هل كنت تتخيل يومًا أنك تستطيع أن تسأل عن أي شيء، وبضغطة زر تأتي لك الإجابة على طبق من ذهب في أقل من ثانية، دون أي جهد أو بحث في مصادر مختلفة؟ هكذا فعل شات جي بي تي، الذي أصبح حاضرًا وبقوة في كل تفاصيل حياتنا اليومية، دائمًا متواجد أينما أردت، وكلما احتجت لإجابة، هو مستمر بلا انقطاع، صبور بلا امتعاض، سريع كالبرق، ويحقق لك كل ما تتمناه كالفانوس السحري، بضغطة زر واحدة وأنت جالس على الكنبة.
بينما تجد ربة المنزل ضالتها في شات جي بي تي بسؤاله عن ماذا تطبخ اليوم، والفتيات يجدن فيه مستمعًا جيدًا لكل أسرارهن العاطفية، يلجأ البعض أيضًا إليه كبديل للطبيب في الاستشارات الطبية وطلب التشخيص والعلاج، على طريقة “اسأل شات جي بي تي” ولا تسأل طبيب، باعتباره مجربًا وعارفًا وفاهمًا، لا يمكن غض البصر عن مخاطره التي وصلت إلى أقصى حد؛ ففي أبريل 2025، توفي الشاب الأمريكي آدم راين، البالغ من العمر 16 عامًا، بعد أن استخدم الشات للتحدث عن مشاعره حول الانتحار، حيث زعم والداه أن الشات قدم له نصائح حول التخطيط للانتحار والاحتفاظ بذلك سرًا، هذا الاستخدام المفرط للذكاء الاصطناعي يطرح سؤالًا هامًا بقوة: هل نحن أمام أداة مفيدة بالفعل، أم أمام إدمان رقمي لا سيطرة لنا عليه؟
تشير الإحصاءات إلى أن شات جي بي تي أصبح الأداة الأكثر استخدامًا في مجال الذكاء الاصطناعي خلال عام 2025، وفقًا لتقرير نشرته منصة Demandsage الأمريكية المتخصصة في الإحصاءات والأبحاث التسويقية الرقمية، ففي أغسطس 2025، بلغ عدد المستخدمين الأسبوعيين النشطين لشات جي بي تي 800 مليون مستخدم عالميًا، بزيادة ملحوظة عن 400 مليون في فبراير 2025، كما سجل الموقع أكثر من 5.7 مليار زيارة شهرية، مع معالجة أكثر من 1 مليار استفسار يوميًا، كما أكد تقرير صادر عن موقع TechRadar البريطاني في سبتمبر 2025، أن شات جي بي تي يهيمن على سوق روبوتات الدردشة الذكية بنسبة 80.92%، حيث بلغ ذروته في أبريل 2025 بنسبة 84.2%.
وفي مصر، يشهد شات جي بي تي انتشارًا واسعًا بين الشباب والطلاب، حيث استحوذ على نحو 94% من سوق تطبيقات الدردشة الذكية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، متفوقًا على منافسيه مثل جوجل جيميني ومايكروسوفت كوبيلوت وبيربلكسيتي، وذلك بحسب بيانات المنصة الرقمية العالمية Statcounter، والتي صدرت في أغسطس 2025، وتشير الدراسات إلى أن استخدامه اليومي يشمل مجالات متنوعة، من التعليم والاستشارات إلى الفضفضة الشخصية، ما يجعله أداة شائعة لا يمكن تجاهلها.
الأسئلة التي يطرحها المستخدمون على شات جي بي تي، لا تقتصر على الطبخ و الأمور العاطفية والاستشارات الطبية فهناك مستخدمين يطرحون أسئلة غريبة وفكاهية، مثل: “هل يمكنني تعليم كلبي استخدام الهاتف إذا شعر بالملل؟”، و”ما هو شعور الآيس كريم لو كان قادرًا على التفكير؟”، و”إذا تقلصت إلى حجم استيكة، كم عدد النمل الذي يمكنني محاربته في وقت واحد؟”، هذه الأمثلة توضح مدى الاعتماد على شات جي بي تي في جميع جوانب حياتنا، سواء كانت جدية أو تافهة، اعتيادية أو غريبة.
مع كل الانتشار الهائل والمتزايد يومًا بعد يوم لشات جي بي تي، يجب الانتباه للمعلومات التي ندخلها له بدقة أيًا كان نوعها، والتحقق من صحتها قبل الاعتماد عليها، فهناك حالات أعطى فيها الشات توصيات بأدوية أو خطوات علاجية غير مناسبة، ما يؤكد أن الأداة لا يمكن التعامل معها باعتبارها بديلاً عن الطبيب المختص، وعلى الآباء والأمهات عدم الاكتفاء بمراقبة استخدام أطفالهم للشات، بل متابعتهم وتشجيعهم بشكل مستمر على الحوار والفضفضة معهم، فيجب أن نكون المصدر الأول لتوجيه ودعم أبنائنا، ووضع حدود زمنية لاستخدامهم التطبيقات الذكية تجنبًا للإدمان الرقمي، ومن المهم أيضًا التمييز بين الأسئلة الجادة والأسئلة الغريبة أو الفكاهية؛ فالترفيه بالتأكيد مفيد ومطلوب، لكنه لا يغني عن التأكد من المعلومات عند اتخاذ أي قرار مهم، وبهذه الطريقة يمكننا وأبنائنا الاستفادة من شات جي بي تي بطريقة واعية وآمنة، وتظل النصيحة الأهم دائمًا: اسأل طبيبك، ولا تسأل مجرب ولا حتى شات جي بي تي، لأن بالتأكيد صحتنا هي الأهم.
مروة فتحي – بوابة روز اليوسف
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر اسأل شات جي بي تي ولا تسأل طبيب! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :