اليابان | هل تتجه العلاقات نحو التوتر؟ رأي غالبية اليابانيين يشير إلى تراجع الروابط مع الولايات المتحدة

منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض لولاية ثانية في يناير/ كانون الثاني من هذا العام، تراجعت صورة الولايات المتحدة بشكل ملحوظ في أعين اليابانيين. فقد كشف استطلاع للرأي أجراه موقع Nippon.com أن نحو 70% يرون أن العلاقات الثنائية قد ساءت، فيما ترتفع أصوات – تتجاوز نسبتها 40% – تدعو إلى مسار أكثر استقلالية لليابان بعيدًا عن شريكها الأهم في التحالف.

هل سيحدث تحول كبير في الرأي العام مع ولاية ترامب الثانية؟

يصادف صيف عام 2025 الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية، إلا أن المشهد الدولي اليوم يحمل في طياته تعقيدات وتهديدات قد تبدو تنافس الأيام التي سبقت تلك المرحلة التاريخية المؤلمة. ففي الفترة من 22 إلى 24 يوليو/ تموز، تعاون موقع Nippon.com مع JX Press في استطلاع رأي إلكتروني لقياس آراء الشعب الياباني حول الأوضاع الراهنة.

وكان أحد الأسئلة الرئيسية المطروحة هو ما إذا كانت العلاقات اليابانية الأمريكية قد تحسنت أم تدهورت منذ تولي دونالد ترامب منصبه في يناير/ كانون الثاني 2025 لولايته الثانية. وجاءت الإجابات سلبية في جميع المجالات، حيث أجاب 2.3% فقط من المشاركين بأن العلاقات ˮتحسنت بشكل ملحوظ“ أو ˮتحسنت إلى حد ما“.

في المقابل، رأى 69.5% من المشاركين تدهورًا واضحًا في العلاقات الثنائية، حيث اختار 47.1% ’تدهورت إلى حد ما‘ و22.4% ’تدهورت بشكل كبير”. وفي الوسط، كان هناك 28.3% من المشاركين الذين لم يروا أي تغيير يُذكر في العلاقات اليابانية الأمريكية.

وقد كانت الآراء السلبية جليةً بشكل خاص بين كبار السن، حيث وصف أكثر من 70٪ ممن هم في الستينيات من العمر وأكثر من 80٪ ممن هم في السبعينيات من العمر العلاقة بأنها تدهورت. أما في الفئات العمرية الأصغر، فقد اختارت غالبية من هم في العشرينيات والثلاثينيات من العمر خيار ˮلا تغيير“ أو ˮتدهور طفيف“، مما يُشير إلى فجوة جيلية في تصورات العلاقات الثنائية - وهي فجوة ربما يُمكن تفسيرها بالسنوات الطويلة من العلاقات الدافئة التي عاشها اليابانيون الأكبر سنًا.

وقد كانت الفجوة بين الجنسين واضحة أيضًا، حيث اختار 28.5٪ من المشاركين الذكور ˮتدهور ملحوظ“، مقارنة بـ 16.3٪ فقط من المشاركات.

وقد أُجري الاستطلاع بعد انتخابات مجلس الشيوخ الياباني التي عُقدت في 20 يوليو/ تموز بوقت قصير، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 23 يوليو/ تموز عن اتفاق تحديد الرسوم الجمركية على الواردات اليابانية إلى الولايات المتحدة بنسبة 15٪ بدءًا من أغسطس/ آب. ورغم أن هذا يُمثل انخفاضًا عن مستوى الرسوم الجمركية المُشار إليه سابقًا والبالغ 25٪، إلا أن هذا التخفيف الطفيف في موقف ترامب المتشدد لم يُبدد رأي الأغلبية القائل بأن علاقة اليابان بالولايات المتحدة تسير في الاتجاه الخاطئ، لا سيما في ظل حالة عدم اليقين التي سادت آنذاك بشأن إمكانية تأثير المزيد من المفاوضات على النتيجة.

وبشكل عام، تتناقض نتائجنا بشكل صارخ مع نتائج استطلاع رأي أجرته أمانة مجلس الوزراء في أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني 2024. حيث ركز هذا الاستطلاع على آراء الجمهور بشأن السياسة الخارجية اليابانية، وسأل المشاركين عن رأيهم في سير العلاقات اليابانية الأمريكية، وحصل على تقييم ساحق بنسبة 85.5٪ على أنها ˮتسير على ما يرام“، مقارنة بـ 11.4٪ فقط ممن شعروا بأن العلاقات ˮتسير على نحو سيئ“.

ولكن كل منهما استطلاع للرأي مختلف، ولكل منهما أساليبه المختلفة ــ حيث أجري استطلاع الرأي الحكومي عبر البريد العادي، وليس عبر الإنترنت، وشمل 1734 ردودًا صالحة ــ ولكن نتائجهما المتباينة بشكل كبير تشير إلى تحول كبير في وجهات النظر اليابانية بشأن العلاقات الثنائية في ما يزيد قليلًا على نصف عام.

الاعتماد على التحالف الحالي يمثل وجهة نظر الأقلية

ويبدو أن التغيرات في وجهات النظر اليابانية تجاه حلفائها الأميركيين تتجلى في نظرتهم إلى القضايا الأمنية اليابانية أيضاً.

حيث طرح الاستطلاع متسائلًا في أحد أسئلته: ˮما الذي ينبغي لليابان فعله مستقبلًا لضمان سلامها وأمنها؟“. وكانت الإجابة الأكثر شيوعًا، والتي اختارها 41.7% من المشاركين، هي: ˮأنه على اليابان بذل جهد أكبر للدفاع عن نفسها“، متفوقةً على إجابة ˮعلى اليابان بناء علاقات مع دول أخرى غير الولايات المتحدة“ (33.7%) وإجابة ˮعلى اليابان تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة“ (24.7%).

تُعدّ معاهدة الأمن اليابانية الأمريكية أساس السياسة الدفاعية للبلاد. ويطالب المشاركون الذين يرون أن اليابان ينبغي أن تُعزز علاقاتها مع شريكها في التحالف الأمريكي، باستمرار هذه المعاهدة كسياسة رئيسية للبلاد، بينما من يقترحون بناء علاقات مع دول أخرى غير الولايات المتحدة فغالبًا ما يفكرون في إطار أمني متعدد الأطراف، يشمل شركاء مثل أستراليا وكوريا الجنوبية والفلبين. إلا أن الرد الأكثر شيوعًا، كان من أولئك الذين يأملون في أن تتبنى اليابان توجهًا أكثر تركيزًا نحو الدفاع عن النفس في المجال الأمني.

ويُظهر تقسيم المشاركين حسب العمر أن هذا الخيار ˮالدفاع عن النفس“ قد اختاره أكثر من 40٪ من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين الثلاثينيات والستينيات. وفي المقابل، كان خيار ˮتعريز الارتباط بشركاء غير أمريكيين“ هو الخيار الأول لمن تبلغ أعمارهم 70 عامًا فأكثر، بنسبة تزيد عن 40٪، متقدمًا بفارق كبير على خيار الدفاع عن النفس. وكان هناك فرق طفيف نسبيًا بين الجنسين، حيث اختار 36.2٪ من المشاركين الذكور من جميع الأعمار ˮشركاء غير أمريكيين“ مقابل 31.1٪ من المشاركات الإناث، واختار 40.6٪ من الذكور ˮالدفاع عن النفس“ مقابل 42.8٪ من الإناث.

وبالنسبة لليابان، المُحاطة من عدة جهات بدول مُسلحة نوويًا (روسيا وكوريا الشمالية والصين)، فإن أي قرار بتطوير قدراتها الدفاعية الخاصة لتحل محل الردع النووي الأمريكي الذي تعتمد عليه الآن سيتطلب زيادة هائلة في الإنفاق الدفاعي ومراجعات جذرية لدستورها وقوانينها الأخرى. وقد يكون من الحكمة اعتبار النسبة المرتفعة من المشاركين الذين يحثون اليابان على الدفاع عن نفسها بأنها ليست دليلًا على استعداد الشعب لتولي هذه المهام، بل تعبيرًا عن القلق من مستقبل لم تعد فيه الولايات المتحدة تُعتبر شريكًا وحليفًا يُعتمد عليه.

وعند سؤاله عن تصدّر خيار الدفاع الذاتي في استطلاعات الرأي، أشار أحد كبار المسؤولين الإداريين السابقين في وزارة الدفاع: ˮأعتقد أن شخصية دونالد ترامب هي التي دفعت إلى هذا التأييد. فلا شك أننا شهدنا ارتفاعًا في عدد الأشخاص الذين لديهم آراء سلبية تجاه أمريكا خلال النصف الأول من العام الماضي، ولكن لا تزال هناك حاجة للتفكير بهدوء في البيئة الأمنية التي تواجه اليابان اليوم. إنها قفزة هائلة نحو دولة مستقلة تمامًا في مجال الدفاع“.

تراجع القوة الناعمة الأمريكية

وقد طلب الاستطلاع من المشاركين اختيار المجال الوحيد الذي حافظت فيه الولايات المتحدة على نفوذها الأقوى من بين ستة خيارات. وتصدر خيار ˮالأنشطة الاقتصادية“ بفارق كبير، حيث اختاره 59.7٪ من المشاركين، يليه ˮالدفاع الوطني“ بنسبة 22٪. أما الخيارات المتبقية، فكانت أقل شعبية بكثير، كما هو موضح أدناه.

وربما تصدر الاقتصاد هذا الخيار جزئيًا بسبب التغطية الإخبارية الواسعة لمفاوضات الرسوم الجمركية بين اليابان والولايات المتحدة أثناء الاستطلاع. حيث اختار المشاركون من جميع الأجيال، من العشرينيات إلى السبعينيات، هذا الخيار بنسبة تتراوح بين 50٪ و60٪. واختار 5.6٪ من المشاركين في العشرينيات من العمر ˮتكنولوجيا المعلومات/ التكنولوجيا الرقمية“، وهي نسبة أعلى بكثير من المتوسط العام. وفي المقابل، كانت النساء أكثر ميلًا لاختيار ˮطرق التفكير“ (8.6٪) وˮالثقافة“ (5.2٪) مقارنةً بنظرائهن من الرجال.

وبالنسبة لليابان، فقد بدأت حقبة ما بعد الحرب بنفوذ هائل للولايات المتحدة على كل جانب تقريبًا من جوانب وجودها. وقد تسربت القوة الناعمة الأمريكية إلى كل شيء، من أنماط حياة اليابانيين وأشكال الترفيه التي يتابعونها إلى ثقافتهم ذاتها. إلا أن نتائج الاستطلاع تُشير إلى أن هذا التوجه قد يكون أقل وضوحًا اليوم.

أُجري استطلاع Nippon.com/JX Press على عينة عشوائية من المشاركين المُسجلين مسبقًا على موقع JX Press الإلكتروني، حيث تم إرسال الأسئلة واستلام الإجابات عبر الإنترنت. وبلغ إجمالي الإجابات الصحيحة 1.042 إجابة.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من اللغة الإنكليزية. صورة العنوان الرئيسي من © بيكستا)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | هل تتجه العلاقات نحو التوتر؟ رأي غالبية اليابانيين يشير إلى تراجع الروابط مع الولايات المتحدة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :