محكمة أميركية توقف مؤقتاً ترحيل مهاجر سلفادوري تصدّرت قصته الأخبار

الرياص - اسماء السيد - Getty Images

أصدر قاض فيدرالي حكماً يمنع بموجبه الحكومة الأمريكية مؤقتاً من ترحيل المهاجر السلفادوري كيلمار أبريغو غارسيا إلى بلد آخر، بعد أن احتجزه مسؤولو الهجرة عند نقطة تفتيش صباح الإثنين.

وكانت الحكومة الأمريكية قد أعادت أبريغو غارسيا إلى الولايات المتحدة بعد أن رحّلته بالخطأ إلى سجن سيئ السمعة في السلفادور في شهر مارس/آذار الماضي، ووُجهت إليه منذ ذلك الحين تهمة الاتجار بالبشر.

وأبلغت السلطات الأمريكية أبريغو غارسيا بأنه قد يُرحَّلُ إلى أوغندا، بعد رفضه قبول صفقة يقرّ بموجبها بالذنب، بحسب محاميه.

ورفع أبريغو غارسيا دعوى قضائية فيدرالية جديدة يطعن فيها باحتجازه الحالي وترحيله المحتمل "إلى أوغندا أو أي دولة أخرى" حتى تتم محاكمته.

وفي جلسة الاستماع التي عُقدت الثلاثاء الماضي، قالت القاضية باولا زينيس إنها تمنع الحكومة من ترحيل أبريغو غارسيا حتى تتمكن من عقد جلسة استماع بشأن هذه المسألة.

كما أثارت القاضية تساؤلات حول نية الحكومة ترحيله إلى أوغندا. وقالت إن الولايات المتحدة فشلت في إثبات أن أبريغو غارسيا لن يتعرض للأذى إذا تم ترحيله إلى أوغندا.

وأعربت القاضية أيضاً عن مخاوفها من أن الحكومة قد ترسله إلى بلد ليس له أي معارف فيه، في حال لم يعترف بالذنب في التهم الجنائية الموجهة إليه.

وقالت القاضية زينيس: "من وجهة نظري، من الواضح أنه لا يمكن فعل ذلك. لا يمكنك وضع شروط للتخلي عن الحقوق الدستورية بهذا الشكل".

وأضافت: "لن تحصل أبداً على إقرار بالذنب عن علم وطواعيةً من أي شخص إذا فعلت ذلك".

وأصدرت المحكمة أمرين يمنعان الحكومة من ترحيله من الولايات المتحدة حتى ما بعد ظهر يوم الأربعاء.

وقال المحامي الممثل للحكومة الأمريكية، درو إنساين، للقاضية زينيس: "على حد علمي، الترحيل ليس وشيكاً". وأشار إلى أن "الترحيل إلى دولة ثالثة يستغرق بعض الوقت".

فيما قالت القاضية زينيس، لممثل الحكومة إنساين، إن إدارة ترامب "محظورة تماماً" من ترحيل أبريغو غارسيا خلال فترة سريان أوامر المحكمة.

وقال محامي أبريغو غارسيا، سيمون ساندوفال موشنبرغ، للقاضية زينيس، إن إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية تحتجزه حالياً في منشأة بولاية فرجينيا.

وطلب من القاضية أن تأمر بإبقاء موكله محتجزاً على مسافة 200 ميل (320 كيلومتراً) من موقع المحكمة، لضمان وصوله السريع إلى مكان انعقاد إجراءاته القانونية.

وطلبت القاضية زينيس من الطرفين تقديم مذكراتهما هذا الأسبوع قبل جلسة استماع محتملة.

ويُذكر أن زينيس هي القاضية نفسها التي أشرفت على الدعوى القضائية الأولية المتعلقة بترحيل أبريغو غارسيا خطأً إلى السلفادور في وقت سابق من العام.

وصباح الإثنين، اعتقلت إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية أبريغو غارسيا بعد استدعائه لحضور اجتماع إلزامي بشأن الهجرة في بالتيمور بولاية ماريلاند شرقي الولايات المتحدة.

وقبل دخوله المبنى، ألقى أبريغو غارسيا كلمة أمام حشد من المؤيدين والمحتجين الذين تجمعوا خارج المبنى.

وقال: "إخوتي وأخواتي، اسمي كيلمار أبريغو غارسيا، وأريدكم دائماً أن تتذكروا أنني اليوم، وبكل فخر، أصبحتُ حراً، وقد عُدتُ إلى عائلتي".

ثم أُعيد إلى الحجز بعد فترة وجيزة من ذلك.

وأكدت وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نوم، في بيان، اعتقاله، وقالت إن إدارة الهجرة والجمارك "تعمل على تجهيزه للترحيل".

وفي منشور لاحق على منصة إكس، قالت وزارة الأمن الداخلي إنه "سيتم تجهيزه من أجل ترحيله إلى أوغندا".

وأمضت إدارة ترامب معظم اليوم في اتهام أبريغو غارسيا بأنه مجرم، وذلك في محاولة لتبرير إجراءاتها الأخيرة بحقه. ونشر الحساب الرسمي للبيت الأبيض صورةً مُصممةً لأبريغو غارسيا، مع شعار "MS-13" بخط عريض أسفل وجهه، وهو شعار لإحدى المنظمات الإجرامية.

وزعمت الوزيرة نوم، في بيان، بأن أبريغو غارسيا مذنب بالاتجار بالبشر والعنف الأسري. وأكدت أن الرئيس دونالد ترامب لن يسمح له "بإرهاب المواطنين الأمريكيين بعد الآن".

ويتهم الفريق القانوني لأبريغو غارسيا الولايات المتحدة بمحاولة "إكراهه" على الاعتراف بالذنب من خلال التهديد بإعادة ترحيله "إلى النصف الآخر من العالم".

وقال المحامي ساندوفال موشنبرغ للصحفيين خارج مكتب إدارة الهجرة والجمارك: "السبب الوحيد الذي دفعهم إلى احتجازه هو معاقبته، معاقبته على ممارسة حقوقه الدستورية".

وأصدرت المحكمة أمراً يمنع الحكومة من إبعاد أبريغو غارسيا من الولايات المتحدة أو تغيير وضعه القانوني، وذلك حتى الساعة الرابعة مساء يوم الأربعاء بالتوقيت المحلي، ما لم يمدد القاضي الأمر.

وقال محاموه إن موكلهم رفض عرضاً بالاعتراف بتهم تهريب البشر مقابل ترحيله إلى كوستاريكا. وطُلب منه الحضور يوم الإثنين إلى المكتب الميداني لإدارة الهجرة والجمارك في بالتيمور.

وخلال الإفادة، صرّح ساندوفال موشنبرغ بأنّ ضباط إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية احتجزوا أبريغو غارسيا دون تقديم أيّ مبرر. وأبلغ أحد الضباط المحامين بأنّه سيُقتاد إلى مركز احتجاز، لكنّه لم يُحدّد أيّ مركز.

وجادل محاميه بأنه لا يوجد سبب لاحتجاز أبريغو غارسيا، إذ كان يخضع للمراقبة عبر إسوارة في الكاحل، كما أنه كان يخضع "في الأساس للإقامة الجبرية".

وتوصلت الولايات المتحدة إلى اتفاقيات ترحيل ثنائية مع هندوراس وأوغندا كجزء من حملة ترامب ضد الهجرة غير القانونية.

وأعلنت وزارة الخارجية الأوغندية، الخميس الماضي، أنها توصلت إلى اتفاق مؤقت مع الولايات المتحدة بشأن "أشخاص يحملون جنسيات دول أخرى، وقد لا يُمنحون حق اللجوء في الولايات المتحدة، ولكنهم مترددون أو لديهم مخاوف بشأن العودة إلى بلدانهم الأصلية".

ومع ذلك، أعربت أوغندا عن تفضيلها لاستقبال الأفراد من حاملي جنسيات الدول الأفريقية، وقالت إنها لن تستقبل الأفراد الذين لديهم سجلات إجرامية أو القاصرين غير المصحوبين بذويهم.

وتصدّرت قصة ترحيل أبريغو غارسيا الأخبار منذ شهر مارس/آذار الماضي، عندما أُبعِد إلى موطنه السلفادور على الرغم من أمر المحكمة الذي يمنع مثل هذا الإجراء، إذ احتُجز في البداية في سجن سيكوت سيئ السمعة.

لكن وبعد أن اعترف مسؤولون في الحكومة الأمريكية بأن ترحيله كان بسبب "خطأ إداري"، أمر أحد القضاة بتسهيل عودته.

وأُرسل أبريغو غارسيا إلى ولاية تينيسي، حيث اتُهم بالتورط في التخطيط لتهريب البشر، واحتُجز حتى إطلاق سراحه يوم الجمعة الماضي، بعد حكم من قاضٍ فدرالي.

وقد دفع أبريغو غارسيا ببراءته من التهم المنسوبة إليه.

أخبار متعلقة :