ابوظبي - سيف اليزيد - خولة علي (أبوظبي)
في يوم المرأة الإماراتية، تتجدد مظاهر الفخر بما حققته ابنة الإمارات من إنجازات فارقة في مختلف الميادين، لاسيما في مجالات التكنولوجيا والابتكار وصناعة المستقبل، إذ تجاوزت المرأة الإماراتية الأدوار التقليدية؛ لتصبح اليوم رمزاً للريادة الرقمية، وفاعلاً رئيساً في تطوير حلول تقنية متقدمة، تسهم في تعزيز مكانة الدولة في ميادين الذكاء الاصطناعي والاختراعات والتحول الرقمي. ويأتي ذلك بالتوازي مع دعم القيادة الرشيدة في ترسيخ حضورها كمبتكرة ومهندسة، وباحثة وقائدة للمشاريع التقنية، لتؤكد أن تمكينها لم يكن مجرد شعار، بل استراتيجية وطنية تترجم على أرض الواقع بمبادرات وإنجازات تضعها في مقدمة صناع المستقبل. والساحة العملية شاهدة على تفوقها ومساهمتها في سوق العمل الرقمي.
شغف وابتكار
تقول المهندسة إيمان أحمد، من واقع تجربتها في مجالات التكنولوجيا والصناعات الرقمية، لكونها صاحبة شركة لتقنية الواقع الافتراضي: «أؤمن بأن المرأة الإماراتية اليوم تمثل قصة إلهام حقيقية تتجاوز الأرقام والمناصب، فهي تدخل مجالات التكنولوجيا بروح الشغف والمسؤولية؛ لتصنع أثراً ملموساً في المجتمع». وتضيف أن ما يميزها هو قدرتها على الجمع بين رؤيتها الإنسانية والجرأة على الابتكار، وإصرارها على التعلم المستمر واستكشاف كل جديد. وتلفت إلى أن المرأة الإماراتية لا تكتفي بأن تكون ضمن الصورة، بل تعمل لتصنع المشهد نفسه، وتضيف لمستها التي تنبع من قيم الأصالة والانفتاح معاً، وهذه المزايا تجعلها عنصراً فاعلاً في صياغة مستقبل رقمي شامل ومتوازن يخدم الإنسان أولاً.
وتؤكد إيمان دور القيادة الإماراتية في تمكين المرأة لتكون جزءاً من صناعة التكنولوجيا والابتكار، قائلة: «رؤية الإمارات أسست لبنية تحتية متكاملة لدعم المرأة في التعليم والعمل وريادة الأعمال. وهذا التمكين كان مبنياً على إيمان حقيقي بقدرات المرأة ودورها كشريك أساسي في التنمية. وقد وفرت الدولة فرصاً للتدريب، والمشاركة في المشاريع الوطنية، مع تمكين المرأة لتتولى مناصب قيادية في قطاعات استراتيجية، مثل الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، مما رسخ مكانتها قوة محركة في مسيرة الابتكار والتحول الرقمي».
حضور وإبداع
تشير مزنة المنصوري، المخترعة وطالبة الطب، إلى أن يوم المرأة الإماراتية يمثل محطة فخر سنوية، نستحضر فيها ما حققته ابنة الإمارات من إنجازات استثنائية، لا سيما في مجالات كانت في الماضي بعيدة المنال. وتؤكد أن حضور المرأة في ميادين التكنولوجيا والابتكار والصناعات الرقمية لم يعد يندرج فقط تحت مفهوم التمكين، بل أصبح شاهداً على ريادة حقيقية وشراكة فاعلة في رسم ملامح المستقبل. فقد أثبتت المرأة الإماراتية جدارتها في مجالات الذكاء الاصطناعي، والبحث العلمي، والابتكار الطبي، وحتى في قطاعات دقيقة مثل الأمن السيبراني والتقنيات الحيوية، مؤكدة قدرتها على التأثير والإبداع في أكثر التخصصات تعقيداً.
وتضيف: «تجربتي الشخصية ضمن مجلس إدارة نادي الإمارات العلمي، ومشاركتها في دراسات بحثية بالتعاون مع باحثين من داخل الدولة وخارجها، إلى جانب تمثيلها للإمارات في محافل دولية، تعكس ما يمكن أن تحققه المرأة الإماراتية حين تتوافر لها الفرصة»، مشددة على أن سر هذا التميز يكمن في الجمع بين المعرفة العلمية، والتفكير الإبداعي، والالتزام الوطني. كما تؤمن بأن هذا الحضور القوي هو ثمرة رؤية قيادة حكيمة آمنت بقدرات النساء، ومهدت لهن الطريق بنماذج إماراتية ملهمة في المناصب العلمية والتنفيذية، مما جعل الفتاة الإماراتية تنظر إلى المستقبل بثقة، وتؤمن أن حدود طموحاتها هي القمة.
قيادة وابتكار
بدورها، تؤكد وفاء البلوشي، طبيبة أسنان ومبتكرة في المجال الطبي، أن المرأة الإماراتية أثبتت قدرتها على تولي أدوار قيادية ومؤثرة في قطاع التكنولوجيا والابتكار، حيث لم تعد مجرد مشاركة في المشهد التقني، بل أصبحت قائدة ومطورة وصاحبة حلول تصنع الفارق. وتضيف: «ما يميز المرأة الإماراتية في هذا القطاع الحيوي هو امتلاكها لمزيج استثنائي من الطموح، والإصرار، والشغف بالتعلم. هذا ما يدفعها للانخراط في تخصصات دقيقة ومتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والروبوتات الطبية، والأمن السيبراني، لتكون فاعلة في بناء اقتصاد المعرفة، وتسهم في رسم ملامح المستقبل الرقمي للدولة بثقة واقتدار».
وترى البلوشي أن هذا الحضور المتميز لم يكن ليتحقق لولا الرؤية الاستراتيجية للقيادة الإماراتية، والتي جعلت من تمكين المرأة أولوية وطنية. وتوضح: «لقد هيأت لنا القيادة الرشيدة بيئة محفزة، وفرت فرص تعليم متقدمة، ومبادرات تشجع على الابتكار وريادة الأعمال، وأسهمت في تهيئة جيل من النساء القادرات على الإبداع والتأثير. الأهم من ذلك، أن الدعم لم يكن مادياً فقط، بل شمل أيضاً الدعم المعنوي والتمثيل الحقيقي في مواقع اتخاذ القرار، وهو ما عزز ثقة المرأة بنفسها، وأثبت أن دورها في القطاعات التقنية ليس خياراً، بل ضرورة لبناء مستقبل مستدام قائم على المعرفة».
جيل مبتكر
من جهتها، تقول مدربة الروبوتات، مهرة البستكي، إن الفتاة الإماراتية أصبحت شريكاً رئيساً في قيادتها، بفضل البيئة الداعمة التي وفرتها القيادة الرشيدة، والسياسات العملية التي منحت المرأة فرصاً متكافئة في التعليم، والمبادرات العلمية والمنافسة العالمية. وتضيف أن تجربتها الشخصية من التميز في مسار النخبة، والتكريم، وصولاً إلى تحقيق مراكز متقدمة في مسابقات الروبوتات، تمثل نموذجاً لثمار هذا الدعم.
وتوضح البستكي أنها تواصل اليوم دراستها الجامعية في تخصص الهندسة، إيماناً منها بأن المستقبل الرقمي يتطلب كوادر وطنية واعية تقود التغيير وتبتكر الحلول الذكية. وتقول بفخر إنها تعمل مدربة روبوتات في نادي الإمارات العلمي، المكان الذي شهد بداياتها، لتشارك خبراتها مع الأجيال الجديدة، مؤكدة أن واجب المرأة الإماراتية اليوم هو رد الجميل للوطن بالإنجاز والعمل الجاد، والمساهمة في تحقيق رؤيته الطموحة نحو الريادة الرقمية والابتكار.
30 % قياديات
تقول منيرة الطاهر، نائب رئيس عمليات الموارد البشرية والتوطين في «جميرا»: «نحتفل اليوم بالذكرى الخمسين ليوم المرأة الإماراتية، مناسبة تجسد 5 عقود من التقدم والريادة، وتفتح آفاقاً جديدة للمستقبل. ويذكرنا شعار هذا العام (يداً بيد نحتفي بالخمسين) بأن نجاح المرأة الإماراتية كان دائماً جهداً جماعياً، من أمهات يدعمن بناتهن، وقائدات يلهمن متدرباتهن، وزميلات يدعمن بعضهن البعض. وقد أسفرت هذه الرحلة عن إنجازات كبيرة، حيث تشكل النساء الإماراتيات 66% من القوى العاملة لدى الجهات الحكومية في الدولة، ويشغلن 30% من المناصب القيادية عبر مختلف القطاعات. وفي (جميرا)، نلبي هذا الالتزام من خلال بيئة العمل الشاملة التي تمكّن المرأة الإماراتية من تحقيق تطلعاتها والمساهمة في تطوير قطاع الضيافة».
أخبار متعلقة :