وزارة «الصحة» لـ«الاتحاد»: 51 ألف عامل استفادوا من خدمات الحملة الوطنية للوقاية من الإنهاك الحراري

ابوظبي - سيف اليزيد - سامي عبد الرؤوف (دبي)

أعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن نحو 51 ألف عامل استفادوا من خدمات الحملة الوطنية للوقاية من الإنهاك الحراري والأمراض في مختلف مناطق الشارقة منذ انطلاق الحملة وحتى هذا العام، مؤكدة أن هذا الإنجاز يجسّد حرص الوزارة على حماية العمال وفق أفضل المعايير الدولية، كما يترجم جهود الوزارة في تعزيز الاستدامة المجتمعية عبر دعم صحة الفئات الأكثر عرضة لمخاطر الإنهاك الحراري.
وقال محمد عبدالله الزرعوني، مدير المكتب التمثيلي لوزارة الصحة ووقاية المجتمع في الشارقة، في تصريح لـ«الاتحاد»: «كشفت الفحوصات التي توفّرها الحملة عن نسب بسيطة من ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو مشكلات النظر، وغالباً يتم التعامل معها مباشرة بتقديم نظارات طبية مجانية أو إحالات طبية عند الحاجة». 
وأضاف: «معظم الحالات المكتشفة تكون في مراحلها المبكرة، أو بسبب الجهد الذي يبذلونه في عملهم قبل حضورهم بدقائق إلى مقر الحملة، ما يسمح بالتدخل الوقائي الفوري، وهو ما يترجم توجه الوزارة في تعزيز جودة الحياة من خلال الاكتشاف المبكر للأمراض المزمنة». 
وأكد أنه في حال اكتشاف أي حالة تحتاج متابعة، يتم التنسيق مسبقاً مع شركائنا لإحالتها للجهات الصحية المختصة. هذه الآلية المشتركة تضمن الاستجابة الفورية واستكمال رحلة العلاج، وذلك في إطار ترسيخ الشراكات الاستراتيجية مع الجهات المعنية لضمان رعاية متكاملة للعمال.
وحول حدوث انخفاض في حالات الإنهاك الحراري بين العمال هذا الصيف مقارنة بالموسم الماضي نتيجة حملات التوعية السابقة، أوضح الزرعوني، أنه مع استمرار دورات الحملة، لاحظنا تفهم الفئة المستهدفة لمواد ومضمون الحملة وهو ما يعكس أثر الحملات التوعوية المستمرة منذ 14 عاماً، حيث أصبح العمال أكثر وعياً بطرق الوقاية». 
وتابع الزرعوني: «ويتجلى ذلك في أسئلتهم وتفاعلهم مع البرامج التثقيفية، مما يجسّد التزام الوزارة بحماية الصحة العامة عبر برامج وقائية مستدامة تعزز ثقافة السلامة في بيئات العمل».
وحول معدل الالتزام بتعليمات الوقاية هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة، أفاد أن الحملة هذا العام تشهد التزاماً بتعليمات الوقاية مثل شرب المياه، وأخذ فترات راحة منتظمة، وارتداء الملابس المناسبة، وهو ما يظهر في تفاعل العمال وأسئلتهم حول التصرف السليم عند التعرض لأعراض الإنهاك الحراري. وتتماشى هذه المؤشرات مع جهود الوزارة لتحقيق أهداف عام المجتمع من خلال نشر ثقافة صحية وقائية بين مختلف الفئات.
وعن أوجه الاختلاف بين الحملة هذا العام والأعوام السابقة، أجاب الزرعوني: «تتميز نسخة هذا العام بالتوسع في الفئات المستهدفة لتشمل الأسر والموظفين والعمالة المساعدة، وزيادة عدد المحطات والفحوصات، وإضافة مبادرات مثل حافلة التبرع بالدم وتوسيع نطاق التوزيعات والهدايا التوعوية، وتأتي هذه التطويرات انسجاماً مع معايير منظمة الصحة العالمية في توسيع نطاق التغطية الصحية الوقائية».

الورش الإلكترونية 
لفت مدير المكتب التمثيلي لوزارة الصحة ووقاية المجتمع في الشارقة إلى أن الحملة هذا العام تستهدف توعية 500 ألف فرد من مختلف شرائح المجتمع افتراضياً من خلال الورش الإلكترونية والرسائل الرقمية عبر منصات التواصل، بما يشمل الموظفين والعائلات، وبذلك نعزّز التحول الرقمي في التوعية الصحية وصولاً إلى أوسع شريحة من المجتمع.
وحول الأساس الذي يعتمد عليه في تحديد المواقع التي يتم فيها تنفيذ محطات الحملة، ذكر أنه يتم تحديد المواقع بناءً على الكثافة العمالية، ونسب تواجد الفئات المستهدفة في مختلف مدن ومناطق الشارقة، لضمان الوصول الشامل إلى الخدمات التي تقدمها الحملة.
وعن رد فعل العمال وأصحاب العمل على الجهود التي تبذل للحفاظ على صحتهم، أكد أن الحملة قوبلت بترحيب واسع من العمال وأصحاب العمل الذين عبروا عن سعادتهم وامتنانهم، معتبرين الحملة نموذجاً لرعاية صحية متكاملة، ويعكس هذا التقدير نجاح الوزارة في تعزيز الثقة المجتمعية وترسيخ مفهوم الصحة كأولوية وطنية.

الحملة
تستمر حملة الوقاية من الإنهاك الحراري والأمراض، وحتى نهاية شهر أغسطس الجاري. وتستهدف الحملة التي تقام بالتعاون بين وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وتستهدف توفير خدمات صحية ووقائية وتثقيفية، لأكثر من 10 آلاف عامل وعامل مساعد وموظفين، في القطاعين الحكومي والخاص.
وتتضمن فعاليات الحملة، تنظيم ورش توعوية افتراضية، وحملات ترويجية برسائل نصية قصيرة، وتغطي الحملة أكثر من 9 مواقع بمدينة الشارقة والمنطقتين الوسطى والشرقية. وتوفر الحملة، فحوصات طبية مجانية مثل: قياس ضغط الدم، ومستوى السكر، وفحص النظر وحملات للتبرع بالدم.

أخبار متعلقة :