فى ماء البطيخ

الفرق بين الفتى والفتاة كبير وشاسع فيما يتعلق باستقبال نبضات الحب والاستجابة إلى الطرقات على باب القلب. معظم الفتيات لا يعرفن هذا الكلام، ولو عرفنه ما تغير فى الأمر شىء. عندما تتعرف البنت على ولد فى إطار خطوبة أو ما يسبق الخطوبة من تعارف وانجذاب فإنها تترك اللجام قليلًا وتتخلى عن التحفظ الذى نشأت عليه فى البيئة المائلة للمحافظة. المعنى أنها لا تجد بأسًا فى أن تترك يدها لتنامَ كالعصفورِ بين يديه عندما يسيران بالطريق، وفى هذا الصدد لا أريد أن أتطرق إلى مزيد من الاستجابات التى قد تندلع بينهما فى بداية العلاقة والقلوب لا تزال غضة والمشاعر بكرًا. بالنسبة للفتى إذا حصل من خطيبته على قُبلة فإنها تعنى بالنسبة له إثارة ورغبة فى المزيد.. لا أكثر.

أما بالنسبة للبنت فإن مجرد لمسة اليد تجعلها تشعر بالأمان والطمأنينة وتحس بسخاء الحياة التى منحتها هذا الشاب الرائع!. تشعر بهذا كله برغم أنها لا تعرفه بعد، واللقاءات بينهما لم تسمح بتعمق المعرفة وسبر أغوار الشخصية والمرور بمواقف يتم فيها الفرز وإدراك ما إذا كان هذا الذى تعتزم قضاء العمر معه يتمتع بالشهامة، أم أنه يدخل فى عداد الأنذال. هذا هو الفرق بين الولد والبنت. هى تطلق لمشاعرها العنان وتقوم بتوجيه الفيض المختزن من العواطف تجاه هذا الشخص الذى تصادف أن مر فى حياتها وطلب يدها، أو تصادف مروره ودعاها بعد انتهاء الشغل الذى يجمعهما على فنجان قهوة. لمسة اليد فقط تجعلها تتصوره فى شجاعة عنترة وكرم حاتم الطائى وحكمة لقمان وثقافة طه حسين ونبل أدهم الشرقاوى.

المشاعر الفياضة المضللة تضفى على الشاب هالة غير حقيقية فتمنحه صفات قد يكون بعيدًا عنها. لمسة اليد قد تخفى حقيقته كشخص بخيل كالحطيئة وطماع كأشعب وجاهل كإعلامى معاصر!. والغريب أن تأثير لمسة اليد أو الضمة الخفيفة أو القبلة على الشاب هى تقريبًا لا شىء فى مضمار الحب والإيثار بعيدًا عن الغريزة. هى تكون فى حال وهو فى حال آخر تمامًا.
هو يراها على حقيقتها، بينما هى ترى شخصًا غير موجود رسمته فى خيالها بعد أن تكفلت الهرمونات والرغبة الفطرية فى الأمومة فى صياغة جديدة لشاب أصبح فتى الأحلام دون أن يحوز أى عنصر من عناصر هذه الفتوة!. لا أقول إن الشاب يكون سيئًا بالضرورة فى العلاقة، أو يكون ذئبًا ضاريًا يتربص بعصفورة، وإنما أقول إن التيمبو بينهما يكون مختلفًا. هى تعيش إيقاعًا يختلف عن الإيقاع الذى يعيشه هو، وقد تتسبب حالة الدهْولة التى تكون عليها الفتاة بعد لمسة اليد فى التنازل عن طلبات كثيرة فى الزواج، والسعى لدى الأهل لتخفيف العبء عن الفتى إلى الحد الأقصى، لأن الدنيا لا تجود بمثل هذا الفارس كل يوم!.

طبعًا لا يخفى عليكم أن محكمة زنانيرى للأحوال الشخصية تستقبل يوميًا نساء كنّ إلى وقت قريب يعشن فى ماء البطيخ، لكن الزواج والتجربة كشفا المستور!.

أسامة غريب – المصري اليوم

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر فى ماء البطيخ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :