القاهرة - سمر حسين - صحة
يتساءل الكثير من الآباء والأمهات عن التوقيت المناسب لإدخال أطفالهم إلى عالم الرياضة، وعن الأنشطة البدنية التي تلائم قدراتهم وتُعزز نموهم دون أن تشكل عبئا عليهم، فالرياضة في مرحلة الطفولة ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل هي وسيلة فعالة لتعزيز النمو الجسدي، وتنمية القدرات العقلية، وترسيخ مفاهيم الانضباط والثقة بالنفس.
السباحة.. رياضة متكاملة من سن مبكرة
قال الدكتور حاتم فاروق، استشاري متابعة الأطفال حديثي الولادة وعلاج سوء التغذية، إن السباحة تأتي في مقدمة الرياضات الأنسب للأطفال، لما لها من فوائد متعددة تشمل تقوية عضلات الجسم كافة، وتنشيط الجهاز التنفسي، وتحسين الدورة الدموية، مضيفا أن السباحة رياضة آمنة نسبيًا إذا تم تدريب الطفل عليها في وقت مبكر وتحت إشراف مختص.
كما تُسهم في تعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتجعله أكثر قدرة على التعامل مع المواقف المختلفة في الحياة، مشيرًا إلى أن السن الأمثل لبدء السباحة هو من عمر ثلاث سنوات، حيث يبدأ الطفل في هذا العمر باكتساب التوازن الحركي والاستجابة للتوجيهات.
الجمباز.. دعم النمو الحركي والعقلي
أشار الدكتور فاروق إلى أن الجمباز يُعد من الرياضات التي تنمي التوازن والمرونة والدقة، وتساعد الطفل على اكتساب مهارات حركية متقدمة، إلى جانب دورها في تعزيز التركيز والانتباه.
وأكد أن الجمباز يُسهم في دعم التطور العصبي والحركي للطفل، كما يساعده في التحكم بجسده وتحقيق التناسق العضلي المطلوب، ويُفضل أن يبدأ الطفل هذه الرياضة بين سن الثالثة والخامسة، إذ يكون الجسم أكثر مرونة والاستيعاب الذهني في طور النمو السريع.
الفنون القتالية.. بناء الشخصية والانضباط
وحول الفنون القتالية مثل الكاراتيه والتايكوندو، أوضح الدكتور حاتم فاروق أنها لا تقتصر فقط على تعلم أساليب الدفاع عن النفس، بل تمتد لتشمل تعزيز الثقة بالنفس، والانضباط الذاتي، واحترام الآخرين.
وأوضح أن ممارسة الفنون القتالية تمنح الطفل إحساسا بالقوة الداخلية، وتعلمه التحكم في ردود أفعاله، وهو ما ينعكس إيجابيًا على سلوكه في المدرسة والمنزل.
وأضاف أن السن المناسب لبدء تعلم هذه الرياضات يتراوح من خمس سنوات فما فوق، حيث يكون الطفل أكثر نضجا ووعيا بقواعد السلامة والانضباط.
لا تبدأ قبل الوقت المناسب
نوّه الدكتور فاروق بأهمية عدم التسرع في إدخال الطفل إلى الرياضة قبل أن يكون جسمه ونفسيته مستعدين لذلك، مؤكدا أن كل رياضة لها توقيتها الأنسب، وأن الإجبار أو الضغط قد يؤدّيان إلى نتائج عكسية، مشيرًا إلى أنه يُستحسن دائما البدء بشكل تدريجي، واختيار مدربين متخصصين في التعامل مع الأطفال، مع التأكيد على أن الرياضة يجب أن تكون مصدرًا للفرح والمتعة، لا للضغط أو العقاب.
أخبار متعلقة :