هجمات صنعاء تنقذ بيروت

تصاعدت حدة التوتر الإقليمي مع تنفيذ إسرائيل غارات جوية على مواقع تابعة للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء، بالتزامن مع تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد فيها أن بلاده قد تبدأ تقليص وجودها العسكري في جنوب لبنان إذا مضت الحكومة اللبنانية في تنفيذ خطة لنزع سلاح حزب الله. ويعكس هذا التوازي بين التصعيد العسكري والرسائل السياسية معادلة جديدة تسعى إسرائيل لفرضها في ملفات اليمن ولبنان معاً، في إطار صراع أوسع يمتد من البحر الأحمر إلى الحدود اللبنانية.

غارات على صنعاء

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته شنت ضربات جوية مكثفة على العاصمة اليمنية صنعاء، مستهدفة منشآت حيوية بينها محطة للطاقة ومنشأة نفطية وموقع عسكري يقع قرب القصر الرئاسي. وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي اندلاع حرائق ضخمة في مرافق الطاقة.

وقالت وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، إن الغارات أسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة 86 آخرين، بينهم سبعة في حالة حرجة، بينما أفاد سكان بأن الانفجارات هزت أحياء عدة وأدت إلى تحطم نوافذ منازل قريبة.

من جانبها، أوضحت إسرائيل أن الضربات جاءت رداً على إطلاق الحوثيين صاروخاً وُصف بأنه قنبلة عنقودية، استهدف مطار بن غوريون قرب تل أبيب، لكنها تفتت في الجو بعد محاولات اعتراض متكررة. وأكد مسؤول عسكري إسرائيلي أن استخدام ذخائر عنقودية يمثل تطوراً خطيراً في قدرات الحوثيين، مرجحاً أن إيران تقف وراء تزويدهم بهذه التكنولوجيا.

الحوثيون يتوعدون بالتصعيد

وردّ الحوثيون على الغارات بتأكيد استمرار عملياتهم ضد إسرائيل. وقال نائب رئيس المكتب الإعلامي للجماعة، نصر الدين عامر، إن «العمليات العسكرية لن تتوقف «. إذ يواصلون منذ أكثر من 22 شهراً استهداف إسرائيل والسفن التجارية في البحر الأحمر، مما أدى إلى اضطراب حركة التجارة العالمية التي تمر عبره بما قيمته تريليون دولار سنوياً.

والهجمات الحوثية شملت أكثر من 100 سفينة تجارية وبحرية بين نوفمبر 2023 وديسمبر 2024، وتسببت في تدخل عسكري أميركي مباشر، حيث قادت واشنطن حملة جوية ضد الحوثيين في وقت سابق من العام. ورغم إعلان هدنة مؤقتة بوساطة أمريكية، سرعان ما عادت العمليات المتبادلة بين الطرفين.

نتنياهو يلوح بالانسحاب

وبموازاة التصعيد في اليمن، قال نتنياهو في تصريحات متلفزة إن إسرائيل يمكن أن تبدأ تقليص وجودها العسكري في جنوب لبنان إذا اتخذت بيروت خطوات فعلية لنزع سلاح حزب الله بحلول نهاية عام 2025. وأشاد بما اعتبره «قراراً مهماً» من الحكومة اللبنانية بهذا الشأن، مؤكداً أن إسرائيل سترد بخطوات مماثلة إذا التزمت بيروت بتعهداتها.

والتصريحات جاءت في وقت حساس، بعد الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله في سبتمبر 2024 واستمرت 14 شهراً، وأسفرت عن مقتل أكثر من 4 آلاف شخص ودمار واسع في البنية التحتية اللبنانية، بخسائر تُقدّر بـ11.1 مليار دولار وفق البنك الدولي.

مواقف متعارضة

و رغم ضغوط أمريكية متزايدة على بيروت لتنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله، لا يزال الحزب يرفض هذا التوجه ويعده خدمة للمصالح الإسرائيلية. وتعهد الأمين العام للحزب نعيم قاسم بمواجهة أي محاولة لسحب سلاح المقاومة بالقوة، مما يثير مخاوف من اندلاع اضطرابات داخلية جديدة.

ومن جهتها، ترى إسرائيل والولايات المتحدة أن الاتفاق الذي أعقب وقف إطلاق النار يلزم بيروت بنزع سلاح الحزب في كامل الأراضي اللبنانية، بينما يتمسك حزب الله بأن القرار يقتصر على المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني. وفي حين سحب الحزب جزءاً كبيراً من قواته من الجنوب، تتهمه إسرائيل بمحاولة إعادة بناء قدراته شمال النهر.

ضغوط ودعم مشروط

والمبعوث الأمريكي توم باراك زار كلاً من إسرائيل ولبنان أخيراً في محاولة لتثبيت وقف إطلاق النار ودفع عملية نزع السلاح. وقال خلال زيارته بيروت إن «الحكومة اللبنانية قامت بدورها، وما نحتاجه الآن هو التزام مماثل من إسرائيل». لكن أي دعم دولي لإعادة إعمار لبنان يظل مرهوناً بمسار نزع السلاح، الأمر الذي يضع الحكومة اللبنانية أمام معادلة صعبة بين الضغوط الخارجية ومخاطر الانقسام الداخلي.

المشهد الإقليمي

والجمع بين تصعيد إسرائيل العسكري ضد الحوثيين وتلميحاتها بالانسحاب التدريجي من جنوب لبنان يعكس مسعى مزدوجاً: للصغط على وكلاء إيران في المنطقة، من الحوثيين في اليمن إلى حزب الله في لبنان. في اليمن عبر الضربات المباشرة، والضغط السياسي على حزب الله من خلال ربط الانسحاب الإسرائيلي بنزع سلاحه. لكن هذه الاستراتيجية تبقى محفوفة بالمخاطر، إذ إن الحوثيين أعلنوا بوضوح استمرار هجماتهم، فيما يرفض حزب الله أي تنازل في ملف السلاح، مما يعني أن احتمالات التصعيد تبقى قائمة في كلتا الجبهتين.

1. تصعيد في اليمن:

إسرائيل شنت غارات جوية على صنعاء استهدفت منشآت نفطية وعسكرية، رداً على إطلاق الحوثيين صاروخ عنقودي باتجاه مطار بن غوريون.

2. الحوثيون يتوعدون:

أكد الحوثيون استمرار هجماتها على إسرائيل والسفن في البحر الأحمر، معتبرة عملياتها جزءاً من دعمها لغزة.

3. مشروطية الانسحاب من لبنان: نتنياهو أعلن استعداد إسرائيل لتقليص وجودها العسكري في جنوب لبنان إذا نفذت بيروت خطة نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية 2025.

4. ضغوط ومعادلات إقليمية:

الضغوط الأمريكية على لبنان لنزع سلاح الحزب ترافقت مع رفض داخلي، مما يجعل أي انسحاب إسرائيلي مشروطاً بموازين قوى هشة قد تفجّر الوضع مجدداً.


كانت هذه تفاصيل خبر هجمات صنعاء تنقذ بيروت لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على الوطن أون لاين وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :