«أمبونه..اللسان بلا عظم»

الناس تختلط عليهم أفعال اللسان الذي بلا عظم كما نقول في مثلنا المحلي، بين المسبة والغيبة والمزحة أو «المغَيَّة»، وبين العنف اللفظي أو التنمر، فقد ورد في الأثر: ما كبّ الناس على وجوههم في النار إلا ألسنتهم، ونقول في المثل: لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن خنته خانك، وما دمنا في هذا الصيف مصيفين في حر وقر، وليس هناك من مفر، فلا نملك غير الضحك والتندر، لأن الناس ما عادت تطيق نفسها، فكيف بالآخرين، لذا كثر السب والشتم، وبالغت المحاكم في الغرامات، لضبط العنف اللفظي في الشارع أو حتى في البيوت، فقد وصلت الأمور بين الزوجين أن رفعا برقع الحياء، ووقاية الستر، وأصبحوا من فجر الله لازّين المحاكم، ينشرون غسيلهم، ويتاجرون بستر بيوتهم، ولأن سهيلة حرمة حشيم، وتكثر مسباتها التي من وراء الخاطر، مثل حريم الوطر الأوليّ، مثل: «هضلت يا الهايت أو فقدتك أو وايه سفيت يا الخايس»! فأعلمتها أنه صار على المسبات غرامات حتى لو بين الأزواج، فردت ضاحكة منتقلة من السباب المحلي إلى سباب الجاهلية: «ويحك تبّاً لك.. عليك اللعنة، شاه ذاك الوجه»! فقلت لها: ترا هناك قضاة محليين لشتائمك القديمة، وشغل العرب الأولين له قضاة من أهل شنقيط، ومن يتحدثون الحسانية، وهم تخصص عميق في مفردات الضاد وأضدادها، وألفية ابن مالك، الواحد منهم يشربها زلالاً صِرفاً.أضحكتني سهيلة كيف نقشت تلك المسبات التي كنا نقرؤها أو نسمعها في المسلسلات التاريخية، ولا نفهمها، ونمر عليها مرور الكرام في ترجمة الأفلام الأجنبية، هذا لو الواحد قال لك: «ثكلتك أمك» كم بيغرمونه؟ طيب.. إذا واحدة توها طالعة من عيادة التجميل ومضبطة كل المسائل، وصادفها واحد وصديقه، لهما وجهتا نظر مختلفة، فقال الأول: «شوفوا هالسبالة! فأردف الثاني: والله إلا الغزالة»! فهل يعد اعتداء على جمعيات الرفق بالحيوان أو نقص في مخاطبة المرأة وتشبيهها بالحيوانات، وهي التي حاولت التجمل، وأصبحت عرضة للتأمل؟

طبعاً.. أعتقد لو أن شعراء النقائض جرير والفرزدق والأخطل تنابزوا بالألقاب فسيوضعون جمعيهم في زنزانة مفردة.
وبصراحة.. ما راحت إلا على شعراء الهجاء وشعرهم الذي يودي في داهية، وليس من ورائه إلا الخسائر، ولو طبق أمر الغرامات على أهل الجاهلية الأولى، فإن أول المحبوسين أو الغارمين يمكن أن يكون «ابن حِلّزة اليشكري»، خاصة أن القاضي لن يسمح له بالإفراج حتى أداء الغريمة، وهو ينتظر قوافل الشام أن تصل سالمة إلى مكة.
الحين لا تروم تتفدى ولا تروم تجيب حتى مضرب دهن عود، ولا تروم حتى تغني: ساكن قلبي غلاهم، لأن كل شيء محاسب عليه، وأعتقد أن صاحبنا «ابن الرومي» لو عاش زمننا، حرام ما يظهر من الحبس «دِبّ حياته»، عيل هذا كلام يقوله هذا الشاعر الذي شكله بائع الدنيا، واصفاً خشم ابن حرب:
لك أنف يا ابن حــــرب أنفت منـــــــــه الأنـــــــــــــوف
أنت في القدس تصلي وهو في البيت يطوف!

ناصر الظاهري – صحيفة الاتحاد

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر «أمبونه..اللسان بلا عظم» لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :