العقل الذي لا يقرأ جسد بلا روح، هكذا يمكن أن نصف الإنسان الذي يزهد عن القراءة، فالقراءة ليست مجرد هواية أو وسيلة لتمضية الوقت، بل هي رحلة لا تنتهي نحو المعرفة، وباب واسع يُفتح على مصراعيه للعقول النيّرة.
فبينما يطوي النسيان صفحات القادة والزعماء الذين يسطّرون التاريخ بالقوة والسيطرة، يظل الخلود حكراً على أولئك الذين صنعوا بصمتهم في الوجود البشري من خلال الكلمة والفكر والعلم.
الكاتب خالد محمد خالد سطّر كلمة بليغة بهذا الشأن: “إن الخلود ليفسح مكاناً لكبار الساسة والقادة والحكام بعض الوقت، لكنه يُفسح للكتّاب والمفكرين والعلماء مكانهم طول الوقت ومدى الدهر!”.
العبارة ليست مجرد تحفة أدبية جميلة، بل هي حقيقة تاريخية ملموسة، فكم من القادة العظماء الذين حكموا إمبراطوريات شاسعة تبدد ذكرهم مع مرور الزمن، بينما ظل اسم المنفلوطي والسيوطي خالداً في الذاكرة، وترك نيوتن وأديسون والجاحظ بصمة لا تُمحى في تاريخ البشرية، إن القوة التي يمتلكها هؤلاء ليست قوة سلطة، بل قوة فكر ونور.
القراءة هي النبع الذي يروي عطش العقول، وهي السلم الذي يرتقي بالمرء إلى آفاق المعرفة، فخلف كل كاتب عظيم، ومفكر فذ، وعالم مبدع، قصة حب طويلة مع الكتب، فهم لم يولدوا عظماء، بل قرأوا حتى أصبحوا كذلك، فمن خلال القراءة، نهلوا من تجارب الآخرين، وتعلموا من أخطائهم، وبنوا على أفكارهم، مما أتاح لهم تجاوز حدود زمانهم ومكانهم. فكل كتاب هو نافذة على عالم جديد، وكل كلمة هي بذرة لفكرة جديدة.
ومع ذلك، تواجه هذه الحقيقة النبيلة تحدياً كبيراً في العصر الحديث، يتمثل في معضلة زهد الجيل الحالي عن القراءة. ففي زمن هيمنت فيه الشاشات السريعة، والمحتوى المختصر، أصبح الكتاب الورقي أو حتى الرقمي، يجد صعوبة في جذب اهتمام الشباب.
هذه الظاهرة تستدعي وقفة جادة على المستوى الوطني، تتجاوز مجرد الدعوات الخطابية إلى القراءة، فالحل يكمن في عمل دراسات معمقة لفهم الأسباب الحقيقية وراء هذا الزهد، سواء كانت مرتبطة بالمناهج التعليمية، أو بالبيئة الأسرية، أو بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي.
يجب على المؤسسات التعليمية والثقافية أن تتعاون للخروج بنتائج ملموسة تساعد في رسم استراتيجيات فعالة لغرس حب القراءة في نفوس الأجيال الجديدة، من خلال مبادرات مبتكرة تتجاوز الأساليب التقليدية.
يمكن القول إن القراءة ليست مجرد عادة، بل هي طريق إلى العظمة، فإذا كنت تطمح إلى أن تكون كاتباً يخلده التاريخ، أو عالماً يخدم البشرية، أو مفكراً يُنير دروب الأجيال، فاجعل من القراءة جزءاً لا يتجزأ من حياتك، فالقراءة هي التي تصنع عظماء الغد، وهي التي تُبقي أسماءهم حية في صفحات التاريخ، وتُخلد ذكراهم على مر العصور.
بصيرة:
إن بناء أمة عظيمة يبدأ ببناء عقول مثقفة، والقراءة هي اللبنة الأساسية في هذا البناء..
فهد الأحمري – جريدة الرياض
كانت هذه تفاصيل خبر كيف يخلّد التاريخ الأقلام؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :