كيف أتعامل مع أطفالي الذين يرفضون الطعام الصحي؟ 12 خطوة


كتبت: ياسمين عمرو في الخميس 25 سبتمبر 2025 07:02 صباحاً - كثيرٌ من الأمهات يواجهن نفس الموقف يومياً، طبقٌ مليء بالخضروات أو الفواكه أمام الطفل، لكنه يدير رأسه بعيداً، وربما يعبّر عن رفضه بالبكاء أو العناد. قد يكون هذا المشهد مألوفاً ومكرراً في أغلب البيوت؛ مما يثير القلق حول صحة الطفل ونموّه.
وهنا تشير دراسات دولية إلى أن ما يقارب 40٪ من الأطفال دون سن الخامسة، لا يحصلون على الكمية الكافية من الفواكه والخضروات يومياً، كما أن حوالي 31٪ من الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، يُصنَّفون بأنهم "انتقائيون في الطعام"، بمعنى أنهم يختارون ما يحبونه ويفضلونه فقط.
أمام هذه الأرقام، تجد الأم- نفسها- في مواجهة حقيقة مهمة، وهي أن رفض الطفل للأكل الصحي ليس مجرد مزاج عابر؛ بل هو ظاهرة تحتاج إلى فهمٍ وتدخُّل مبكّر من الأسرة. لذا، في هذا التقرير يناقش الدكتور ساهر المحمدي، أستاذ الصحة العلاجية، المشكلة بشكل مبسّط، ويستعرض أسبابها، ثم يقدّم حلولاً عملية تساعد الأمهات على التعامُل مع هذه الظاهرة بطريقة هادئة وفعّالة.

أفكار تهمكِ

طفلة ترفض تناوُل الطعام الصحي
  • رفض الأطفال الطعام الصحي ظاهرةٌ طبيعية وشائعة، لكنها تحتاج إلى وعي وصبر من جانب الأمهات. والأرقام العالمية تكشف، أن نسبةً كبيرة من الأطفال لا يحصلون على ما يكفي من الخضار والفواكه؛ مما يدفعنا للتعامل بجدية، وبروح إيجابية مع الظاهرة.
  • الحل ليس في الإكراه أو العقاب؛ بل في تقديم الطعام الصحي بطرق متنوّعة، والاعتماد على الصبر، والقدوة، والمشاركة، بجانب العمل على أن يتحوّل الأكل الصحي، من واجب ثقيل، إلى نشاط ممتع داخل البيت؛ لتصبح النتيجة أطفالاً أكثر صحة وسعادة.

رفض الطعام الصحي

طفلة تغلق فمها حتى لا تتناول الطعام الصحي
رفْض الطعام الصحي عند الأطفال ليس حالة فردية؛ بل هو شائع جداً حول العالم، وإن اختلف شكل الرفض من طفل إلى آخر. بعضهم يرفض نوعاً واحداً فقط مثل الخضروات الخضراء، وآخرون يرفضون كلّ ما هو طبيعي وصحي، ويميلون للأطعمة المصنّعة أو الغنية بالسكر.
تكبر المشكلة عندما يتحوّل هذا الرفض إلى عادة يومية؛ فيصبح نظام الطفل الغذائي غيرَ متوازن، ويعتمد على مجموعة محدودة من الأطعمة؛ مما يؤدي إلى نقصٍ في بعض الفيتامينات والمعادن المهمة لنموّ العظام، وتقوية المناعة، وتطوُّر الدماغ.
والأسوأ، أن هذه العادة قد تستمر حتى سنوات المراهقة والبلوغ؛ مما يَزيد من احتمالية السِمنة أو الأمراض المزمنة لاحقاً، وذلك لاعتماد الطفل أو الشاب على أنواع خاصة من الأطعمة، تحوي الكثير من الدهون والسكريات الضارة بالجسم والمسببة للسِمنة.

لماذا يرفض الطفل الطعام الصحي؟

طفلة تفضّل أطعمة خاصة وترفض أطعمةً أخرى

لا جدال في أن فهْم الأمهات لأسباب رفض الطفل للطعام الصحي، يساعدهن على التعامل بشكل أذكى مع هذه الظاهرة؛ بدلاً عن القلق أو العصبية.
أبرز هذه الأسباب:
  • الطعم والقوام: بعض الأطعمة مثل البروكلي أو السبانخ قد يكون لها طعم مُرّ أو قوام غير محبب بالنسبة للأطفال، الطفل في سنواته الأولى يكون حساساً جداً للنكهات والروائح.
  • الرغبة في الاستقلالية: في سن السنتين إلى خمس سنوات، يبدأ الطفل في اكتشاف ذاته ورغبته في اتخاذ قراراته الخاصة، من هنا نجده يرفض الطعام كوسيلة للتعبير عن "أنا أقرر ما أضعه في فمي".
  • التجارِب السابقة: نعم، إذا تعرّض الطفل للضغط أو الإكراه لتناوُل طعام معيّن، قد يربط ذلك النوع من الأكل بمشاعر سلبية؛ فيرفضه بشكل متكرر لاحقاً.
تأثير ما تفعله العائلة أمام وجبات الطعام
  • الأطفال يتعلمون من المحيط ومما يشاهدونه، إذا لم يرَ الطفل والديه أو إخوته يتناولون الخضار والفواكه؛ فمن الطبيعي ألّا يقتنع هو بها.
  • المغريات الخارجية مثل: انتشار الأطعمة المصنّعة، والمشروبات الغازية، والحلويات، يجعل من السهل أن يفضّل الطفل هذه الخيارات السهلة والسريعة على الخضار المطبوخ أو الفواكه الطازجة.

الحلول العامة لظاهرة الانتقاء الطعامي

طفل يتناول بشهية المعجنات السكرية
  1. الصبر والتكرار: هو أسلوب التعامل مع رفض الطفل للطعام الصحي، وليس بالإجبار أو العقاب.
  2. التكرار من دون ضغط: حيث تشير الدراسات إلى أن الطفل قد يحتاج إلى تجرِبة الطعام نفسه عشر مرات أو أكثر قبل أن يقبله، والأهم هو الاستمرار بعرضه بطريقة جذابة، من دون إجبار.
  3. إشراك الطفل: عندما يشارك الطفل في تحضير الطعام أو اختيار الخضار والفواكه من السوق، تَزيد رغبته في تجرِبتها، المشاركة تمنحه إحساساً بالمسؤولية والإنجاز.
  4. القدوة الحسنة: الأطفال يقلدون الكبار: إذا رأى الطفل أمه أو والده يستمتعون بتناوُل سلطة ملوّنة أو عصير طبيعي، سيزداد فضوله لتجرِبة الأمر، والحصول على نفس درجة المتعة.
  5. الأجواء الإيجابية: وقت الطعام يجب أن يكون لحظة ممتعة للعائلة، بعيداً عن التوتر أو العقاب. الأجواء المريحة تساعد الطفل على تقبُّل تجارِب جديدة.
  6. التنوُّع في التقديم: نفس المكوّن يمكن أن يقدَّم بأشكال مختلفة، مثلاً: الجزر يمكن أن يكون مسلوقاً، أو مبشوراً مع السلطة، أو مقطعاً في الحساء.

تابع: الحلول العملية اليومية للأمهات

اصنعي البدائل للأطعمة غير الصحية

لأن الأم تبحث دائماً عن خطوات واضحة وسهلة، نقدّم هنا مجموعة من النصائح اليومية التي يمكن تطبيقها في البيت:
  1. ابدأي بالكميات الصغيرة، قدّمي قطعة صغيرة من الخضار بجانب الطعام الذي يحبه الطفل، الكميات الصغيرة تقلل من التوتر وتَزيد فرص التجرِبة.
  2. الألوان سرّ الجذب، الأطفال ينجذبون بصرياً للطعام، حضّري طبقاً يحتوي على خضار وفواكه بألوان متنوّعة مثل: الأحمر والأصفر والأخضر؛ لتشجيعهم على التذوُّق.
  3. اجعليها لعبة، يمكن أن يتحوّل وقت الأكل إلى لعبة، مثل: تشكيل وجوه ضاحكة من الخيار والطماطم، أو تحدّي "من يأكل قطعة الجزر أسرع".
  4. الوجبات العائلية، تناولي الطعام مع طفلكِ على نفس المائدة؛ حيث أكّدت الدراسات أن الأطفال الذين يتناولون وجبات منتظمة مع العائلة، يتجهون أكثر نحو العادات الصحية.
  5. ابحثي عن بدائل صحية للحلويات بدلاً عن الشوكولاتة الصناعية، قدّمي للطفل تفاحاً مقطعاً مع ملعقة صغيرة من العسل، أو زبادي طبيعياً بالفواكه.
  6. الصبر وعدم الاستسلام، تذكّري أن الطفل قد يرفض اليوم، لكن مع التكرار والهدوء قد يقبل غداً. الأهم هو ألّا يتحوّل الأمر إلى صراع يومي.

أخبار متعلقة :