يعيش الإنسان في بيئة اجتماعية تحكمها منظومتان أساسيتان: الأولى «دينية» قائمة على الحلال والحرام، والثانية «اجتماعية» قائمة على المقبول والمرفوض أو ما يطلق عليه «العيب».
وهاتان المنظومتان تتقاطعان أحيانا وتتصادمان أحيانا أخرى، لتشكلان بذلك مسرحا دائما للأسئلة، هل ما يرفضه المجتمع حقا محرم دينيا؟ وهل ما يصنف دينيا على أنه محرم يساوي في وعي الناس «العيب»؟.
من الناحية الدينية، مفهوم الحرام محدد وواضح، مستمد من النصوص الشرعية والأحكام الفقهية، فالحرام هو ما نهى الله عنه بشكل قطعي ولا جدال فيه، أما مفهوم العيب فهو اجتماعي بحت، يختلف من ثقافة إلى أخرى ومن جيل إلى آخر، بل ومن عائلة إلى أخرى، ما يعتبر عيبا في مجتمع ما قد ينظر إليه بشكل طبيعي جدا في مجتمع آخر.
المشكلة تبدأ حين يختلط المفهومان في وعي الناس، فكثير من الأفراد خاصة في المجتمعات العربية، يربطون بين العيب والحرام وكأنهما وجهان لعملة واحدة، على سبيل المثال خروج الفتاة للدراسة في الخارج قد يعد عيبا في بعض البيئات المحافظة، بينما لا يوجد ما يحرمه الدين إذا توفرت الضوابط، والعكس صحيح، فقد يقبل المجتمع بعض التصرفات على أنها (طبيعية) بينما هي محرمة شرعا.
هذا الخلط يترك أثرا عميقا على حياة الناس، فهو يربك الشباب بين ما هو واجب دينيا وما هو مجرد تقليد اجتماعي، في كثير من الأحيان يؤدي الخوف من (كلام الناس) إلى اتخاذ قرارات حياتية خاطئة، مثل رفض زواج مناسب، أو التخلي عن فرصة عمل، فقط لأن ذلك لا يتماشى مع المعايير الاجتماعية، بينما نجد آخرين يتهاونون مع ما هو محرم حقا بحجة أن المجتمع لا يرى فيه عيبا.إن إعادة التوازن بين المفهومين تتطلب وعيا مجتمعيا وفرديا، وعلى المؤسسات الدينية والإعلامية والثقافية أن توضح الحدود الفاصلة بين ما هو حكم شرعي وما هو تقليد اجتماعي، وعلى الأسر أن تربي أبناءها على التمييز بينهما ليبنوا قراراتهم على أساس قناعة دينية راسخة، لا على مجرد الخوف من العيب.
الخلاصة: «العيب» قد يتغير مع الزمن، أما «الحرام» فثابت لا يتبدل، وإدراك هذه الحقيقة يعيد للإنسان حريته في الاختيار، ويحرره من سلطة (النظرة الاجتماعية)، ليتعامل مع نفسه ومجتمعه وفق ميزان الدين والوعي لا وفق ضغوط العادات وحدها.
سميرة يوسف الكندري – الأنباء الكويتية
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر «بين العيب والحرام».. جدلية المجتمع والدين لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :