ماذا جرى لنا؟ لماذا فقدنا أعصابنا؟ أية كلمة تغضبنا! وأية ملاحظة تجرحنا. لماذا لا أختلف معك فى الرأى، وأحترم رأيك؟ هل لا بد أن تشتمنى أو أشتمك، أو نحطم رؤوس بعضنا لينتصر رأى واحد منا؟ ألا يمكن أن يكون الرأى الذى أرفضه اليوم هو الرأى الصحيح غدًا؟ كم من المرات كانت لنا آراء وأفكار أثبتت الأيام سخفها وخطأها.
ما زلنا نجهل أساليب الحوار الهادئ الراقى.. وللأسف هذه الحالة العجيبة امتدت إلى العالم كله. كانت إنجلترا مثلًا مشهورة بالأدب الجم، لا تعطى أى شخص مكافأة صغيرة على خدمة قدمها لك حتى يقول لك «ثانك يو»، ولا يدفعك أحد أثناء إسراعه فى السير حتى يتوقف ويقدم لك اعتذارًا. أتذكر مرة منذ سنوات طويلة، أوقف شرطى المرور فى أكبر شارع من شوارع لندن، لأن «بطة» أرادت أن تعبر من الرصيف إلى الرصيف المقابل! كل ذلك انتهى، وكادت كلمة «شكرًا» تختفى من اللغة الإنجليزية.
وأصبحت تجلس على مائدة الطعام فى بعض المطاعم وتنتظر النادل مدة حتى يأتى، دون أن تجرؤ على الاحتجاج، لأنك ترى فى عينيه غضبًا شديدًا كأنه يلومك على أنك جئت لتناول الطعام فى المطعم الذى يعمل فيه! أصبحت أعصابنا تحت الجلد. نسير فى الشوارع بسياراتنا كالمجانين، كأننا نشترك فى سباق دولى. انقرض الناس الطيبون الذين كانوا يتركون مقاعدهم لكبار السن. أصبحنا نعبر الشوارع فى غير الأمكنة المخصصة للعبور وكأننا نحرض السيارات على أن تدوسنا. لم نعد نعطى أحدًا عذرًا لو أخطأ كما كنا نفعل فى الماضى. أصبح كل واحد منا محكمة نقض تحكم على الناس حكمًا نهائيًا غير قابل للاستئناف.
فالناس جميعًا لصوص مرتشون، والأصدقاء غير أوفياء، والأبناء جميعًا عاقون! اختفت الابتسامة من الوجوه، ولم نعد نسمع النكتة التى كنا نتغلب بها على أصعب المشكلات. لا أعتقد أن الغلاء وحده هو سبب هذه الحالة التى انتابت الشعوب فى معظم البلاد. نحن نعيش اليوم فى عالم غريب من العنف وقلة الأدب والعصبية الشديدة وعدم مبالاة القوى بمشاعر الضعيف. وقد يكون العنف احتجاجًا من الجيل الجديد على الجيل القديم، وقد يكون عقابًا لنا لأننا لم نحسن تربيته.. ولكن لابد أن نحاول أن نعيد إلى الدنيا جمالها، وإلى الحياة حلاوتها وتسامحها، وإلى حياتنا شعور الرضا والاطمئنان والمحبة والتسامح والمروءة.
هذه مهمة وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى، ومهمة رجال الدين، ومهمة الآباء والأمهات، ومهمة المدرسين فى المدارس، ومهمة الموظفين لأصحاب الحاجات.
هى مهمة لا يكفى فيها علاج أطباء الأعصاب!
صفية مصطفى أمين – المصري اليوم
اسماء عثمان
محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.
كانت هذه تفاصيل خبر عالم غريب! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
أخبار متعلقة :