القاهرة - سمر حسين - صحة
يطل علينا عيد الأضحى المبارك كل عام محملًا بالفرحة والبهجة والطقوس الدينية التي تتجدد في قلوب المسلمين في شتى بقاع الأرض، حيث يستعد الجميع لصلاة العيد في الساحات والمساجد، ثم تتجه الأنظار إلى سنة الذبح والاقتداء بسيدنا إبراهيم عليه السلام، وفي صباح اليوم الأول، وتبدأ الأسر في تحضير لحوم الأضحية وتوزيعها على الأقارب والفقراء.
لكن مع هذه الأجواء الاحتفالية، لا يخلو الأمر من بعض الممارسات الخاطئة التي قد تؤدي إلى نتائج صحية خطيرة، لا سيما التسمم الغذائي الناتج عن تناول لحوم الأضحية فور ذبحها دون اتباع الإرشادات الصحية اللازمة.
خطأ شائع في أول أيام عيد الأضحى يسبب التسمم الغذائي
تنتشر بين الكثير من الأسر عادة متوارثة بتناول اللحم فور خروجه من الذبيحة، اعتقادًا منهم أن اللحم «الطازج» أكثر فائدة وألذ طعمًا، دون أن يدركوا أن هذه العادة قد تحمل مخاطر صحية جسيمة، فاللحوم المذبوحة حديثًا تمر بعدة مراحل بيولوجية قبل أن تصبح آمنة للاستهلاك، حيث تحتاج إلى وقت كافٍ حتى تخضع لعملية «التيبس الرمي» وهي عملية طبيعية تحدث بعد الذبح وتستغرق من 6 إلى 12 ساعة.
وخلال هذه الفترة، تبدأ العضلات في فقدان مرونتها وتوازنها الكيميائي، ويبدأ الجليكوجين الموجود في العضلات بالتحلل إلى حمض اللاكتيك، مما يمنح اللحم مذاقه المقبول وقوامه المناسب للطهي، أما تناول اللحم قبل انتهاء هذه المرحلة، فقد يؤدي إلى مشاكل هضمية وأعراض تسمم غذائي تظهر على شكل إسهال، غثيان، ألم في المعدة، أو حتى حالات تسمم حادة.
ما هو التسمم الغذائي؟ وكيف يحدث؟
تشير تقارير وزارة الصحة المصرية، إلى أن التسمم الغذائي هو حالة مرضية تحدث عند تناول أطعمة ملوثة بالبكتيريا أو الطفيليات أو الفيروسات أو المواد الكيميائية الضارة، وتعد اللحوم، خصوصًا تلك غير المطهية جيدًا أو المخزنة بطريقة غير صحيحة، من أبرز أسباب التسمم الغذائي.
وعند ذبح الحيوان، تكون أنسجة اللحم معرضة لأنواع من البكتيريا مثل الإيشيريشيا كولاي (E. coli)، والسالمونيلا، وهي بكتيريا موجودة طبيعيًا في أمعاء الحيوان ولكنها قد تنتقل إلى اللحم في حال لم يتم التعامل معها بحذر.
وعندما يتم طهي اللحم الساخن مباشرة دون أن يخضع للتبريد الكافي، فإن الحرارة الداخلية لا تكون موزعة بشكل مناسب، مما يجعل بعض أجزاءه غير مطهية جيدًا. بالإضافة إلى أن الجهاز الهضمي قد لا يتمكن من التعامل مع بروتينات اللحم في هذه المرحلة، لعدم اكتمال تفككها البيولوجي.
أعراض التسمم الغذائي بعد تناول اللحم الساخن
من أبرز الأعراض التي تظهر في غضون ساعات قليلة بعد تناول اللحم:
آلام شديدة في البطن.
غثيان وقيء.
إسهال قد يكون مصحوبًا بدم أحيانًا.
ارتفاع في درجة الحرارة.
ضعف عام وإرهاق.
صداع.
وغالبًا ما تستدعي هذه الحالات تدخلًا طبيًا سريعًا، خصوصًا لدى كبار السن، الأطفال، أو من يعانون من ضعف في المناعة.
متى يكون اللحم آمنًا للأكل؟
وفقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية والعديد من الهيئات الصحية، يُفضل عدم طهي أو تناول اللحم مباشرة بعد الذبح، ومن الأفضل اتباع الخطوات التالية:
الانتظار لمدة لا تقل عن 6 إلى 12 ساعة بعد الذبح قبل الطهي، وذلك لضمان اكتمال عملية التيبس الرمي.
تبريد اللحم بعد التقطيع في درجة حرارة أقل من 5 درجات مئوية، لتقليل نشاط البكتيريا.
طهي اللحم جيدًا على درجات حرارة عالية تضمن قتل الميكروبات، مع التأكد من أن اللحم نضج من الداخل وليس فقط من الخارج.
عدم ترك اللحم مكشوفًا بعد التقطيع، ويُفضل حفظه في أوعية محكمة الإغلاق داخل الثلاجة أو المجمد.
الاهتمام بالنظافة خلال مراحل الذبح والتقطيع، وغسل الأواني والأسطح المستخدمة جيدًا بماء ساخن وصابون.
أخطاء أخرى شائعة في عيد الأضحى تؤدي للتسمم
إلى جانب تناول اللحم ساخنًا، هناك بعض الممارسات الخاطئة الأخرى التي يجب التنبيه لها، ومنها:
استخدام أدوات غير معقمة في الذبح والتقطيع.
عدم غسل اليدين جيدًا قبل تحضير الطعام.
تخزين اللحم في بيئة غير مناسبة.
إعادة تسخين اللحم أكثر من مرة.
تناول الكبد والأعضاء الداخلية نيئة أو نصف ناضجة.