت.

يقول المصور مودا توموهيرو إنه كان دائما يشعر بما يسميه ”اختلاف الأجواء“ بين المنحوتات التي صنعها أونكيي في كانتو وتلك التي صنعها في نارا.

”في نارا، كانت جميع الأعمال تُنصع بتكليف من المعابد، بينما في كانتو كان ممولوها في الغالب من طبقة الساموراي. وكأن هذا الاختلاف انعكس بشكل ما على التماثيل نفسها. ففي نارا، تبرز ملامح رحمة البوذية وشفقتها. أما في كانتو، تبرز صفات النبل والقوة“.


(© مودا توموهيرو)

إن الوقار الراسخ في هذه الثلاثية لأميدا لا بد أنه بث الطمأنينة وراحة البال في نفوس المؤمنين. لقد أراد أونكيي بلا شك أن يبعث برسالة مفادها أنه حتى الساموراي الذين عاشوا حياتهم في عالم العنف، يمكنهم أن يُبعثوا من جديد في الأرض الطاهرة بقوة الإيمان.

كان وادا يوشيموري، الذي أمر بإنجاز هذه الثلاثية، من الأتباع المخلصين لميناموتو نو يوريتومو، وأحد أبرز قادته العسكريين. فمنذ اللحظة التي رفع فيها يوريتومو راية التحدي ضد النظام القديم، قاتل يوشيموري إلى جانبه بإخلاص، وساهم في تأسيس الحكومة الجديدة في كاماكورا. وبصفته حاكما لشبه جزيرة ميؤرا، تولى منصب المدير الأول ”بيتّو“ لمجلس أتباع الشوغونية، وكان مسؤولا عن الشؤون العسكرية والأمنية. إلا أن حظه تبدل بعد وفاة الشوغون، إذ بدأت عشيرة هوجو بالاستحواذ على السلطة من ورثة يوريتومو تدريجيا. وهو ما استفز يوشيموري ودفعه للتمرد، وانتهى به الأمر هو وعائلته إلى الدمار في المعارك التي أعقبت ذلك. فهل كان إيمانه بأميدا، المتجسد في هذا التمثال الخالد، هو ما قاده إلى ولادة جديدة في الجنة الغربية؟

(لن تكون هذه التماثيل متاحة للعرض قبل منتصف أغسطس/آب عام 2025 على أقل تقدير، بسبب أعمال الترميم)

ثلاثية أميدا

  • الارتفاع: 1.41 متر (تمثال أميدا نيوراي بوضعية جلوس)، 1.78 متر (تمثال كانّون بوديساتفا بوضعية وقوف)، 1.77 متر (تمثال سييشي بوديساتفا بوضعية وقوف)
  • التاريخ: فترة كاماكورا (1185-1333)
  • معبد جوراكوجي، محافظة كاناغاوا
  • أصل ثقافي مهم

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: شخصيات ثلاثية أميدا في جوراكوجي. © مودا توموهيرو)

اليابان معبد فن

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | ثلاثية أميدا في معبد جوراكوجي بمحافظة كاناغاوا لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :