البيع الكثيف لأسهم التكنولوجيا يبعث بإشارات تحذير قوية

ربما بدأت تلوح أولى بوادر فتور العلاقة بين المستثمرين وكبرى شركات التكنولوجيا، بعد موجة البيع الكثيف التي اجتاحت القطاع الأسبوع الماضي.

ونظراً للمكانة المحورية التي تحتلها هذه الشركات في منظومة الأسواق، فإن ما يحدث يمثل تحذيراً مهماً يستحق أن يؤخذ على محمل الجد.

فالأمر لا يقتصر على التقييمات مفرطة التفاؤل لأسهم التكنولوجيا، بل يمتد أيضاً إلى الجوانب الخفية والأكثر خطورة داخل النظام المالي.

لقد رسخت شركات التكنولوجيا العملاقة هيمنتها على الأسواق العامة العالمية بفضل معادلة «الفائز يحصد كل شيء»، التي أفرزت حفنة من المؤسسات المدرجة ذات الأحجام الضخمة والنجاحات اللافتة، خصوصاً في الولايات المتحدة.

وزاد من حدة هذا الوضع الحماس الجارف الذي أثاره الذكاء الاصطناعي خلال العامين الماضيين، وهو ما يضاعف من المخاطر الكامنة في السوق.

وتعد مصنعة الرقائق «إنفيديا» أكبر هؤلاء العمالقة، والتي تبلغ قيمتها السوقية في الوقت الراهن 4.3 تريليونات دولار، أو ما يعادل القيمة الإجمالية لمؤشر «فوتسي 100» البريطاني بمرة ونصف تقريباً.

وقد أسفر ذلك عن هيكل شديد التقلقل يزداد فيه حجم القمة عن القاع في أسواق الأسهم الأمريكية، والتي تضخمت بدورها فباتت تستحوذ على حصة كبيرة بدرجة استثنائية من الأسهم العالمية.

وتشكل أكبر 10 شركات في الولايات المتحدة، ويغلب عليها قطاع التكنولوجيا وبعض الشركات من قطاع الخدمات المالية، ما يقرب من 40% من مؤشر «إس آند بي 500»، وهي مسؤولة أيضاً عن ثلث نمو الإيرادات الذي حققه المؤشر على مدى العام الماضي.

وقد حققت أسهم كبرى شركات التكنولوجيا كافة المكاسب التي جناها المستثمرون بالولايات المتحدة هذا العام، وربما لهذا السبب ارتفع المؤشر 9.5% من بداية العام حتى يومنا هذا، بينما صعد مؤشر «راسل 200» الذي يتتبع أسهم الشركات الأصغر بما لا يتجاوز 4.2%. وحتى اللحظة، كان كل ما هو جيد لقطاع التكنولوجيا بصفة عامة وللذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص إيجابياً للأسهم العالمية.

ومع ذلك، وبافتراض حدوث خطب شديد السلبية لقطاع التكنولوجيا بصفة عامة وللذكاء الاصطناعي على وجه الخصوص، فلن يتطلب الأمر قدراً من العبقرية لمعرفة إلى أين ستصير الأمور.

ولك أن تعرف أن الشكوك بدأت بالفعل تتسلل إلى الأسواق. ويعود الأمر إلى حد كبير إلى أن ثرثرة كهنة معبد كبرى شركات التكنولوجيا بشأن المبيعات بدأت تصبح مثيرة للإزعاج، لا سيما مع تضاؤل العوائد المتأتية عن كل إصدار جديد لنماذج الذكاء الاصطناعي.

وقد أدركت «أوبن إيه آي» هذا الأمر في الآونة الأخيرة مع إخفاق نموذج الذكاء الاصطناعي «تشات جي بي تي 5» في إبهار الجماهير في وقت مبكر من الشهر.

وبينما كانت شعلة الحماس في طريقها إلى الأفول، صرح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لدى «أوبن إيه آي» في مناسبة أخيراً، بأن الحماس يحمل في طياته بعض عناصر الفقاعة.

كما كان قد قال في وقت مبكر من الشهر: «هل المستثمرون مفرطو الحماس؟ أعتقد أن الإجابة نعم».

وتابع: «أعتقد أن بعض المستثمرين من المرجح أن يخسروا الكثير من الأموال، وأنا لا أريد التقليل من هذا الأمر. وهو أمر مريع. هناك بالفعل فترات تغلب عليها الحماسة غير العقلانية».

وما يزيد من التوتر هو تعلق أنظار المستثمرين بالتقرير الذي صدر في يوليو الماضي عن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والذي أفاد أن 95% من الشركات تحصل على «عائد صفري» من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.

وجاء في التقرير: «يحقق 5% فقط من البرامج التجريبية الملايين من حيث القيمة، لكن يظل السواد الأعظم عالقاً في تأثير غير قابل للقياس على الأرباح والخسائر».

وصارت، قدرتك على أخذ عمل رتيب ثم إضافة سحر الذكاء الاصطناعي عليه والخروج بأعمال مربحة وقوية فكرة غير محتملة ومستبعدة بصورة أكبر.

وهذا الأمر ليس مقصوراً على الأسهم المدرجة، فجميعنا يجب أن يكون على دراية بالقيود التي يصعب رؤيتها في الأسواق الخاصة الأكثر غموضاً، وهي مصادر مهمة للتمويل لمجموعة كبيرة للغاية من مراكز البيانات المطلوبة لتشغيل الذكاء الاصطناعي.

وستمول الجهات الأكثر استهلاكاً لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مثل «أمازون» و«ألفابيت»، ما يقرب من نصف مبلغ 3 تريليونات دولار (نعم، القيمة بالتريليون) المرجح إنفاقه على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة.

وسيأتي الجزء الأكبر من التمويل المتبقي من شركات الأسهم الخاصة، والديون الخاصة، بالإضافة إلى رؤوس الأموال المخاطرة.
ويتزايد حذر مديري الائتمان الخاص، حتى أصحاب الاستثمارات في هذا المجال، من الازدحام الذي يعم القطاع على هذه الجزئية المنفردة.

وفي هذا السياق، يقول جوش شيبلي، رئيس قسم أوروبا لدى «بي جي آي إم برايفت كابيتال»: «من المؤكد أن هذا أمر نتناوله بالنقاش في كل اجتماع للجنة التنفيذية، لكني لا أعتقد أن نسبته من سوق الائتمان الخاص كبيرة بما يكفي لأن نشهد صدمة نظامية» إذا ما وقع خطب سلبي ما. ومع ذلك، فليست هناك سوى طريقة واحدة لمعرفة ذلك.

كما أشار محللون في «يو بي إس» في مذكرة صدرت هذا الشهر، إلى أن الائتمان الخاص بات «محركاً ضرورياً» لنمو الذكاء الاصطناعي، لافتين إلى القفزة التي شهدها انكشاف سوق الائتمان الخاص على القطاع من 100 مليار دولار إلى حوالي 450 مليار دولار في العام حتى أوائل 2025، ما يزيد كثيراً على التمويل القادم من الائتمان العام.
ويتوقع المصرف أن يأتي قدر كبير من التمويل في هذا الجانب من الأسواق على مدى الأشهر المقبلة، لا سيما في ضوء احتمالية وجود تدفقات واردة كبيرة من جانب المستثمرين الأفراد وخطط صناديق المعاشات التقاعدية، ما «ينثر بذور سيناريو تصاعدي» على الجانب المشرق، لكنه «يزيد من مخاطر الإفراط» من الناحية الأخرى.

إذن، يتبدى لنا أن أسواق الأسهم المدرجة ليست وحدها التي تشهد مستويات عالية من مخاطر التركز في ظل هذا السعي المحموم إلى الانكشاف على الذكاء الاصطناعي، إذ تنضم الأسواق الخاصة إلى هذا الركب بدورها.

وإذا ما بدأ المقرضون المتخصصون في الانهيار وألقى هذا الأمر بظلاله على النظام المالي الأوسع نطاقاً، فستكون عبارة «هذا أمر مريع» التي صرح بها ألتمان مجرد تقليل من حقيقة فداحة الأمور.

صحيفة البيان

كانت هذه تفاصيل خبر البيع الكثيف لأسهم التكنولوجيا يبعث بإشارات تحذير قوية لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :