ابوظبي - سيف اليزيد - هالة الخياط (أبوظبي)
شهد معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية الكشف عن واحدة من أندر وأجمل قطع السلاح في العالم، «البندقية الكهرمانية الرباعية»، التي تجسّد مزيجاً فريداً من الفن والتاريخ والهندسة الدقيقة.
وتستحضر هذه التحفة الأسطورية ذكرى «غرفة الكهرمان»، التي عُرفت بـ «العجيبة الثامنة في العالم» وفُقدت في الحرب العالمية الثانية، إذ استلهم المصمم فكرتها لتكون رمزاً خالداً يمكن حمله باليد.
وتتميز البندقية الرباعية بتكوين غير مسبوق، يضم سبطانتي عيار كبير، وسبطانة لصيد الطيور، وأخرى صغيرة العيار، في توازن هندسي دقيق. ويُعد قلبها المصنوع من الكهرمان الطبيعي المرصع بالذهب رسالة تجسد الصداقة الألمانية الروسية وإحياءً لتاريخ مشترك.
واستغرقت رحلة تصنيعها أكثر من عامين ونصف، بمشاركة فريق متخصص، بينهم خبير ترميم عمل لأكثر من 20 عاماً في إعادة بناء غرفة الكهرمان، حيث نفذ غطاء العلبة الفاخرة التي تُعد تحفة فنية مستقلة.
وصُنعت البندقية بجسم من الألمنيوم عالي الجودة يستخدم في صناعة الطائرات، ما منحها قوة وخفة ودقة استثنائية، بينما صُمم نظام السبطانات الثلاثي الملحوم بعناية ليحقق ثباتاً حرارياً مذهلاً حتى في الطلقات المتتالية.
ويتميز مقبضها بلمسة فريدة، إذ نُحت من جذر شجرة جوز عمرها أكثر من 800 عام، ليحمل بين أليافه عبق التاريخ وروح الزمن. أما النقوش الفنية فقد نفّذها راف سالتسمان، أحد أمهر النقاشين الألمان في مدينة زول، فجاءت تفاصيلها دقيقة ونابضة بالحياة.
وتكتمل هذه الأسطورة بعدسة زايس الألمانية التي تمنح حاملها وضوحاً بصرياً لا مثيل له.
وعلى الرغم من مظهرها المُتحفي، فإن بندقية الكهرمان الرباعية عملية بالكامل وتقدم أداءً باليستياً عالياً، لتجسد التقاء الحرفة اليدوية بالابتكار التقني، وتؤكّد أن بعض القطع ليست مجرد أسلحة، بل هي روح من نار وذهب وتاريخ.
أخبار متعلقة :