قمة الدوحة من التنديد الذي لا ينفع إلى التحرك الذي يردع

استضافت دولة قطر قمة عربية إسلامية حضرها الملوك والأمراء والرؤساء من كل القارات تلبية لدعوة أخيهم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، خاصة في هذا الظرف الدقيق بعد تعرض أرض قطر الى عدوان وصفه سمو الأمير بالإرهابي الغادر، بينما كانت قطر تستجيب لنداء دول غربية كبرى وتستعمل قدرتها في الوساطة بين مختلف المتحاربين فتمكنت قطر من حقن الدماء وإحلال السلام ونزع فتائل العنف وهي الدولة التي جربت فصحت على مدى سنوات وشهد لها العالم بأسره بنجاعة وساطاتها وتجربتها الطويلة في هذا المجال الإنساني والأخلاقي وليس ذلك بغريب على قيادتها المتمسكة بشرعية القانون الدولي والتعلق بالشرعية.

وأمثلة لبنان والسودان والفصائل الفلسطينية وإنهاء حرب أفغانستان والمساهمة في تحرير الرهائن في كل بؤر التوتر والحروب. وبينما تتفكك دولة الاحتلال وينقسم مسؤولوها السياسيون والعسكريون لا يكف رئيس حكومتها المتطرفة عن ارتكاب المجازر.

وصدر بيان الهيئة الأممية المستقلة لرصد الاعتداء على القانون الدولي وأقرت في بيانها أن إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية إلى جانب مواقف عديد الدول الأوروبية والآسيوية وحتى المؤسسات الدستورية الأمريكية غيرت علاقاتها بدولة الاحتلال وحملتها قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين واستعمال الجوع طريقة لقنص الأطفال والنساء وكبار السن.

ولو أردنا تلخيص المواقف القطرية الرائدة وما تمخض عنه مؤتمر القمة من قرارات نورد ما جاء على لسان صاحب السمو أمير قطر في افتتاح القمة من معاني المقاومة والتصدي ردا على العدوان الغادر والجبان على أرض قطر مستهدفا وسيطا يعمل في سبيل السلام وإنهاء حرب الإبادة فإن دولة قطر التي تبعد آلاف الأميال عن المكان الذي انطلقت منه الطائرات المعتدية هي دولة وساطة تبذل منذ عامين جهودا مضنية من أجل التوصل إلى تسوية توقف الحرب القاتلة المدمرة التي تشن على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتي تحولت منذ مدة إلى حرب إبادة. وتستضيف الدوحة خلال هذه المفاوضات وفودا من حركة حماس وإسرائيل. وقد أنجزت الوساطة فعلا بالتعاون مع الشقيقة مصر والولايات المتحدة الأمريكية تحرير 135 من الرهائن في مقابل هدنتين في عامي 2023 و2025 وإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. لكن إسرائيل واصلت الحرب وواصلنا الوساطة على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن وانسحاب إسرائيل من القطاع ودخول المساعدات الإنسانية وتحرير أسرى فلسطينيين. وعندما وقع الاعتداء الغادر يوم 9 سبتمبر الجاري كانت القيادة السياسية لحركة حماس تدرس اقتراحا أمريكيا تسلمته منا ومن المصريين. ومن الواضح أن إسرائيل التي من المفترض أن تكون الطرف المفاوض الآخر على الأقل في سياق هذه الوساطة كانت على علم بهذا الاجتماع المنعقد في مكان معروف يزوره دبلوماسيون وصحفيون وغيرهم. لقد قررت اغتيال مفاوضين عاكفين على دراسة ورقة أمريكية لإعداد ردهم عليها! فهل سمعتم عن شيء كهذا من قبل؟ دولة تعمل على نحو منهجي ومثابر على اغتيال السياسيين الذين تفاوضهم وتعتدي على البلد الوسيط الذي تجري فيه المفاوضات؟. وتساءل حضرة صاحب السمو قائلا: «إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال القيادة السياسية لحركة حماس فلماذا تفاوضها؟ وإذا كانت تريد التفاوض لإطلاق سراح الرهائن فلماذا تغتال كل من يمكن أن يدير المفاوضات معها؟ وكيف علينا أن نستقبل في بلدنا وفودا إسرائيلية للتفاوض فيما يخطط من أرسل هذه الوفود لقصف هذا البلد؟ وخلص سموه الى غرابة هذا الفعل قائلا:

«نحن لا ننتظر على هذه الأسئلة جوابا. مؤكدا أنه يستحيل التعامل مع هذا القدر من الخبث والغدر. فثمة مبادئ أولية بسيطة في التعامل بين البشر يعجز حتى من توفرت لديه الحكمة والشجاعة اللازمتان للخوض فيما نخوض فيه وعن توقع أن هناك من لا يعيرها أي اهتمام ولا تعني له شيئا». وواصل سمو الأمير تفسير الحقائق فقال: «أما الحقيقة الثانية التي تتجلى أمام كل من لديه نظر هي أن من يعمل على نحو مثابر ومنهجي لاغتيال الطرف الذي يفاوضه يقصد إفشال المفاوضات. وحين يدعي أن هدفه منها هو تحرير محتجزيه فهذا يعني أن ادعاءه كاذب. فليس تحرير جنوده ومواطنيه من أولوياته والمفاوضات عنده هي مجرد جزء من الحرب، تكتيك سياسي يرافق الحرب ووسيلة لتعمية الرأي العام الإسرائيلي. فحين يضغط عليه رأيه العام يرسل وفدا للتفاوض يفعل ذلك بيد ويفشل المفاوضات باليد الأخرى». ثم كشف سموه حقيقة حكومة إسرائيل الراهنة فقال: «تريد حكومة المستوطنين المتطرفين أن يصبح إرسال سلاح الطيران الإسرائيلي للقصف في بلدان المنطقة أمرا معتادا. في لبنان يواجه قبول الحكومة اللبنانية بورقة أمريكية بالقصف والاغتيالات». وختم سموه خطابه بكشف حقيقة النظام الإسرائيلي فقال: «تدعي إسرائيل أنها ديمقراطية محاطة بالأعداء وهي في الحقيقة تبني نظام احتلال وفصل عنصري معاد لمحيطه وتشن حرب إبادة ارتكبت خلالها من الجرائم ما لا يعرف الخطوط الحمراء ويعلن رئيس حكومتها منذ أيام أنه منع قيام دولة فلسطينية وأن دولة كهذه لن تقوم مستقبلا! إنه يناصب السلطة الفلسطينية العداء وهو يعارض الاتفاقيات التي نشأت هذه السلطة بموجبها. هل السلطة الفلسطينية معادية لإسرائيل؟ دولتان مجاورتان وقعتا اتفاقيات سلام مع إسرائيل والتزمتا بها ودولتان أخريان ملتزمتان بمبادرة السلام العربية وتبحثان عن تسوية تسترجع فيهما أراضيهما المحتلة. ولو قبلت إسرائيل بمبادرة السلام العربية لوفرت على المنطقة وعلى نفسها ما لا يحصى من المآسي. ولكنها لا ترفض السلام مع محيطها فحسب، بل تريد أن تفرض عليه إرادتها. وكل من يعترض على ذلك هو في دعايتها الكاذبة، التي لم يعد أحد يصدقها، إما إرهابي أو معاد للسامية في حين تمارس حكومة المتطرفين في إسرائيل سياسات إرهابية وعنصرية في الوقت ذاته. تلك كانت المواقف التي جعلت من قمة الدوحة منعرجا تاريخيا فاصلا بين التنديد الذي لا ينفع والتحرك التضامني الحاسم الذي يردع. لدي ملاحظة وهي أنه على هامش المؤتمر دعا وزير الدفاع الباكستاني الى ضرورة إنشاء (ناتو) إسلامي ولا ننسى أن باكستان قوة نووية ورأيي المتواضع أن توازن القوى هو الحل للسلام والأمن.

د. أحمد القديدي – الشرق القطرية

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر قمة الدوحة من التنديد الذي لا ينفع إلى التحرك الذي يردع لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

أخبار متعلقة :