الارشيف / فن ومشاهير

وداعاً لطفي لبيب.. الهوية المسيحية تظهر في يوم الرحيل!

وداعاً لطفي لبيب.. الهوية المسيحية تظهر في يوم الرحيل!

الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القاهرة: في تكرار لما حدث في يوم رحيل الفنان المصري إبراهيم نصر الذي أبدع في "الكاميرا الخفية" وعدد من الأدوار السينمائية والتلفزيونية، رحل الفنان لطفي لبيب الأربعاء، وسط مشاعر الحزن التي تحولت إلى جدلية تتكرر مع رحيل كل شخصية شهيرة لا تحمل الهوية الدينية الإسلامية.

المصريون لم تكن لديهم معرفة بالهوية الدينية للفنان الراحل إبراهيم نصر، وهو السيناريو الذي يتكرر ربما بدرجة أقل مع الفنان لطفي لبيب، فالجميع يتعاملون معهما طوال عقود من الزمان بعيداً عن الدخول في تفاصيل الهوية الدينية، وسط حالة من الاستمتاع بما يقدمانه من فنون الكوميديا، ولكن المعركة تبدأ حينما يتردد عبر منصات السوشيال ميديا في يوم الرحيل "أنه لا يجوز الترحم عليهما".

وهو الأمر الذي حدث اليوم "الأربعاء" في تفاعل الآلاف مع رحيل الفنان لطفي لبيب، حيث كانت بداية الجدل "هل هو مسيحي حقاً"، ثم بدأت معركة تحريم الترحم عليه، وهو الأمر الذي يثير حفيظة الملايين في مصر والعالم العربي، وسط موجة رفض لهذا التعصب الديني، وعلى الرغم من ذلك لاتزال أصوات من يحرمون الترحم على غير المسلم عالية ومسموعة بقوة.

رحيل معشوق الملايين
توفى الفنان القدير لطفي لبيب لطفي لبيب عن 77 عامًا، صباح اليوم، بعد أزمة صحية تعرض لها، وانتقل بسببها قبل يومين إلى العناية المركزة، ونعى الفنان منير مكرم، وكيل نقابة المهن التمثيلية، الراحل لطفي لبيب، قائلا: «ويرحل أغلى الناس.. الفنان لطفي لبيب».

وكان محمد الديب، مدير أعمال الراحل لطفي لبيب، قد أعلن تدهور حالته خلال الساعات الماضية، وقال في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»: «الحالة الصحية للبيب حرجة جدًا، خاصة أن الأزمة الصحية التي تعرض لها كانت نتيجة نزيف حاد في الحنجرة بسبب الالتهاب الرئوي».

وكان لطفي لبيب قد عاد إلى المستشفى بعدما غادر من قبل صباح 17 يوليو الجاري، بعد تحسن حالته الصحية بشكل طفيف، إذ اطمأن الأطباء على وضعه الصحي وسمحوا له بمغادرة المستشفى، ولكنه سيخضع لفترة نقاهة. وظهر لبيب في منزله إلى جانب الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكى للسينما، والفنان حمزة العيلي، وبدا عليه أنه في حالة صحية جيدة، وعادت حالته للتدهور وعانى من التهاب رئوي من مضاعفات سرطان الحنجرة، وأصيب بفقدان للوعي خلال الساعات الماضية.

من هو لطفي لبيب؟
تخرج الراحل لطفي لبيب من المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1970،وبدأ مسيرته بمسرحية «المغنية الصلعاء» وبعدها مسرحية «الرهائن» بالاشتراك مع الفنانة رغدة.

ورغم صغر أدواره في مرحلة البدايات إلا أنه أصبح شريكا أساسيا في معظم أفلام الفترة من 2000 إلى 2010، بعد نجاحه الكبير في فيلم «السفارة في العمارة» ووقوفه أمام عادل إمام الذي فتح له أبواب النجومية بدور السفير الإسرائيلي.وتألق لطفي لبيب بالأدوار الكوميدية والثانية في السينما والمسرح والإذاعة والدراما.

ويُعد لطفي لبيب أحد أبرز نجوم الكوميديا في السينما والدراما المصرية، وترك بصمة فنية مميزة من خلال عشرات الأدوار التي جمع فيها بين خفة الظل والموهبة الكبيرة، أبرزها في أفلام مثل السفارة في العمارة، مرجان أحمد مرجان، عسل أسود، ومسلسلات رأفت الهجان والراية البيضا ويوميات ونيس.

لبيب من مواليد 18 أغسطس (آب) 1947، بمحافظة بني سويف، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1970، ثم التحق بالخدمة العسكرية وشارك في حرب أكتوبر 1973، وهو ما وثقه لاحقًا في كتاب بعنوان "الكتيبة 26" الذي روى فيه تجربته كمقاتل.