مع حلول عيد الأضحى المبارك، تزدحم البيوت والشوارع بمشاهد الأضاحي وطقوس الذبح التي تُعتبر من أبرز مظاهر العيد في العالم الإسلامي، وفي ظل هذا المشهد، يغفل البعض تفاصيل صغيرة، لكنها بالغة الأهمية، مثل الطريقة السليمة لغسل أدوات الذبح وتنظيفها، وهذه التفاصيل إذا أُهملت، قد تتحول إلى كارثة صحية تهدد الأسر والمجتمع، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة وتكاثر البكتيريا.

وأصدرت وزارة الصحة والسكان، في تقرير سابق، سلسلة من التوصيات والتحذيرات، بشأن الطريقة الصحية لغسل وتنظيف أدوات الذبح، حفاظًا على صحة المواطنين والحد من انتشار الأمراض.

أدوات الذبح وسيلة لنقل الأمراض

أشارت وزارة الصحة، إلى أن أدوات الذبح مثل السكاكين، والمناشير، وألواح التقطيع، إذا لم تُغسل وتُعقم جيدًا، فإنها تُصبح وسيطًا مباشرًا لنقل الأمراض والعدوى، سواء داخل المنزل أو إلى أفراد آخرين عند استخدامها المتكرر.

وأكدت أن كثير من حالات التسمم الغذائي أو العدوى البكتيرية، بعد العيد ترتبط مباشرة بسوء التعامل مع أدوات الذبح، خاصة عند تخزينها أو استخدامها مرة أخرى دون تنظيف صحيح.

الطريقة الصحيحة لتنظيف أدوات الذبح

وفقًا لتوصيات وزارة الصحة، إليك خطوات التنظيف والتعقيم التي يجب اتباعها فور الانتهاء من الذبح:

الغسل المبدئي بالماء الجاري

يجب شطف الأدوات فورًا تحت ماء جاري وفير، لإزالة أي بقايا دموية أو أنسجة لحمية، ويُمنع تمامًا ترك الأدوات لفترة طويلة قبل الغسل، لأن الدماء تُعد بيئة خصبة لنمو الميكروبات.

التنظيف باستخدام صابون مضاد للبكتيريا

ينصح باستخدام صابون طبي أو مطهر مضاد للبكتيريا، مع فرك الأدوات جيدًا من جميع الزوايا، ومن الضروري ارتداء قفازات مطاطية أثناء الغسل، لتفادي العدوى الجلدية.

التعقيم الحراري

بعد التنظيف بالصابون، توضع الأدوات في ماء مغلي لمدة لا تقل عن 10 دقائق، لأن الحرارة العالية تقتل معظم أنواع البكتيريا والفيروسات.

استخدام الكلور المخفف

كخطوة إضافية، يمكن نقع الأدوات في محلول مكون من ملعقة كلور لكل لتر ماء لمدة 5 دقائق، ثم شطفها بالماء النظيف، وهذا يُعد وسيلة فعالة لتعقيم الأدوات المعدنية.

تحذير من استخدام الأدوات بشكل مشترك

أكدت الوزارة، في تقريرها، أن استخدام الأدوات نفسها في أكثر من ذبيحة دون غسل وتعقيم بين كل عملية يُعد خطأ شائعا وخطيرًا، لأنه قد يؤدي إلى انتقال الأمراض الحيوانية، مثل السل البقري، وداء الكلب، والطفيليات المعوية.

وشددت على عدم استخدام أدوات الذبح في أغراض المطبخ اليومية، مثل تقطيع الخضراوات أو الفواكه، حتى بعد غسلها، لتجنب انتقال العدوى غير المرئية.

أهمية تخصيص مكان وأدوات للذبح

أوصت وزارة الصحة بضرورة تخصيص مكان معزول داخل المنزل أو الحديقة للقيام بعملية الذبح، مع استخدام أدوات خاصة لا تُستخدم في أي غرض آخر، مشيرة إلى أن تنظيف المكان بعد الذبح لا يقل أهمية عن تنظيف الأدوات.

وأوضحت أن الأسطح الملوثة بالدم أو المخلفات يجب غسلها بماء ساخن وكلور، وعدم ترك أي بقايا عضوية مكشوفة، لأنها تجذب الحشرات وتُسبب التلوث البيئي.