«الصحة العالمية» تثمن جهود الإمارات لإخلاء المرضى من غزة

ابوظبي - سيف اليزيد - عبدالله أبو ضيف وأحمد عاطف (غزة، القاهرة)

وجّه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس، شكره لدولة الإمارات على دعمها لعمليات إجلاء الحالات الحرجة من قطاع غزة.
وفي وقت سابق، قامت دولة الإمارات بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بتنفيذ رحلة إخلاء جديدة ضمت 155 مصاباً ومريضاً برفقة ذويهم من القطاع، وذلك عن طريق مطار رامون في إسرائيل وعبر معبر كرم أبو سالم، ليصل العدد الإجمالي حتى الآن إلى 2785 مريضاً ومرافقاً أجلتهم الإمارات ووفرت لهم الرعاية العلاجية منذ بدء الأزمة. ووجه تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في منشور له على منصة شركة «إكس» أمس، الشكر لدولة الإمارات على دعمها لعمليات إجلاء الحالات الحرجة، داعياً إلى زيادة عمليات الإجلاء من غزة وإلى المزيد من الدول، وتسهيل وصول المساعدات من أجل إنقاذ الأرواح وتقديم الرعاية المنقذة للحياة، مجدداً دعوته إلى وقف إطلاق النار في غزة. وأشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى أن أكثر من 15 ألفاً و600 شخص في غزة، بينهم 3 آلاف و800 طفل، بحاجة إلى إجلاء طبي لتلقي رعاية خاصة. 
وأكد خبراء فلسطينيون أن جهود دولة الإمارات الداعمة لأهالي قطاع غزة تعكس دورها الريادي في مجالات العمل الإنساني والإغاثي، مما يجعلها الداعم الرئيسي للشعب الفلسطيني، من خلال حشد الجهود الإقليمية والدولية، وترسيخ قيم التضامن الإنساني.
وأوضح رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، أن حرص الإمارات على إرسال المساعدات الطبية والغذائية إلى القطاع يعكس التزاماً أخلاقياً بالغ الأهمية، في وقت تتفاقم فيه أزمة المجاعة بشكل خطير للغاية.
وثمن الشوا، في تصريح لـ«الاتحاد»، حرص الإمارات على استقبال الجرحى والمرضى للعلاج في مستشفياتها، وإجلاء الحالات الحرجة من القطاع، مما يُعد خطوة إنسانية مؤثرة تخفف من معاناة آلاف الأسر الفلسطينية التي فقدت القدرة على توفير الرعاية الطبية داخل القطاع المحاصر، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب إدخال المزيد من الأدوية والمستلزمات الطبية والمكملات الغذائية للأطفال الذين يواجهون أسوأ موجة جوع في العالم. وذكر الشوا أن الوضع الميداني في غزة يزداد تعقيداً، مع استمرار التهديدات الإسرائيلية بتوسيع العمليات العسكرية، وفرض النزوح القسري من جديد على أكثر من مليون ومئة ألف شخص، فضلاً عن تشديد الحصار، ومنع دخول الإمدادات إلى القطاع.
وأشار إلى أن نحو 94% من سكان القطاع أصبحوا من النازحين، فيما يعاني نحو 200 ألف طفل سوء تغذية حاداً، موضحاً أن هذا الواقع يضع الجميع أمام مسؤولية أخلاقية لتكثيف الدعم الإنساني، مما يؤكد أهمية الجهود الإغاثية التي تبذلها الإمارات لدعم أهالي غزة.
وقال رئيس شبكة المنظمات الأهلية، إن الإمارات تحرص على تبني مبادرات إنسانية متكاملة لدعم أهالي غزة، من بينها المبادرة الخاصة بربط القطاع بخطوط المياه المصرية، وهو جهد نوعي في غاية الأهمية، لا سيما في ظل أزمة التعطيش، ونقص إمدادات المياه الصالحة للشرب.
وأضاف أن استمرار الجهود الإماراتية على الصعيدين الإنساني والدبلوماسي بات ضرورة ملحة، سواء عبر إدخال المساعدات الإنسانية أو عبر الضغط السياسي من أجل وقف العدوان، والتوصل إلى هدنة دائمة تتيح الانطلاق نحو إعادة الإعمار والتعافي المبكر.

خبرات متراكمة
من جانبه، قال المحلل السياسي الفلسطيني، عصمت منصور، إن الإمارات لديها خبرات متراكمة في مجالات العمل الإنساني في غزة، مما مكنها من تطوير آلياتها الإنسانية والإغاثية بشكل مستمر، والتكيف مع الظروف الصعبة، والاستفادة من التجارب السابقة، بما يضمن تجاوز أي ثغرات أو سلبيات قد تظهر بين الحين والآخر.
وأضاف منصور، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن مرونة العمل الإنساني الإماراتي، والحرص على الاستماع للملاحظات، وتطوير المبادرات الإنسانية، جعل دور الإمارات أكثر فاعلية في كسر الحصار والتخفيف من تبعاته، مشيراً إلى أن الدولة لم تحصر دعمها في عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات، لكن تبقى هذه الوسيلة نافذة مهمة للغاية. وأكد منصور أن إمكانات الإمارات الكبيرة في مجالات العمل الإنساني تجعلها داعماً رئيسياً للشعب الفلسطيني. 

أخبار متعلقة :