الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من واشنطن: ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الخميس أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشعر بإحباط متزايد تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بسبب تعامله مع الحرب في غزة، وخاصة بعد الغارة على التي شنها الطيران الإسرائيلي على الدوحة.
ولكن لم يتضح بصورة جلية الأسباب الحقيقية لغضب ترامب، هل لأن نتانياهو ضرب الدوحة والتي تعد حليفاً مقرباً من أميركا؟ أم لأن العملية فشلت في اغتيال قيادات حماس، فأصبح الشعور بالحرج مضاعفاً؟
فقد نقل المصدر الأميركي (وول ستريت جورنال) عن مسؤولين مطلعين على الأمر قولهم إن ترامب اعتبر عملية قطر متهورة ومضرة بجهود السلام، لا سيما أنها جرت دون تنسيق مسبق. وأفادت التقارير أن إحباطه بلغ ذروته خلال اجتماع عُقد مؤخرًا مع كبار مستشاريه، حيث أدلى بتعليق مليئ بالشتائم عن نتانياهو.
قال ترامب، وفقًا لمسؤولين نُقل عنهم في التقرير: "إنه يضاجعني". وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي التقى فيه الرئيس الأميركي بكبار المسؤولين، بمن فيهم وزير الخارجية ماركو روبيو، لمناقشة كيفية رد الولايات المتحدة دبلوماسياً على ضرب الحليف القطري المقرب.
ويقال إن ترامب يعتقد أن نتانياهو يعتمد بشكل كبير على العمل العسكري لإجبار حماس على الاستسلام، بدلاً من متابعة الخيار المفضل للرئيس وهو التوصل إلى وقف إطلاق النار عن طريق التفاوض.
وفقًا للتقرير، اتصل ترامب بنتانياهو مرتين عقب حادثة قطر، أولًا للتعبير عن استيائه، ثم ليسأله عن مدى نجاح المهمة. كما اتصل بالقادة القطريين للإشادة بجهود الوساطة التي بذلوها.
رغم الكلمات القاسية، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن ترامب تجنب حتى الآن ممارسة ضغوط مباشرة على إسرائيل، ولم يُصدر أي توبيخ علني، بل استمر في دعم عمليات إسرائيل في غزة ، حتى مع تعقيد هذه العمليات للجهود الدبلوماسية التي تتوسط فيها الولايات المتحدة.
نهج ترامب يثير الحيرة.. ويتسم الغموض والتناقضات
قال شالوم ليبنر، المستشار المخضرم لسبعة رؤساء وزراء إسرائيليين: "إنه أمر محير بعض الشيء ومخالف للمنطق". وصرح لصحيفة وول ستريت جورنال بأن سياسات نتانياهو أطالت أمد الصراع، وأبعدت حلفاء الولايات المتحدة، وقوّضت مساعي ترامب لتوسيع اتفاقيات إبراهيم.
هذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها ترامب لهجة قاسية تجاه نتانياهو. فقد أشارت الصحيفة إلى أنه بعد أن هنأ نتانياهو جو بايدن على فوزه في انتخابات 2020، ورد أن ترامب قال للصحفي باراك رافيد: "تباً له".
ومع ذلك، خرج نتانياهو سالمًا إلى حد كبير من ثورات ترامب. وصرح السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، إيتامار رابينوفيتش، للصحيفة: "الشيء الوحيد الذي يُفيده حقًا هو دعم ترامب".
نفى مسؤول إسرائيلي كبير التقارير التي تحدثت عن وجود خلاف، ووصف العلاقة بين الزعيمين بأنها "ممتازة"، ووصف هذه المزاعم بأنها "أخبار كاذبة".
وقالت مصادر مطلعة على الرجلين للصحيفة إن ترامب ونتانياهو يتقاسمان الكثير من وجهات النظر المشتركة.
وقال عمر دوستري، المتحدث السابق باسم نتانياهو، إن العلاقة بينهما "وثيقة للغاية"، وأشار إلى أن التقارير عن الخلاف هي جزء من استراتيجية إعلامية مدروسة، وهي إشارة إلى أن التقارير التي تحدثت عن معرفة ترامب بعملية الدوحة مسبقاً قد يكون حقيقياً، فقد أكدت هذه التقارير أن نتانياهو أبلغه قبل التنفيذ بحوالي 50 دقيقة، كما أن نهج ترامب تناقضي فقد غضب من نتانياهو، ثم عاد وحاول معرفة مدى نجاح العملية.
نتانياهو مقرب من الجمهوريين والميديا الأميركية المحافظة
أشارت صحيفة وول ستريت جورنال أيضًا إلى علاقات نتانياهو القوية مع المشرعين الجمهوريين ووسائل الإعلام الأميركية المحافظة. يظهر نتانياهو كثيرًا على قنوات فوكس نيوز ونيوزماكس وشبكة OAN، ويستضيف بانتظام مشرعين جمهوريين يزورون إسرائيل. وقد أظهر استطلاع غالوب، الذي استشهد به التقرير، أن ثلثي الجمهوريين ينظرون إلى نتانياهو بإيجابية، مقارنةً بنسبة 9% فقط من الديمقراطيين.
مع ذلك، تتزايد الانتقادات لسياسة إسرائيل تجاه غزة داخل الحزب الجمهوري. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المشرعين المنتمين إلى حركة "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى" اتهموا إسرائيل باستخدام القوة المفرطة. في يوليو (تموز)، اتهمت النائبة مارجوري تايلور غرين إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" وحذرت من أن الحرب قد تجر الولايات المتحدة إلى صراعات الشرق الأوسط بشكل أعمق.
ومع ذلك، أضافت الصحيفة أن ترامب لا يزال مترددًا في النأي بنفسه علنًا عن نتانياهو. ويواصل الترويج لاتفاقيات إبراهيم كإنجاز دبلوماسي كبير.
من جانبه، سعى نتانياهو جاهدًا للحفاظ على علاقاته الطيبة مع ترامب. ففي نهاية الأسبوع، ظهر مع السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي في حفل إطلاق اسم الرئيس السابق على ممشى ساحلي في بات يام، وفقًا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال .
وأضافت الوكالة أن ترامب لم يعلم بعملية قطر إلا بعد أن بدأت بالفعل، من خلال المراقبة العسكرية الأميركية. وقال مايكل أورين، السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، للصحيفة إن ترامب ربما كان الأكثر انزعاجا من فشل المهمة. وقال أورين: "لو نجحت عمليتنا في الدوحة، لما أدانها ترامب، بل كان سينسب الفضل إليها".
أخبار متعلقة :