الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الرباط: أفادت معطيات حصل عليها موقع Army Recognition، المنصة الإعلامية الدولية المتخصصة في الشؤون الدفاعية والعسكرية، والتي تأسست سنة 1998 ويوجد مقرها في بلجيكا، أن المغرب دخل في مفاوضات متقدمة لاقتناء أولى غواصاته الحربية، مع اعتبار العروض الفرنسية من بين أبرز الخيارات.
ويأتي ذلك بعد توقيع عقد رسمي، مطلع سبتمبر الجاري، لاقتناء عشر مروحيات من طراز Airbus H225M Caracal، في إطار خطة شاملة لتحديث القوات المسلحة الملكية.
وقدّمت شركة Naval Group الفرنسية عرضاً رسمياً يشمل غواصات من فئة Scorpène متعددة المهام، مع إمكانية تسيير ورش جديد لبناء السفن في الدار البيضاء، امتداداً للتعاون القائم منذ تسليم الفرقاطة متعددة المهام "محمد السادس" سنة 2014.
وبحسب Army Recognition، المعروف بتغطياته المتخصصة لصفقات التسلح والمعارض العسكرية حول العالم، فإن ألمانيا دخلت على خط المنافسة عبر شركة TKMS بعرض مزدوج يضم غواصات Dolphin AIP المزودة بتقنية الدفع المستقل عن الهواء، وغواصات HDW 209/1400mod ذات التاريخ الطويل في التصدير. كما أعادت روسيا إحياء عرضها بغواصات Amur 1650، فيما اقترحت اليونان والبرتغال غواصات مستعملة من فئة ألمانية كخيار اقتصادي بديل.
ويفسر المتتبعون لصفقات التسلح أن رغبة المغرب في اقتناء غواصات لها اعتبارات استراتيجية، إذ يشرف على سواحل تمتد 3.500 كيلومتر وعلى منطقة اقتصادية خالصة تُقدر بـ81 ألف ميل بحري مربع، ما يفرض تعزيز قدراته الدفاعية البحرية. كما أن أسطول الجزائر الذي يضم ثماني غواصات روسية، بعضها مجهز بصواريخ كروز بعيدة المدى من طراز Kalibr، يعكس الحاجة الملحّة لتحقيق توازن بحري إقليمي.
ويرى محللون أن المغرب بحاجة لاقتناء ما لا يقل عن غواصتين إلى ثلاث لضمان جاهزية دوريات دائمة في البحر.
بالتوازي مع ذلك، يواصل المغرب تحديث قدراته الجوية والبحرية عبر صفقة المروحيات الفرنسية، وتطوير مشاريع للمسيّرات البحرية، فضلاً عن دراسة اقتناء طائرات دورية بحرية مضادة للغواصات. وقد بلغت ميزانية الدفاع لسنة 2025 حوالي 133 مليار درهم (13 مليار دولار)، وهو ما يعكس التزاماً واضحاً بضمان السيادة والاستقرار الإقليمي، إلى جانب تطوير الصناعة الدفاعية الوطنية بمشاريع تشمل وحدة دبابات ببَرّشيد وإنتاج الذخائر محلياً.
ويؤكد خبراء عسكريون أن غياب إعلان رسمي مغربي لا يُلغي مصداقية هذه المعطيات، بالنظر إلى التحول النوعي الذي تعرفه العقيدة الدفاعية الوطنية، القائمة على التزود بعتاد حديث وأنظمة متكاملة برية، جوية، بحرية، وسيبرانية، ضمن رؤية استراتيجية طويلة المدى تروم ترسيخ مكانة المغرب كقوة بحرية صاعدة في غرب المتوسط.
أخبار متعلقة :