الإمارات تشارك في الاحتفاء باليوم العالمي لسلامة المرضى

ابوظبي - سيف اليزيد - سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)

شاركت دولة الإمارات، العالم أمس، في الاحتفاء باليوم العالمي لسلامة المرضى، الذي يصادف السابع عشر من شهر سبتمبر كل عام، تعبيراً عن التضامن مع الجهود العالمية في تعزيز سلامة المرضى، وفي إطار التزام الجهات الصحية بتعزيز جودة الرعاية الصحية، وضمان توفّر خدمات رعاية صحية استباقية بمعايير عالمية.
وأقيمت احتفالات هذا العام «رعاية مأمونة لكل مولود وكل طفل»، تحت شعار «سلامة المرضى منذ اللحظة الأولى»، لإلقاء الضوء على أهمية سلامة المرضى من حديثي الولادة والأطفال أثناء خضوعهم للرعاية الطبية.
ونفّذت الجهات الصحية الحكومية والقطاع الصحي الخاص، حزمة من الأنشطة والمبادرات والبرامج التوعوية، الخاصة للاحتفال بهذه المناسبة، من بينها إضاءة عدد من أبرز المعالم السياحية في الدولة باللون البرتقالي الذي أصبح لوناً مميزاً للحدث.

تجربة الإمارات 
ولقد أولَت حكومة الإمارات، بفضل توجيهات القيادة الحكيمة، اهتماماً استثنائياً بالأمهات والمواليد والأطفال، إيماناً بأن الاستثمار في صحتهم هو استثمار في مستقبل الوطن.
ويُعد ضمان سلامة المرضى منذ اللحظة الأولى، وضمان مستقبل أكثر أماناً وصحةً لكل طفل، من أهم مميزات قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات، حيث تؤكد الدولة أن حق الطفل في رعاية صحية مأمونة وعالية الجودة، هو أولوية وطنية وضرورة صحية. 
ويتميز القطاع الصحي في الدولة، بالاستثمار في استراتيجيات صحة الأمهات والأطفال وتوفير مرافق رعاية المواليد والأطفال وفق معايير الجودة العالمية، وتشير بيانات وإحصائيات منظمة الصحة العالمية، الصادرة أمس، إلى أن كل دولار أميركي يُستَثمَر في صحة الأمهات والمواليد في إقليم شرق المتوسط، يحقق عوائد تتراوح بين 9 و20 دولاراً أميركياً، وهو أيضاً استثمارٌ في التنمية الوطنية والاستقرار ورأس المال البشري، وهو من أكثر الاستثمارات تأثيراً في الصحة العامة.
وتتسم دولة الإمارات، بتهيئة بيئات تمكينية وإعطاء الأولوية للرعاية الأساسية المبكرة للمواليد، ورعاية المواليد الصغار الحجم والمرضى، بما في ذلك رعاية الأم لمولودها، ورعاية التوليد الطارئ والمواليد، والإدارة المتكاملة لأمراض الطفولة، ورعاية الأطفال في المستشفيات. 
وتشمل هذه التدخلات ممارسات الولادة الأكثر أماناً، وسلامة الأدوية والتمنيع، والتشخيص المبكر، والوقاية من العدوى، والانتباه بشكلٍ أفضل إلى علامات تدهور الصحة، فضلاً عن الاستفادة من تكنولوجيا الاتصالات والتكنولوجيا الرقمية والتكنولوجيات الأخرى الجديدة ونُظُم البيانات من أجل تحسين تقديم الخدمات والحوكمة. 
ويجب تمكين الأسر ومقدمي الرعاية والمجتمعات المحلية - وهم شركاء أساسيون في حماية صحة المواليد والأطفال وعافيتهم - من أجل الدعوة إلى تقديم رعاية أكثر مأمونية. فمشاركتهم الفعّالة تساعد على تحديد الشواغل المتعلقة بالسلامة، وتحسين التواصل مع مقدمي الخدمات الصحية، وضمان تقديم الرعاية في الوقت المناسب على نحوٍ يتسم بالاحترام والاستجابة للاحتياجات.

فعاليات ومحاضرات 
وعلى صعيد الفعاليات الخاصة بمناسبة اليوم العالمي لسلامة المرضى، نظّمت مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية فعاليات عدة، احتفالاً بهذه المناسبة، حيث قامت بالتعاون مع الجهات المعنية بإضاءة «برواز دبي» باللون البرتقالي في الـ17 من سبتمبر 2025، ضمن جهود المؤسسة لتوعية المجتمع بأهمية سلامة المرضى، وحرصاً منها على أن يكونوا جزءاً من هذا الحدث.
كما نظّمت المؤسسة سلسلة محاضرات علمية، بحضور الدكتور عصام الزرعوني، المدير التنفيذي لقطاع الخدمات الطبية بالإنابة في مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، حيث أكد توفّر خدمات رعاية صحية استباقية بمعايير عالمية، مشيراً إلى أن الاهتمام بصحة الأمهات والأطفال يأتي في مقدمة أولويات المؤسسة، من خلال حزمة واسعة من المبادرات التي تغطي كافة المراحل، بما في ذلك الحمل والولادة وما بعدهما، وتشمل الفحوص الدورية وخدمات التطعيم والدعم النفسي والاجتماعي، بما يضمن تنشئة أجيال سليمة قادرة على المساهمة في نهضة وطننا.

ووفقاً ليمنى الكتبي، رئيسة قسم سلامة المرضى بمؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، استضافت المؤسسة متحدثين خارجيين ونخبة من موظفي المؤسسة كمتحدثين في هذا اليوم. 
وشمل البرنامج العلمي مختلف المحاضرات، التي تناولت دور كل من الرعاية الصحية والمستشفيات في تعزيز الرعاية الآمنة لكل مولود وكل طفل، ومناقشة أفضل الممارسات في هذا المجال، مثل التوجهات العالمية والإقليمية والفجوات الناتجة عن الضرر في الرعاية الصحية للأطفال وحديثي الولادة، العمل معاً لدعم العائلات وفرق الرعاية الصحية لرعاية أطفال أكثر أماناً.
 إضافة إلى ذلك، تضمّنت فعاليات ومبادرات المؤسسة حلقة نقاشية بعنوان «الشراكة مع العائلات من أجل رعاية أطفال أكثر أماناً»، بوجود ممثلين من المرضى للتحدث عن تجربتهم في الرعاية المقدمة لأطفالهم في منشآت المؤسسة.

رسائل توعية   
تضمّنت فعاليات وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بهذه المناسبة، إضاءة برواز دبي وبرج العرب، وبيت الحكمة في الشارقة ومجمع زايد الرياضي في الفجيرة. 
ونشرت الوزارة رسائل توعية وتثقيف، عبر منصاتها الرقمية، لزيادة الوعي بسلامة المرضى من الأطفال والمواليد، مثل الرعاية المأمونة خلال الولادة وبعدها، ومأمونية الأدوية والتشخيص والتطعيم، والوقاية من العدوى والكشف المبكر عن الأمراض. ويأتي ذلك في إطار أهداف الوزارة لتحقيق أعلى معايير الجودة والسلامة، وإرساء منظومة صحية متكاملة ومستدامة، وتعزيز البحث العلمي والابتكار في مجال الرعاية الصحية.

ريادة بصحة الأمومة والطفولة 
تضع وزارة الصحة ووقاية المجتمع، سلامة المرضى، لاسيما الأطفال والمواليد والأمهات، في صميم استراتيجياتها الصحية، من خلال توفير بيئات رعاية آمنة صحية استباقية وبجودة عالية، وكوادر صحية مؤهلة ومدربة على أفضل الممارسات العالمية، وتعزيز الشراكات المجتمعية والدولية، وإدارة البرامج الصحية الوقائية والمجتمعية، لتعزيز جودة الحياة الصحية على مستوى الدولة، لإعداد أجيال تتمتع بأفضل مستويات الصحة والجاهزية للمشاركة في بناء مستقبل مستدام.
وتقود الوزارة الجهود الوطنية لتعزيز الصحة العامة للأمهات والمواليد، وضمان توفير رعاية صحية وقائية متكاملة لهم، بالتعاون مع كافة الشركاء الاستراتيجيين في الدولة.
وأشارت الوزارة إلى البرامج الوطنية لصحة الأمومة والطفولة وصحة المواليد، وهي برامج شاملة ومتكاملة تهدف إلى ضمان مستقبل صحي أكثر إشراقاً للأجيال القادمة، كالرعاية قبل وأثناء الحمل وخلال الولادة وما بعدها، وكذلك البرنامج الوطني لصحة الطفل، والبرنامج الوطني للتحصين، والبرنامج الوطني للفحص الطبي لحديثي الولادة، والذي يهدف إلى الكشف والتشخيص والتدخل المبكر لمجموعة من الأمراض الوراثية لحديثي الولادة.

أخبار متعلقة :