ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد شعبان (عدن، القاهرة)
أعلنت مهمة الاتحاد الأوروبي البحرية «أسبيدس»، أنها نجحت منذ انطلاقها في تأمين عبور أكثر من ألف سفينة تجارية بالجزء الجنوبي من البحر الأحمر، الذي يشهد منذ أواخر 2023 هجمات متواصلة تنفذها ميليشيا الحوثي الإرهابية ضد الملاحة الدولية.
وأوضحت المهمة، في بيان نشرته عبر منصة «إكس»، أمس، أن عملياتها البحرية استمرت على مدى 18 شهراً بهدف حماية خطوط التجارة الدولية، وضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وقالت إن وحداتها البحرية عملت على تعزيز التعاون الإقليمي والتنسيق الدولي، ورفع مستوى الجاهزية العملياتية لتأمين السفن التجارية، مؤكدة التزامها بمواصلة الإسهام في حماية واحد من أهم الممرات التجارية العالمية.
وأطلق الاتحاد الأوروبي عملية «أسبيدس» في 19 فبراير 2024، كرد فعل على تصاعد الهجمات الحوثية على السفن التجارية بالبحر الأحمر.
وحذر محللون يمنيون، تحدثوا لـ«الاتحاد»، من خطورة تصاعد هجمات ميليشيات الحوثي على السفن التجارية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إضافة إلى تزايد عمليات اختطاف البحارة، مما يمثل نوعاً من «الإرهاب البحري» الذي يشكل تهديداً للأمن الإقليمي وحركة الملاحة العالمية.
وأوضح رئيس مركز الخليج واليمن للدراسات، وليد الأبارة، أن استئناف الحوثيين لأنشطتهم الإرهابية وعمليات القرصنة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ينعكس سلباً على حركة التجارة العالمية، وسير السفن القادمة من المحيط الهندي.
وأشار الأبارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن الاتفاق القائم لوقف إطلاق النار بين الحوثيين والولايات المتحدة أسهم جزئياً في إعادة انسيابية الحركة التجارية عبر باب المندب، لكن تجدد الهجمات في الفترة الأخيرة قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة.
ونوه بأن تصاعد الأنشطة الإرهابية للحوثيين يستدعي تشكيل تحالف دولي لمواجهة تلك الجرائم التي تُقوض الأمن الإقليمي، وتهدد الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، موضحاً أن غياب موقف دولي حازم تجاههم قد يؤدي إلى تطور نوعي في ترسانتهم العسكرية.
من جهته، أشار الكاتب والمحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، إلى أن التصعيد الحوثي ضد الملاحة الدولية أمر متوقع، موضحاً أن الجماعة دخلت في مرحلة جديدة من التصعيد، مما يتطلب موقفاً إقليمياً ودولياً تجاه سياساتهم غير المسؤولة.
وبيّن الطاهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الهجمات الحوثية الأخيرة اتسمت بتكتيكات نوعية جديدة لم تكن موجودة سابقاً، وهو ما يعكس تعافيها بعد توقف الضربات الأميركية ضدها.
وأوضح أن التصعيد الحوثي الأخير ضد السفن التجارية يؤكد ارتباط الجماعة المباشر بالتوترات الإقليمية، مشيراً إلى أن الهجمات الأخيرة في البحر الأحمر تختلف عن الحوادث السابقة، إذ استُخدمت خلالها طائرات مسيَّرة وصواريخ بحرية، إضافة إلى تنفيذ عمليات استخباراتية بإشراف تقني خارجي.
وحذّر الطاهر من التأثيرات الإقليمية الخطيرة لعودة الهجمات الحوثية على السفن التجارية، والتي قد تُعطل سلاسل التوريد العالمية، وتدفع شركات النقل البحري لتغيير مساراتها، موضحاً أن العودة إلى المسار الملاحي الطبيعي عبر البحر الأحمر قد تكون صعبة، في ظل عدم التزام الحوثيين بالتفاهمات التي أبرموها مع الولايات المتحدة.
أخبار متعلقة :