لم يكن خافياً أنّ وسائل الإعلام قد قاربت بين الشعوب مكانيا، فما يحدث في أطراف الأرض يتم نقله ليشاهده الناس في ثوان معدودة بعد وأثناء حدوثه.
ويتذكر العالم الأدوار المتعاظمة للصحافة العالمية والتحقيقات الصحفية الصادقة والمهنية التي كشفت كبريات الجرائم والانتهاكات المتعلقة بحقوق الإنسان في دارفور وتورط جهات وانظمة في تمويل الحرب في السودان وفضحت الأدوار الخبيثة لداعمي الحرب ومشروع تفتيت السودان وتهجير شعبه.
وقد بات واضحا للجميع الدور الذي لعبته الصحافة ووسائل الإعلام الكولمبية في فضح مؤامرة تجنيد المرتزقة الكولومبيين والدفع بهم للحرب في السودان مقابل المال ليقتلوا ويهجرو شعبا مسالما محبا لوطنه.
وشكل خطاب رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس للشعب الكولومبي الذي وجهه باللغة الإسبانية ونشرته وسائل الإعلام الرسمية باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية إلى جانب الإسبانية، لحظة حاسمة لتوضيح موقف السودان من استخدام المرتزقة الكولومبيين.
وقد أوضح الخطاب ايضا المسؤوليات القانونية والأخلاقية، لاستخدام مثل هؤلاء المرتزقة للقضاء على الشعب السوداني،فضلاً عن التذكير بالتزامات حقوق الإنسان الدولية.
كما سلط الخطاب الضوء على الانتهاكات التي ارتكبها المرتزقة وأكد على موقف السودان الرافض لأي تدخل أجنبي يمس سيادته وأمن مواطنيه.
وقد رد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو بتبني وتجاوب مع رسالة رئيس الوزراء د. كامل إدريس الموجَّهة للشعب الكولومبي خاصةً، وللعالم الناطق بالإسبانية عامة، حول خطورة إرسال مرتزقة كولومبيين للمشاركة في حصار وقتل المدنيين في مدينة الفاشر تحديداً، وفي السودان عموماً.
وأعاد الرئيس الكولومبي نشر رسالة رئيس الوزراء الأساسية وقال:
– رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس يخاطب الأمة الكولومبية.
– أوقفوا الارتزاق في كولومبيا. أيها الجنود والضباط السابقون الشباب، لا تبخلوا. حاربوا من أجل وطنكم، لا تموتوا في حروب خارجية.
سلّطت وسائل الإعلام الكولومبية، خلال الأيام الماضية، الضوء على مشاركة مرتزقة كولومبيين في المعارك الدائرة بمدينة الفاشر إلى جانب مليشيا الدعم السريع المتمردة.
وقد بثت قنوات تلفزيونية كولومبية مشاهد مصورة وتسجيلات توثق مشاركة هؤلاء المرتزقة في العمليات القتالية، وأظهرت لقطات أحدهم مصابًا بينما يُسمع صوت رفاقه يعبرون عن شكوكهم حول ما إذا كان قد قُتل أو لا يزال على قيد الحياة.
وأكد تقرير لقناة ( La FM ) الكولمبية أن المرتزقة يقاتلون ضمن صفوف مليشيا الدعم السريع، وقد تم استقدامهم عبر شركات أمنية متخصصة في توظيف عسكريين متقاعدين من كولومبيا قبل أن يتم إرسالهم إلى السودان مقابل مبالغ مالية مغرية.
ووفقًا لتقارير صحفية كولمبية سابقة ، فإن هؤلاء المرتزقة وُعِدوا برواتب شهرية تتراوح بين 2500 و 3000 دولار أمريكي للفرد وهو مبلغ كبير مقارنة بما قد یکسبونه في كولومبيا بعد التقاعد. إضافة إلى ذلك فإنهم ، يُوقعون عقوداً تمتد لستة أشهر، ويُوعدون بمكافأة إضافية تصل إلى حوالي 10,000 دولار عند انتهاء مدة العقد، شريطة البقاء على قيد الحياة واكمال المهمة في السودان .
وأشارت القناة إلى أن المرتزقة يواجهون أوضاعًا خطيرة في السودان، تشمل تعرضهم لغارات جوية وهجمات بالطائرات المسيّرة، إلى جانب القتال في مناطق ذات كثافة سكانية، حيث تُتهم المليشيا المتمردة بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، من بينها التهجير القسري ، وهو ما قد يعرض المشاركين من المرتزقة الكولمبيين لملاحقات قانونية دولية.
في السياق ذاته، نشرت منصة “لا سيلا فاسيا” الكولومبية المستقلة، والمتخصصة في التحقيقات الصحفية وتحليل القضايا السياسية، تقريرًا في مارس الماضي كشفت فيه تفاصيل التعاقد مع المرتزقة الكولومبيين للقتال في السودان بدعم من دولة الإمارات، مشيرة إلى أن الإغراءات المالية قد أوقعت بالعديد منهم في فخ القتال في بيئة شديدة الخطورة، وسط وعود وصفها التقرير بـ”الكاذبة والمضللة”.
واختتمت قناة (La FM) الكولمبية تقاريرها بالتنبيه إلى المخاطر القانونية والإنسانية التي قد تلاحق هؤلاء المرتزقة ، مشيرة إلى أن مشاركتهم في النزاع السوداني تسلط الضوء على ظاهرة تجنيد المقاتلين السابقين في صراعات لا تمت لهم بصلة، فقط مقابل المال.
سونا
هبة علي
محررة بكوش نيوز تهتم بشتى جوانب الحياة في السودان والاقليم، تكتب في المجال الثقافي والفني، معروفة بأسلوبها السلس والجاذب للقارئ.
كانت هذه تفاصيل خبر تورط المرتزقة الأجانب في مأساة الفاشر لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :