المدارس تفتح أبوابها اليوم.. تقويم جديد ومناهج مطوّرة ومسارات محدّثة

ابوظبي - سيف اليزيد - دينا جوني (دبي) 

تدق الأجراس اليوم في مختلف مدارس الدولة، معلنة بداية عام دراسي جديد. الحافلات الصفراء تجوب الشوارع منذ ساعات الصباح الأولى، وابتسامات الطلبة تختلط بتوتر البدايات، بينما تفتح الفصول أبوابها لاستقبال جيل يتطلع إلى مستقبل يصنعه بالعلم والمهارة. إنه المشهد الذي يتكرر في كل عام، لكنه هذا العام تحديداً يكتسب زخماً استثنائياً، إذ يدخل أكثر من مليون طالب وطالبة إلى مدارسهم، محمّلين بآمال أسرهم، ورؤية وطن يضع التعليم في قلب استراتيجيته لبناء المستقبل.
في أروقة المدارس الحكومية والخاصة المطبقة لمنهاج وزارة التربية والتعليم، يجد الطلبة بيئة تعليمية جرى إعدادها بعناية منذ أشهر، عبر جهود مشتركة لثمانية قطاعات رئيسية في الوزارة، بدأت منذ فبراير الماضي لتأمين بداية سلسة وآمنة. ومن بين هذا المليون، هناك أكثر من 25 ألف طالب مستجد يخوضون تجربتهم المدرسية الأولى، ليكونوا الوجه الجديد لجيل يتربى على الإبداع والانفتاح على العالم.

كوادر تعليمية مدربة 
لم تكن عودة الطلبة إلى مقاعد الدراسة حدثاً عابراً، فقد سبقها برنامج تدريبي ضخم استهدف أكثر من 23 ألف معلم وإداري وفني، تضمن 170 ساعة تدريبية توزعت على نحو 110 ورش عمل في 60 مقراً تعليمياً. وهو برنامج يعكس حرص الوزارة على رفع كفاءة الميدان التربوي لمواكبة مستجدات المناهج وآليات التقييم الجديدة.
وسيشهد العام الأكاديمي الجديد تطبيق مشروع تقييم الكفاءات التربوية للكوادر المدرسية، الذي يستهدف ما يزيد على 12 ألفاً من كوادر رياض الأطفال والحلقة الأولى، ونحو 11 ألفاً من كوادر الحلقتين الثانية والثالثة، بهدف تحديد مسارات مهنية واضحة، وتمكينهم بما يتماشى مع متطلبات المنظومة التعليمية الوطنية.

عام دراسي بـ 178 يوماً 
وفق التقويم الأكاديمي المعتمد، يمتد العام الدراسي 2025 – 2026 على مدى 178 يوماً من التمدرس، توزعت على ثلاثة فصول: الأول 67 يوماً، والثاني 47 يوماً، والثالث 64 يوماً. وينطلق العام بعطلة شتوية طويلة تستمر أربعة أسابيع من 8 ديسمبر حتى 4 يناير، في سابقة تمنح الطلبة فسحة كافية للراحة واستعادة النشاط.

مسارات وكتب
يحمل العام الحالي ملامح مفصلية لطلبة المرحلة الثانوية، حيث يشهد آخر عام دراسي لمسار النخبة الذي تم إلغاؤه، بينما يبدأ طلبة الصف الحادي عشر تطبيق خيارات المسار العام والمتقدم مع منحهم أسبوعين لتغيير سيناريوهاتهم الأكاديمية، في خطوة تهدف إلى تعزيز المرونة التعليمية.
كما اكتملت عمليات توزيع الكتب الدراسية المطوّرة على المدارس، بعد رحلة إعداد دقيقة بدأت بجمع الملاحظات من الميدان التربوي، ثم مراجعتها وتضمينها في النسخ النهائية، مدعومة بحلول رقمية مرتبطة بنظام بيانات الطالب الإلكتروني SIS.

بداية مختلفة
وبينما يستعد الطلبة لبدء يومهم الدراسي الأول، فإن هذا العام يبدو مختلفاً في ملامحه: تقويم دراسي جديد، مناهج مطوّرة، مسارات تعليمية محدثة، وحملة وطنية كبرى تجعل من المدرسة فضاءً ملهماً للجيل الصاعد. عام يَعِد بأن يكون أكثر من مجرد عودة إلى الفصول.. ليمثل خطوة واثقة نحو المستقبل.

أخبار متعلقة :