اليابان | هكذا يواجه اليابانيون شمس الصيف الحارقة... جربها بنفسك!

اليابان تزداد حرارةً عامًا بعد عام

يزداد صيف اليابان حرارةً عامًا بعد عام نتيجةً للآثار الملحوظة للاحتباس الحراري وتأثير ”جزيرة الحرارة الحضرية“. ووفقًا لوزارة البيئة، فقد ارتفع متوسط درجة الحرارة السنوية في طوكيو بنحو 3 درجات مئوية خلال المائة عام الماضية. وفي عام 2024، تجاوزت درجات الحرارة 30 درجة مئوية في أكثر من 80% من أيام شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب. كما كان هناك هطول أمطار غزيرة بشكل متكرر في السنوات الأخيرة خلال موسم الأمطار، الذي يُمثل بداية الصيف، مما أدى إلى زيادة الرطوبة. ويُعدّ المناخ الرطب سمةً من سمات الصيف الياباني، وهو عامل رئيسي يُسهم في الإصابة بضربة الحر.

ما هي أسباب الإصابة بضربة الحر؟

تزداد احتمالية الإصابة بضربة حر نتيجة للعوامل التالية:

الظروف البيئية: ارتفاع درجة الحرارة، أشعة الشمس القوية، الرطوبة العالية، قلة الرياح، إلخ.

عوامل الخطر الفردية: كبار السن أو الأطفال، السمنة، الأمراض المزمنة مثل السكري أو أمراض القلب، سوء التغذية، الجفاف (الإسهال)، أو سوء الحالة البدنية (الصداع الناتج عن شرب الكحول، قلة النوم)، إلخ.

السلوكيات المساهمة: ممارسة التمارين الرياضية المكثفة، أو التمارين غير المألوفة، أو العمل في الهواء الطلق لساعات طويلة حيث يصعب الحفاظ على ترطيب الجسم.

اليوم الممطر قد يتبعه يوم شديد الرطوبة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بضربة شمس. (© بكيستا)

في الظروف العادية، يطلق الجسم البشري الحرارة الزائدة عبر الجلد عن طريق التعرق، مما يساعد على منع ارتفاع درجة الحرارة. ومع ذلك، فإن التعرق المفرط في الطقس الحار والرطب يُخلّ بهذه العملية التنظيمية لدرجة حرارة الجسم. إذ يفقد الجسم السوائل والأملاح، مما يعيق الدورة الدموية. ونتيجة لذلك، ترتفع درجة الحرارة الداخلية للجسم، مما يؤدي إلى ضعف وظائف الدماغ والأعضاء الأخرى. وتُعرف هذه الأعراض مجتمعة باسم ضربة الحر أو الإجهاد الحراري.

عندما يفشل الجسم في تنظيم درجة حرارته، قد تظهر أعراض مختلفة. (© بكيستا)

سُبل الوقاية من ضربة الحر

في الأيام الحارة، يُنصح بتجنّب الإكثار من النشاطات الخارجية ويُفضل قضاء الوقت في أماكن باردة. عند المشي في الخارج، يُنصح أيضاً بتجنّب التعرض لأشعة الشمس المباشرة مع الحرص على أخذ فترات راحة في أماكن مظلّلة وباردة.

ينبغي أن تكون الملابس قابلة للتهوية لمنع تراكم الحرارة، كما يجب أن تمتصّ الرطوبة وتجف بسرعة. إذا كنت ستقضي وقتاً في الخارج، استخدم مظلة أو ارتدِ قبعة لتحمي نفسك من أشعة الشمس المباشرة.

للحفاظ على الترطيب، احمل معك زجاجة ماء أو تُرمس. ويُنصح بشرب المشروبات الرياضية للوقاية من ضربة الحر، إذ يمتصّها الجسم بسهولة وتساعد على تعويض السوائل والأملاح. كما يُفضَّل تجنّب المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة، لأنها تُدرّ البول. وفي فصل الصيف، يمكن العثور على عبوات مشروبات مجمّدة في متاجر الكمبيني.

من العناصر المفيدة الأخرى، المراوح المحمولة الصغيرة، مبرّدات الرقبة (على شكل حلقات أو أوشحة)، وحلوى الأملاح. وغالباً ما تتوفر هذه المستلزمات الوقائية من ضربة الحر في متاجر الكومبيني والسوبرماركت.

عناصر تساعد في الوقاية من ضربة الحر (© بكيستا)

الأعراض والعلاج

قد تشير الأعراض التالية إلى الإصابة بضربة الحر. في هذه الحالة، يجب نقل المصاب إلى غرفة مكيفة أو مكان بارد جيد التهوية والبدء في الإسعافات الأولية فورًا.

الأعراض الخفيفة: دوخة، صداع، ألم أو تشنجات عضلية، تنميل في اليدين والقدمين، شعور بعدم الراحة

الأعراض المتوسطة: صداع، غثيان، قيء، تعب، ضعف عام

الأعراض الشديدة: ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، فقدان الوعي، عدم الاستجابة للمؤثرات، تشنجات في كامل الجسم، عدم القدرة على المشي بشكل مستقيم

يمكن معالجة الأعراض الخفيفة بالإسعافات الأولية في الموقع (انظر أدناه). أما بالنسبة للأعراض المتوسطة والشديدة فيُنصح بتلقي العلاج في المستشفى.

قدرة الشخص على ترطيب نفسه يمكن أن تكون مؤشرًا مفيدًا على حالته. إذا لم يكن قادرًا على فتح زجاجة بلاستيكية محكمة الإغلاق، أو إيصالها إلى فمه، أو الشرب بسبب الاختناق، فيجب نقله إلى المستشفى على الفور. لا تُجبره على الشرب إذا لم يكن قادرًا على ذلك بنفسه، فقد يدخل السائل إلى مجرى التنفس.

كيفية تبريد الجسم

ابدأ بفك الملابس الضيقة، مثل إزالة الأحزمة. ثم استخدم زجاجة بلاستيكية مجمدة أو أي جسم بارد لتبريد المناطق التي تحتوي على أوعية دموية كبيرة، مثل جانبي الرقبة، تحت الإبطين، والفخذ. كذلك فإن تبريد راحتي اليدين، حيث توجد شعيرات دموية كثيرة، فعال أيضًا. اجعل المصاب يمسك شيئًا باردًا ويضغط به على الرقبة أو أماكن أخرى. رش الماء على الجلد واستخدام مروحة محمولة لتبريده يساعد في تخفيف الحرارة.

مناطق الجسم التي يجب تبريدها عند الاشتباه في الإصابة بضربة حر. (Nippon.com)

تعويض السوائل والأملاح

تساعد المشروبات الباردة ليس فقط في مكافحة الجفاف، بل أيضًا في خفض درجة حرارة الجسم من الداخل. يُنصح بتبريد الجسم من الخارج مع شرب الماء أو المشروبات الرياضية، ومصّ حلوى الأملاح لتعويض السوائل والأملاح المفقودة بسبب التعرق. في الحالات الأكثر شدة، يمكن أن يؤدي شرب محلول الإماهة الفموية، المتوفر في أماكن مثل متاجر الكومبيني، إلى تسريع عملية التعافي.

بعد تقديم الإسعافات الأولية، يجب أن يستريح الشخص لبعض الوقت لمراقبة حالته. حتى في حال تحسّن الأعراض، من الأفضل الراحة وعدم الإجهاد. وإذا لم تتحسن الأعراض، ينبغي طلب الرعاية الطبية.

التحذيرات الرسمية من ضربات الحر

يتم إصدار تنبيهات من خطر التعرض لضربات الحر في كل من المناطق الثمانية والخمسين المعنية بالتنبؤات الجوية في اليابان عندما يكون من المتوقع أن يصل مؤشر درجة الحرارة الكروية الرطبة (WBGT) إلى 33 أو أكثر.

يمكن الاطلاع على المعلومات المتعلقة بهذه التنبيهات من خلال موقع وزارة البيئة اليابانية الخاص بمعلومات الوقاية من الأمراض المرتبطة بالحرارة.

يُعد WBGT مؤشر حرارة يهدف إلى الوقاية من ضربة الحر، ويتم احتسابه باستخدام عوامل مثل درجة الحرارة، والرطوبة، وشدة الإشعاع الشمسي. وعندما يبلغ المؤشر 28 أو أكثر، يزداد عدد حالات الإصابة بضربة الحر بسرعة.

اتخذ احتياطاتك ضد ضربة الحر، واستمتع بصيف آمن في اليابان.

مصادر البيانات

(نُشر النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان الرئيسي من © بكيستا)