فن ومشاهير

من الحلم إلى الريادة.. أفلام ملهمة تستعرض تجارب رائدات الأعمال

من الحلم إلى الريادة.. أفلام ملهمة تستعرض تجارب رائدات الأعمال

كتبت: ياسمين عمرو في الأربعاء 20 أغسطس 2025 12:59 مساءً - تناولت بعض الأفلام العالمية المُلهمة قصص رائدات أعمال، سواء كانت قصصاً حقيقية أو خيالية لنساء مُلهمات، استطعن خلق مسيرة ريادية أو وظيفية ناجحة. هذه الأفلام لا تسلّط الضوء فقط على قصص النجاح والإصرار، وإنما أيضاً تتناول هذا العالم -الريادة والتميز الوظيفي- بكل جوانبه، سواء الإيجابية التي تشجّع المرأة على اقتحام هذا العالم، أو السلبية التي تحذرها مما يمكن أن تفقده في حياتها الشخصية من وراء هذا الطريق.

نرصد لك في مقالنا أفلاماً ملهمة تستعرض تجارب رائدات الأعمال، وتلهم رواد الأعمال الطموحين.

فيلم Julie & Julia


فيلم يجمع بين قصتين؛ قصة الطاهية الشهيرة جوليا تشايلد، وقصة مدونة الطهي جولي، وكيف استطاعت جولي أن تحقق نجاحاً كبيراً من خلال مدونتها المستوحاة من وصفات جوليا.

لم تكن جولي تشعر بالسعادة في حياتها الخاصة؛ عندما انتقلت برفقة زوجها إلى تلك الشقة الصغيرة المتواضعة فوق مطعم للبيتزا. ومع انشغال زوجها، قررت أن تقضي وقتها في عمل شيء مفيد؛ وهو الاستعانة بوصفات الطهي المبدعة التي تنتجها الطاهية الشهيرة "جوليا تشايلد" الأميركية، التي تعلمت الطبخ في فرنسا نهاية الأربعينيات، وصدر لها أكبر موسوعة للمطبخ الفرنسي.

تقوم جولي بتعلم وصفات جوليا، وتبدأ في تنفيذها وتنقل تجربتها عبر مدوّنتها الشخصية على الإنترنت، لتفاجأ بأن مدونتها الصغيرة أصبحت من أهم عشر مدوّنات في الولايات المتحدة، الأمر الذي عاد عليها بالنجاح في حياتها العملية والأسرية أيضاً.

تحكي هذه القصة المُلهمة الكثير من التفاصيل شديدة العمق والتأثير، مقدمة نموذجاً حقيقياً لرواد ورائدات الأعمال، وتسلّط الضوء على ثنائية "النموذج الملهم والحماس"؛ وهي الثنائية التي ينتج عنها أي نجاح غالباً. الفيلم من إنتاج عام 2009، ومن بطولة ميريل ستريب Meryl Streep وآيمي آدامز Amy Adams، وهو قائم على قصة واقعية، جميع شخصياتها حقيقية.

حقق الفيلم نجاحاً كبيراً بين الجمهور والنقاد، انعكس على إيرادات الفيلم، التي وصلت إلى 130 مليون دولار، في مقابل ميزانية إنتاج قُدِّرت بأربعين مليوناً، وترشح الفيلم إلى نحو 25 جائزة عالمية، واستطاع أن يفوز بنحو 12 منها، ويعتبر من أفضل الأفلام التي تقدم مزيجاً من الدراما والدروس التحفيزية والخطوات الريادية، خصوصاً في مجال العمل المستقل (التدوين تحديداً)، الذي أصبح من أبرز مظاهر العمل المستقل حالياً.
اقرئي المزيد: أفضل 3 مسلسلات تايلاندية ألهمت العالم بأحداثها

فيلم Joy

فيلم "جوي" (Joy) هو فيلم سيـرة ذاتية، يحكي قصـة رائدة الأعمال الأميركية "جوي مانغانو"، التي تعتبر من أشهر نماذج رائدات الأعمال في العالم. لعبت دور البطولة الممثلة الأميـركية الشهيرة جينيفر لورانس Jennifer Lawrence، برفقة نجمين كبيرين؛ هما: روبرت دي نيرو Robert De Niro، وبرادلي كوبر Bradley Cooper. الفيلم من إنتاج عام 2015، وحقق تقييماً نقدياً إيجابياً كبيراً؛ انعكس على إيراداته، التي تجاوزت مئة مليون دولار، مقابل ميزانية إنتاج تقدّر بستين مليون دولار.

يروي الفيلم قصة جوي مانغانو، مخترعة ومصممة، وكيف تحولت من أمّ عادية إلى سيدة أعمال ناجحة، مع التركيز على التحديات التي واجهتها في حياتها الشخصية والمهنية. وفي التفاصيل مرت جوي مانغانو بظروف الحياة الصعبة. جوي هي رائدة أعمال أميركية شابة، ولدت في أسرة شديدة الاضطراب، ومرّت بظروف شديدة الصعوبة من الغدر والآلام والمشكلات الشخصية، لم تعقها عن استثمار موهبتها المدهشة في الاختراع والابتكار. تجد نفسهـا مشتتة ما بين مشكلاتها الشخصية العنيفة، ورعايتها لأسرتها المكونة من 3 أطفال، ومشكلات الصراع مع الشركات والمؤسسات، ومع ذلك تنجح في النهاية في تأسيس مؤسسة لأعمال ضخمة، وواحدة من أفضل قائدات المشروعات والرائدات في الولايات المتحدة.

الفيلم الذي ترشح لـ 12 جائزة عالمية، منها جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثلة أيضاً، يُعتبر من أبرز الأفلام التي تم إنتاجها في السنوات الأخيرة بخصوص المرأة رائدة الأعمال، ليس فقط من الناحية المهنية البحتة، وإنما استعراض درامي كامل للصعوبات والمشكلات والآلام التي تمرّ بها رائدة الأعمال، خصوصاً إذا كانت لديها أسرة، ومسؤوليات ومشكلات يجب أن تتصدى لها بمفردها.

ربما أهم ما أبرزه هذا الفيلم المميز هو فكرة تحويل المشكلات والآلام والأزمات الشخصية والإنسانية إلى خطوة للأمام؛ للمزيد من الإصرار على تحقيق نجاحات مهنية كبرى، كجزء أساسي من حل المشكلات الشخصية الداخلية، وليس اتخاذ هذه المشـكلات كعقبات نهائية تدمّر الطموحات، وتجعلها تغرق تحت سطح الواقع إلى الأبد.

فيلم The Devil Wears Parada

Embed from Getty Images

هو واحد من أشهـر الأفلام الدرامية على الإطلاق، التي تم إنتاجها في عام 2006، من بطولة الممثلة الأميركية المخضرمة ميريل ستريب، برفقـة كل من آن هاثواي Anne Hathaway، وإيميلي بلانت Emily Blunt. الفيلم حقق تقييماً نقدياً إيجابياً هائلاً؛ انعكس على إيرادات الفيلم التي تجاوزت 325 مليون دولار، مقابل ميزانية إنتاج تقدّر بـ 35 مليوناً، وهو ما يعني إيرادات هائلة لفيلم درامي بالأساس.

يركز الفيلم على قصة فتاة شابة تبدأ العمل في مجلة أزياء مرموقة، وتواجه تحديات كبيرة في بيئة عمل تنافسية، وتتعلم من خلالها الكثير عن عالم الموضة والأعمال. الفيلم باختصار تجسيد للسعي الكامل للنجاح من طرف الموظفة البسيطة من ناحية، وتجسيد للسلطوية واللارحمة من طرف المديرة المتسلطة القاسية من ناحيةٍ أخرى. الأولى تسعى للوصول إلى عالم الأضواء بكل الطرق، والثانية تسعى للبقاء في عالم الأضواء بكل الطرق أيضاً. النتيجة عمل كثير مُرهق، أزمات إنسانية، مشكلات شخصية، افتقاد لمعنى البساطة في الحياة لدرجة كابوسية؛ قد تؤدي إلى انهيار أصحابها وانسـحابهم بإرادتهم من هذا العالم الذي طالما سعوا إليه.

وفي تفاصيل أحداث الفيلم، ميراندا ريستلي هي المرأة الحديدية في مجال صحافة الأزياء والموضة، تترأس تحرير مجلة من أشهر مجلات هذا المجال الذي يدرّ مليارات الدولارات حول العالم. امرأة قاسية خشنة شديدة الأناقة، تعتمد على صفاتها الخشنة في إدارة عملها بامتياز، لا تعرف الرفق بالموظفين، ولا تتفهم أي مغزى في التغيب ولو خمس دقائق عن العمل. حيـاتها كلها عبارة عن عمل ونجاح وشهـرة وأضواء. تتعين موظفة صغيرة متوسطة الحال كسكرتيرة شخصية لميراندا، وتبدأ تغير من كل شيء في شخصيتها؛ لتجاري شخصية المديرة الحديدية؛ ملابسها، نظرتها للأشياء، طريقة تعاملها مع الناس، طريقة التفاهم وأسلوب الحديث. تتحول الموظفة البسيطة إلى صورة مختلفة كلياً عن السابق تحت إدارة رئيستها القاسية، إلى أن تتمكن من دخول عالم النجاح والأضواء من أكبر أبوابه، فقط لتكتشف في النهاية أن كل هذه الأضواء هي أضواء مزيّفة، وأن عالم الشهرة والأزياء والأناقة والموضة هو مكان موحش مليء بالتكلف، والمشكلات الشخصية الخفيـة على حساب الظهـور أمام الكاميرات.
تابعي أيضاً: أبرز الأفلام الفائزة بجوائز السينما الوطنية الهندية

فيلم The Intern

Embed from Getty Images

واحد من أهم الأفلام المُلهمة لروّاد ورائدات الأعمال، من إنتاج عام 2015، وبطولة النجم الأميركي المخضرم روبرت دي نيرو، بصحبة النجمة آن هاثواي. الفيلم حاز تقييماً نقدياً هائلاً؛ انعكس على مستوى إيراداته التي لامست سقف الـ 200 مليون دولار (195 مليوناً تحديداً) مقابل ميزانية إنتاج تقدّر بنحو 40 مليوناً، وهو يعتبر إيراداً كبيراً لفيلم درامي، مقارنةً بغيره من أفلام الدراما الشهيرة.

الفيلم يعتبر في حد ذاته مجموعة من الدروس الريادية لكل مؤسس مشاريع، حيث يضم سياقاً درامياً واسعاً بخصوص الحياة المتعجّلة لروّاد الأعمال التي يشوبها مشكلات شخصية في الناحية الأخرى، ناجمة عن تفريطهم في حق الاهتمام بعائلاتهم، إلى جانب دروس ريادية في إدارة الشركات، ومراحل الإخفاق والنجاح. يحكي قصة جولز أوستن، فتاة شديدة الطموح، هي المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة ريادية ناشئة، متخصصة في مجال الأزياء والموضة، لا تنام تقريباً، طوال اليوم؛ إما في مقابلات عمل، أو تتحدث عبر الهاتف، أو تتابع أداء شركتها. تقوم شركتها بفتح المجال -كنوع من النشاط الاجتماعي للشركة- لتدريب مجموعة من كبار السن الذين أُحيلوا إلى التقاعد، ثمّ يظهـر "بين" العجوز السبعيني كمتدرّب جديد في الشـركة.

عند هذه النقطة يحدث لقاء الأجيال؛ الشابة العشرينية العصبية السريعة المندفعة تجد نفسها أمام متدرّب تخطّى السبعين؛ هادئ ومبتسم طوال الوقت، يفكر قبل اتخاذ أي خطوة، ولديه أفق واسع من استعراض الأفكار بشكلٍ سلس وهادئ. في البداية تكون العلاقة بينهما متوترة، ثم تدرك الريادية الناجحة أن حكمة "بين" وهدوءه قد لا تكون فقط سبباً في نجاح شركتها، وإنما أيضاً حياتها الشخصية.

فيلم Coco Avant Chanel

Embed from Getty Images

فيلم (Coco Avant Chanel) هو فيلم فرنسي من إنتاج عام 2009، من بطولة النجمة الفرنسية أودري تاتو، التي تجسد شخصية غابرييل شانيل في فترة تكوينها الأساسية، بعد خروجها من دار الأيتام، وبدء أولى خطواتها في حياتها العملية الواسعة المليئة بالمشكلات والأزمات والآلام والمهن المختلفة، التي كانت سبباً في بناء شبكة علاقات واسعة مع رجال أعمال، استطاعت بذكاء أن توظف أموالهم لتحقيق غايتها، وتستغل نفوذهم في سبيل تكوين إمبراطوريتها في عالم الموضة والأناقة. الفيلم حقق تقييماً نقدياً إيجابياً؛ انعكس على إيراداته التي وصلت إلى خمسين مليون دولار، مقابل ميزانية إنتاج قدرت بعشرين مليوناً، وترشح الفيلم للعديد من الجوائز، وصلت إلى 11 جائزة أوروبية وعالمية، استطاع أن يحصد منها ثلاث جوائز.

وفي تفاصيل أحداثه، فتحت غابرييل عينيها على الحياة، لتجد نفسها في أسوأ حال ممكن. طفلة غير شرعية لم ترَ أباها ولا أمها إطلاقاً، قضت فترة طفولتها ومراهقتها بالكامل في دار أيتام، حيث تعلمت أساسيات التعليم إلى جانب الأعمال المنزلية -الخياطة تحديداً- وهو إجراء متبع في دور الأيتام؛ بهدف تأهيل اليتيمات لأعمال بسيطة تدرّ عليهنّ رزقاً بسيطاً عندما يواجهن العالم.

ولكن تعلمها لمهنة الخياطة لم يؤهلها للعمل في أعمال بسيطة، كما كان يُستهدف تأهيلها، بل قادها إلى بناء إمبراطورية ضخمة، اسمها "كوكو شانيل"، التي تعتبر من أكبر العلامات التجارية في العالم في مجال الأزياء والموضة والأناقة، والتي ارتبطت دائماً بالأزياء الأنيقة الفاخرة، والعطور التي تستهدف أصلاً قمة الطبقات الاجتماعية وأكثرها ثراء.

وعلى الرغم من أن الفيلم له سياق درامي إنساني واضح؛ يستعرض حياة شانيل المثيرة للجدل، فإنه يعتبر من أهم الأفلام المُلهمة لرائدات الأعمال من جميع النواحي، بدءاً من الظروف شديدة الصعوبة -وأبرزها الفقر- التي مرت بها غابرييل في بداية حياتها العملية، مروراً بظروفها الاجتماعية المؤلمة، وليس انتهاء بنمط حياة تلك الفترة -نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين- حيث سادت المجتمع الأوروبي نزعة محافظة لم تكن قادرة على هضم فكرة عمل المرأة وتوظيفها، فما بالك بقيامها بافتتاح مشـروعاتها الريادية الخاصة وقيادتها كذلك!

لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام الخليج 365».

وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك الخليج 365».

ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «الخليج 365 فن».

Advertisements

قد تقرأ أيضا