المستشار الإعلامي لـ«الأونروا» لـ«الاتحاد»: 90% من سكان غزة يعانون سوء التغذية بمستويات خطيرة

ابوظبي - سيف اليزيد - شعبان بلال (غزة)

كشف المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، عدنان أبو حسنة، عن أن نحو 90 % من سكان غزة يعانون سوء التغذية بمستويات خطيرة، ووصل عشرات الآلاف من الأطفال إلى المرحلة الخامسة من سوء التغذية، في ظل انتشار كبير لأمراض الكبد الوبائي، والتهاب السحايا، والأمراض المعوية، وغيرها من الأمراض التي تتفشى بصورة خطيرة وغير مسبوقة.
وأوضح أبو حسنة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المجاعة تنتشر الآن في مناطق مختلفة في القطاع، سواء في الشمال أو الوسط أو الجنوب، موضحاً أنه يتم دفع معظم سكان غزة إلى مساحة لا تتجاوز 15 كيلومتراً مربعاً داخل المدينة، تضم حوالي مليون فلسطيني، في ظل انعدام كل مقومات الحياة، من بنى تحتية وغذاء ومياه صالحة للشرب.
وأشار إلى أن برنامج التصنيف المرحلي المتكامل أعلن عن وجود نصف مليون جائع داخل مدينة غزة، والآن الأوضاع تزداد سوءاً، حيث هناك مئات الآلاف من المرضى، والوضع الإنساني خطير، والعملية الإنسانية في كامل القطاع مهددة بانهيار كبير.
وقال المسؤول الأممي: إن هناك تضييقاً كبيراً على دخول المساعدات الإنسانية، في وقت تحتاج فيه غزة إلى 600 شاحنة يومياً، لكن ما يدخل إلى القطاع يتراوح بين 50 و60 شاحنة يومياً، وفي أقصى الأحوال 80 شاحنة، ويتم الاستيلاء على معظمها نتيجة آلية الدخول التي تصر عليها إسرائيل، عبر إدخال المساعدات بطرق غير آمنة أو عن طريق منظمة «غزة الإنسانية» التي يشرف عليها الجانب الإسرائيلي.
وأضاف أن هذه المنظمة توزع بضعة آلاف من السلال الغذائية، لكن في الوقت نفسه يُقتل ويُصاب العشرات من الفلسطينيين يومياً خلال محاولتهم الحصول على المساعدات، مشيراً إلى أن تدمير الأبراج السكنية جعل آلاف العائلات تعيش في الشوارع، مما حوّل غزة الآن إلى مدينة خيام.
وذكر أبو حسنة أن إسرائيل لا تزال تضع عقبات أمام المنظومة الأممية، في ظل غياب «الأونروا» التي تمتلك 13 ألف موظف، والمئات من نقاط توزيع المساعدات الغذائية، إضافة إلى القدرات اللوجستية، لكن لا يُسمح لها بتوزيع المواد الغذائية، مما أدى إلى تفاقم المجاعة وانتشارها.
ولفت إلى أنه من دون السماح لـ«الأونروا» بتوزيع المواد الغذائية، ستستمر الأوضاع في هذه الفوضى، وتزداد حدة المجاعة، مؤكداً أن الوكالة لا تزال تواصل عملها في القطاع الصحي، وتستقبل يومياً حوالي 18 ألف مريض، وتواصل الإشراف على مراكز الإيواء التي يعيش فيها مئات الآلاف من الفلسطينيين، إضافةً إلى عمليات توزيع المياه، وجمع النفايات الصلبة، وتقديم وحدات الدعم النفسي.
وأفاد أبو حسنة بأنه من المفترض أن يكون حوالي 300 ألف طالب في المساحات التعليمية ومدارس «الأونروا»، بالشراكة مع منظمات دولية أخرى، لكن العملية التعليمية تتعثر في القطاع بسبب غياب الكهرباء والإنترنت.

أخبار متعلقة :