وزير خارجية المجر لـ «مركز الاتحاد للأخبار»: زيارة محمد بن زايد أضافت زخماً جديداً لعلاقاتنا المتنامية

ابوظبي - سيف اليزيد - حوار: د. حمد الكعبي

أكد معالي بيتر سييارتو، وزير خارجية المجر، أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لبلاده مؤخراً، أضافت زخماً جديداً للعلاقات المتنامية بين البلدين، واصفاً هذه الزيارة بالتاريخية.
وقال إن علاقات البلدين مرشحة لمزيد من النمو، خاصة في مجالات الاستثمار والتكنولوجيا، مشيراً إلى مساعي بلاده للاستفادة من التجربة التنموية الإماراتية، في مجال الذكاء الاصطناعي، معتبراً أن هذه التجربة من شأنها أن تمثل رصيداً كبيراً في هذا الصدد. وقال: «إن بلاده تعمل حالياً على التحول من اقتصاد قائم على الإنتاج إلى اقتصاد قائم على البحث والتطوير، ولتحقيق ذلك، فإنها تتطلع إلى قدرات تكنولوجية متقدمة، واعتماد سريع لحلول الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، وهي مجالات تتصدر فيها دولة الإمارات المشهد العالمي».
وقال معاليه إن دولة الإمارات نجحت في تعزيز موقعها على خارطة الاقتصاد العالمي، ولها دورها الفاعل في استقراره وتنميته، الأمر الذي يجعل من تعزيز التعاون معها أمراً ذا أهمية استراتيجية لبودابست.
وفي مقابلة مع «مركز الاتحاد للأخبار»، على هامش زيارة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، للمجر، مؤخراً، وصف معالي بيتر سييارتو، دولة الإمارات بأنها قوة استقرار في منطقة الشرق الأوسط، مجدداً التأكيد على دعم بلاده لجهود السلام التي تقوم بها الدولة في المنطقة والعالم، معتبراً أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط قد يشكل تهديداً خطيراً للأمن العالمي.
ووصف معاليه السياسة الخارجية لدولة الإمارات بالذكية والمتزنة، مشيداً بالنهج الدبلوماسي بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، ومساعيه الدائمة لتهدئة التوترات بالمنطقة.
وفي هذا الإطار، شدد معالي وزير خارجية المجر على أهمية الشراكات العالمية في مكافحة التطرف وتعزيز السلام، داعياً إلى تحالفات تقوم على الحوار والتفاهم المتبادل، منوهاً إلى أن الاحترام المتبادل والحوار والثقة من شأنها تحقيق نتائج دائمة للجميع.
وتفصيلاً، أكد معالي بيتر سييارتو أن الزيارات المتبادلة بين قيادتي الإمارات والمجر أضافت زخماً للعلاقات الاستراتيجية المتنامية بين البلدين، منوهاً إلى أن بلاده دائماً ما تعتبر التعاون مع الإمارات أمراً ذا أهمية استراتيجية.


وفي هذا الإطار، أشار إلى أن الزيارة الرسمية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إلى العاصمة بودابست، تعد تاريخية، حيث شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين الجانبين، في مجالات: مراكز البيانات ومشاريع الذكاء الاصطناعي، والطاقة الخضراء والمتجددة، والغذاء والزراعة، بجانب الأسرة والشباب، وتبادل الخبرات في مجالات تطوير العمل الحكومي، ومشاريع أنظمة تخزين الطاقة، وغيرها من القطاعات التي تحظى باهتمام متبادل.
كما أشار إلى زيارة معالي فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر للدولة، والتي أكد خلالها أن الإمارات تقود العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، معتبراً أن هذه الزيارة أعطت دفعة جديدة للعلاقات.
وقال إن هناك اهتماماً متزايداً من المستثمرين الإماراتيين بالمجر، خاصة في قطاعات الرعاية الصحية، والعقارات، والطاقة، والسياحة، في الوقت الذي زاد فيه التبادل التجاري، حيث صدّرت المجر إلى الإمارات 15 طناً من المنتجات الدوائية، ونحو 1100 طن من المنتجات الغذائية منذ يناير الماضي.
وشدد وزير الخارجية المجري على أهمية مواكبة التحول التكنولوجي العالمي، مضيفاً: «ندرك أن الاقتصاد العالمي يشهد ثورة تكنولوجية هائلة، تقوم على استخدام الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الرقمية، وبالتالي فإن من سيكون الأسرع والأكثر فاعلية في تسخير الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، سيكون هو اللاعب الناجح في السياسة والاقتصاد العالمي في المستقبل.. وقد أدت دولة الإمارات أداءً ممتازاً في هذه القطاعات الاستراتيجية».
واعتبر أن هذا الأداء الممتاز يرجع إلى أن الإمارات لطالما كانت سبّاقة في مواكبة اتجاهات العصر، بدءاً من حقبة الغوص واللؤلؤ، مروراً بالنفط، والآن إلى الاقتصاد المتنوع.
وتابع: «إن خبرة الإمارات وتجربتها في القطاع التكنولوجي تُعد رصيداً ثميناً لبلادنا، التي تسعى إلى تسريع وتيرة تنميتها، حيث يتيح لنا تنويع الاقتصاد فرصة للتعاون المشترك». 
وقال: «نحن أيضاً نعمل على التحول من اقتصاد قائم على الإنتاج إلى اقتصاد قائم على البحث والتطوير، ولتحقيق ذلك نحتاج إلى قدرات تكنولوجية متقدمة، واعتماد سريع لحلول الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي – وهي مجالات تتصدر فيها دولة الإمارات المشهد العالمي».
وفيما يخص بيئة الاستثمار في المجر، قال: «نقدم أدنى معدل ضريبة على الشركات في الاتحاد الأوروبي، بضريبة دخل للشركات من خانة واحدة فقط.. كما أن بلادنا تتمتع بموقع استراتيجي، فيما يوفر نظام (النافذة الواحدة) لدينا خدمات فعالة وسلسة للمستثمرين لإدارة أعمالهم لتسهيل الاستثمار الأجنبي المباشر» مضيفاً: «كما نُقدّم مجموعة واسعة من الحوافز للمستثمرين، ما يجعل المجر وجهة استثمارية جذابة».
ولفت معالي وزير خارجية المجر إلى سياسة الحياد الاقتصادي التي تنتهجها بلاده، إلى جانب نهجها الاستباقي في جذب الاستثمارات، معرباً عن تطلع بلاده إلى استقطاب أكبر الشركات العالمية، مضيفاً: «إننا نستثمر بقوة في خلق بيئة أعمال ذات مستوى عالمي».
كما أعرب عن تطلع بلاده إلى استقبال المزيد من الاستثمارات الإماراتية، داعياً المستثمرين من دولة الإمارات إلى الاستفادة من مناخ الأعمال المواتي».


خليجياً، أعرب وزير خارجية المجر عن تطلع بلاده إلى التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة مع دول ، واصفاً ذلك بالأمر الممكن، معتبراً إياه مفتاحاً للنمو المستقبلي.
وعن التطورات الإقليمية والدولية، جدد وزير الخارجية المجري تأكيد دعم بلاده لجهود السلام التي تقودها الإمارات، مشيداً بدورها كقوة استقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وقال: «نحن ممتنون للسياسة الخارجية الذكية التي تنتهجها دولة الإمارات، والتي ساهمت في استقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة.. ونعلم جميعاً أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط قد يشكل تهديداً خطيراً للأمن العالمي».
وأشاد سييارتو بالدبلوماسية الإماراتية، واصفاً إياها بالذكية والمتزنة، منوهاً في هذا الصدد، بجهود سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية، والتي تسعى لتهدئة التوترات في المنطقة.

جهود الإمارات
شدد وزير الخارجية المجري على أهمية الشراكات العالمية في مكافحة التطرف وتعزيز السلام، مضيفاً: «ينبغي أن نبني تحالفات تقوم على الحوار والتفاهم المتبادل، والإمارات تقف في طليعة هذه الجهود، فالاحترام المتبادل والثقة والدبلوماسية كلها أمور تتيح القدرة على تحقيق نتائج دائمة للجميع».

أخبار متعلقة :