كتبت: ياسمين عمرو في السبت 6 سبتمبر 2025 07:11 صباحاً - من الضروري، ومن أجل عائلة متحابة وناجحة، أن يبني الأب علاقة قوية مع طفله، ومنذ عمر مبكر، وكثيراً ما نصح الأطباء بضرورة تواصل الأب مع الجنين في رحم أمه؛ لأن الأبحاث قد توصلت إلى أن الجنين يتعرف إلى صوت والديه، ويتأثر بذلك، كما أنه يتبادل العواطف معهما، وإن كان ذلك يحدث من طرفهما، ولكن الطفل حين يخرج من الرحم إلى الحياة؛ فهو يشعر بقيمة وجود الأب في حياته مع وجود الأم.
ومن الضروري أن تلعب الأم دوراً في بناء العلاقة بين الأب وطفله، وبناء الثقة بينهما، ومن خلال عدة خطوات، يجب أن تلفت الأب إليها، إن لم تشترك معه في تنفيذها، ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك"، وفي حديث خاص بها، بالمرشدة التربوية إنعام عبد العزيز؛ حيث أشارت إلى دور الأب في تربية الأبناء وبناء الثقة بينه وبينهم؛ من خلال تعاونك واتباع بعض النصائح التربوية المهمة، وتجنب الأخطاء، في الآتي:
ما أهمية الأب في حياة الأبناء؟
- اعلمي أن هناك دراسات نفسية حديثة قد أشارت إلى أن الأطفال الذين ينشأون في بيئة يكون فيها الأب حاضراً؛ لا يعانون من مشاكل سلوكية ظاهرة، وقد تبين أن وجود الأب وحضوره المدروس في حياة الطفل؛ يدعّم الطفل من كل النواحي وبشكل كبير، فمثلاً طلاق الزوجين لا يعني انسحاب دور الأب، بل يجب أن يقوم بدوره على أكمل وجه، وباتفاق وتراضٍ مع الأم.
- لاحظي أن الدراسات النفسية قد أشارت إلى أن البنات اللواتي فقدن الأب؛ قد أصبحن يائسات لعدم وجود رجل في حياتهن، ويشعرن بالشوق واللهفة لاهتمامه، وصحياً؛ فقد تبين أن غياب الأب يؤدي إلى حدوث تغيرات هرمونية عند الفتيات؛ تؤدي إلى حدوث قفزة في سن البلوغ، فيما يمثل الأب في حياة ابنه القدوة الحسنة، ويحدد له معالم وسمات الرجولة الحقيقية.
- لاحظي أن دور الأب يبدأ مبكراً في حياة الطفل، ففي مرحلة الرضاعة يُقبل الطفل على الرضاعة وتناول الطعام الصلب في وجود الأب، ويُقبل على تناول الطعام في المطعم مثلاً من يد الأب.
دور الأب في تربية الأبناء نفسياً واجتماعياً
قضاء وقت مع الطفل منذ صغره
- اعلمي أن دراسات عديدة قد توصلت إلى ارتباط وجود الأب في حياة الطفل بمعدل ذكاء الطفل، فكلما زاد معدل الوقت الذي يقضيه الأب مع الطفل؛ ارتفع معدل الذكاء لديه، وقد تبين أن الأب الذي يقضي الوقت الطويل مع طفله منذ لحظات ولادته؛ يكون لدى طفله قدرة على التذكر والتعلم وتطور النمو في عمر العامين، أكثر من الأطفال الذين لم يحصلوا على هذه الفرصة.
- لاحظي أن الآباء الذين يتصفون بطباع هادئة وصبورة، ولديهم طول البال؛ فهم يستطيعون بناء علاقات فعالة وناجحة مع أطفالهم، ولهم تأثير كبير في نسبة الذكاء لدى الطفل، ولذلك فقد حثت معظم التوصيات التربوية بأن يتخطى دور الأب شراء المستلزمات الخاصة به، إلى ضرورة قضاء وقت ممتع معه يومياً؛ يبدأ بالحديث المبكر مع المولود.
احترام الأم أمام الأبناء
- حافظي على سرية المشاكل مع الأب؛ لأن الطفل يحب أن يرى الصورة النموذجية للوالدين التي رسمها في مخيلته؛ وهي أن لديه أبوين متحابين، ولذلك فمن الصعب على نفسية الطفل أن يكتشف غير ذلك، فأفضل هدية يمكن أن يقدمها الأب لأطفاله؛ هي أن يحب أمهم، ولذلك فحب الأب للأم؛ يعني أن يحبه الطفل.
- احرصي على أن تكون علاقتك مع زوجك علاقة طيبة أمام الطفل، ويجب ألا يعتقد الأبوان أن الطفل لا يفهم، فالطفل يكون حساساً وذكياً، ويلاحظ أي تغيير في العلاقة بين والديه، ويجب أن تكون أي مشكلة بينهما بعيداً عنه، مع حرص الأب على ضرورة عدم إهانة وتجريح الأم أمام الطفل، وبسبب ذلك في بعض الأحيان؛ قد يتحول الطفل إلى ابن متسلط على أمه، كما يفعل الأب، ويجب أن تعرف الأم سبب حب الطفل للأب أكثر من الأم؛ بأنه يعود إلى نشوء علاقة غير سوية؛ بسبب تعامل الأب القاسي مع الأم.
توفير احتياجات الطفل المادية من دون تذكيره بها دائماً
احرصي على عدم تذكير الأب دائماً بالأشياء المادية التي يقدمها للطفل؛ لأن ذلك يُحزنه، وربما يشعر بأنه يكلف الأب فوق قدرته، كما أن بعض الأطفال يبدأون في النفور من الأب الذي يذكّرهم في كل مناسبة بأنه ينفق عليهم، رغم أن ذلك يعتبر حقاً للطفل على والديه، وفي الوقت نفسه يجب أن يشعر به الطفل ويقدره من تلقاء نفسه.
عدم معاملة الأطفال الآخرين بطريقة أفضل من معاملته
احرصي على أن يعامل الأب أطفاله مثلما يعامل أي طفل قد جاء لزيارتكم، سواء كان طفلاً لعائلة من الأقارب أو الجيران، فكثيراً ما نرى الآباء يفرقون في المعاملة بين أطفالهم أنفسهم، ولا يعلمون آثار التمييز بين الأبناء وتأثيره على نفسية الطفل وكيف يمكن تجنبه؛ لأن الطفل يشعر بالحقد نحو أحد الأطفال الأقارب؛ لو كان الأب مثلاً يلاعبه ويهتم به، ويهمله هو من دون تدليل، ولذلك فيجب أن يمنح الأب الحب والحنان لطفله أولاً، مع المعاملة المتوازنة والطيبة للأطفال الآخرين، ولكن ليس على حساب طفله.
اختيار العقاب التربوي للطفل
- لا تجعلي وقت رجوع الأب من الخارج هو وقت عقاب الطفل المنتظر، بحيث يكون وقت عودته هو الوقت الذي يختبئ فيه الطفل ويذهب إلى غرفته، فهذه طريقة تدل على خوف الطفل من أبيه، بل يجب أن يعاقب الطفل عقاباً فورياً، وعدم التهديد بعودة الأب، ثم يعاود الأب النقاش مع طفله، وعدم حرمانه من حبه وحنانه؛ لكي لا يؤدي ذلك إلى نتائج قاسية.
- استخدمي مع الأب أسلوب العقاب الذي لا يؤلم نفسية الطفل؛ لأن بعض الآباء الذين يضربون أطفالهم ضرباً قاسياً ومؤلماً؛ يسبب لهم ذلك آثاراً وندوباً على أجسامهم، وهي وسيلة تربوية فاشلة، وتؤدي إلى كراهية الطفل للأب، ويجب أن نتبع هدي الإسلام في تأديب الصبية، حيث نهى النبي، صلى الله عليه وسلم، تماماً عن ضرب الطفل واللطم على وجهه.
- راعي ألا يقوم الأب بمقاطعة طفله، حيث إن الأب يعتقد أن هجره لطفله ومقاطعته له لفترة، وعدم الحديث معه وحرمانه من الذهاب معه إلى الأماكن التي اعتاد أن يصحبه بها؛ هو وسيلة عقاب فعالة للطفل، ولا يدرك الأب أن هذه وسيلة عقاب خاطئة ومدمرة للعلاقة بينهما، فيجب أن يكون عقاب الطفل حسب عمره، وبناء على الخطأ الذي قام به.
الخروج مع الطفل من البيت
اعلمي أنه من الضروري أن يخرج الأب مع أطفاله من البيت، خاصة الأطفال الذكور، ولا نغفل خروجه مع البنت أيضاً؛ لأن البنت ترى أن الأب هو صديقها الأول، ويجب أن تكون قريبة منه، خاصة حين تصبح على أعتاب مرحلة المراهقة، أما بالنسبة للولد؛ فالملاحظ أن يحب طفلك والده ويصبح صديقاً له حين يرافقه، وأن يكون دائماً معه وليس العكس؛ لأن الأطفال يغرمون بعالم الآباء كثيراً، ويرون أن الأب بمثابة كائن خارق، مثل الذي يراه في الأفلام، ومن الضروري أن يرى الطفل شخصية الأب خارج البيت، وكيف يتعامل مع الآخرين، وكيف يقضي مصالح البيت؛ لأن الولد سيحب أباه من خلال تفانيه من أجل الأسرة، وما يراه يفعله بنفسه، وليس من خلال ما تذكره عنه الأم مثلاً.
قد يهمك أيضاً معرفة: تصرفات تدل على أن طفلك بحاجة للأب
أخبار متعلقة :