الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من واشنطن: في تحول مفاجئ بالعلاقة المتأرجحة بين الملياردير إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب، كشفت إفصاحات تمويل الحملات الانتخابية عن تبرعات ضخمة قدّمها ماسك مؤخراً لصالح ترامب والجمهوريين في الكونغرس، رغم خلاف علني دار بين الطرفين قبل أسابيع فقط.
ووفقاً لما أورده موقع "أكسيوس"، فقد تبرع ماسك بمبلغ 15 مليون دولار لصالح ثلاث جهات سياسية رئيسية موالية لترامب، وهي لجنة MAGA Inc، وصندوق قيادة مجلس الشيوخ الجمهوري، وصندوق قيادة الكونغرس، وذلك بعد أقل من شهر من تصعيده لهجته تجاه الرئيس السابق ومهاجمته علنًا على منصة "إكس".
الموقع عرض تسلسلاً زمنيًا يُظهر مدى التقلبات الحادة في العلاقة بين ماسك وترامب. ففي 27 مايو، أعرب ماسك عن "خيبة أمله" من مشروع قانون يُعرف بـ"القانون الكبير والجميل"، قائلاً إنه يفاقم العجز ويضر بمشروعه المعروف باسم DOGE. وفي اليوم التالي، أعلن استقالته رسميًا من رئاسة المشروع، موجّهًا شكره لترامب على "الفرصة".
لكن التوتر تصاعد في 5 يونيو حين دعا ماسك علنًا إلى عزل ترامب، واتهمه دون دليل بالارتباط بجيفري إبستين. وبعد يوم واحد فقط، أجرى اتصالًا مع نائب الرئيس جيه دي فانس، ورئيسة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز، في محاولة لخفض التصعيد. وفي 7 يونيو، حذف منشوراته الهجومية، ثم تحدث مباشرة مع ترامب في مكالمة هاتفية في 9 يونيو. بحلول 11 يونيو، أقر ماسك أنه "تمادى كثيرًا" في تصريحاته.
في 27 يونيو، ضخّ ماسك مبلغ 15 مليون دولار على شكل تبرعات موزعة على ثلاث جهات داعمة للجمهوريين، قبل أن يعود ويهدد في 30 يونيو بتأسيس حزب جديد يُدعى "حزب أميركا"، في حال مرر الكونغرس مشروع القانون الذي أثار غضبه. وبعد أيام قليلة، وتحديدًا في 5 يوليو، أعلن ماسك رسميًا عن تأسيس الحزب الجديد قائلًا إن هدفه "إعادة الحرية إلى الناس".
وتمتد علاقة ماسك بالحملات السياسية إلى ما هو أبعد من هذه التبرعات، إذ تشير تقارير الإفصاح الأخيرة إلى أنه قدّم أيضًا أكثر من 45 مليون دولار إلى لجنة America PAC خلال النصف الأول من عام 2025، وهي لجنة أنشأها خلال حملة 2024 لدعم ترامب. وقد أنفقت هذه اللجنة ملايين الدولارات في محاولة لم تُكلّل بالنجاح للسيطرة على المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن.
التحولات السريعة بين العداء والدعم، والاستقالات والمكالمات، والتبرعات والتهديدات الحزبية، ترسم صورة معقدة لطبيعة العلاقة بين اثنين من أكثر الشخصيات نفوذاً وتأثيراً في المشهد السياسي الأميركي المعاصر.
أخبار متعلقة :