ابوظبي - سيف اليزيد - شعبان بلال (غزة)
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو أمس، إن على سكان مدينة غزة مغادرتها فوراً، في وقت يكثف الجيش عملياته وضرباته داخل وفي محيط كبرى مدن القطاع وأكثرها اكتظاظاً بالسكان.
وقال نتنياهو في كلمة مصوّرة: «خلال يومين دمّرنا 50 برجاً، وهذه مجرد البداية للعملية البرية المكثفة في مدينة غزة. أقول للسكان: لقد تمّ تحذيركم، غادروا الآن».
وأضاف: «كل هذا مجرد مقدمة، بداية، للعملية الأساسية المكثفة، المناورة البرية لقواتنا التي تقوم الآن بتنظيم صفوفها والتجمع لدخول مدينة غزة».
وأكد سكان في غزة أن القوات الإسرائيلية قصفت أحياء عدة، وفجرت مركبات مدرعة في شوارع مدينة غزة، فيما أعلنت «حماس» أنها تدرس المقترح الأميركي الجديد لوقف إطلاق النار الذي تسلمته أمس، واعتبر ترامب أنه «الفرصة الأخيرة» للحركة.
وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على منصة «إكس»: «اليوم سيضرب إعصار مدوٍ سماء غزة.. هذا هو الإنذار الأخير: أطلقوا سراح الرهائن وألقوا السلاح، وإلا فغزة ستُدمر». وبحسب مسؤول إسرائيلي، فإن المبادرة الأميركية تنص على تسليم جميع الرهائن الأحياء والقتلى الـ48 المتبقين في اليوم الأول من وقف إطلاق النار، يلي ذلك مفاوضات لإنهاء الحرب.
لكن «حماس» شددت في بيان أنها مستعدة للجلوس فوراً للتفاوض حول الإفراج عن الأسرى، شرط إعلان واضح بإنهاء الحرب، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، وتشكيل لجنة من المستقلين الفلسطينيين لإدارة غزة. وأصدر الجيش الإسرائيلي إنذاراً بإخلاء مناطق في شارع جمال عبد الناصر بمدينة غزة.
وقال مصدر عسكري: «إنذار عاجل إلى سكان مدينة غزة في البلوكات 783، 784، 785، 786، وتحديداً في المبنى المحدد بالأحمر والخيم المجاورة له والواقع في شارع جمال عبد الناصر». وخاطب المصدر العسكري السكان قائلاً: «أنتم مضطرون لإخلاء المبنى والخيم المجاورة بشكل فوري جنوباً نحو المنطقة الإنسانية في مواصي خان يونس».
وأعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة، أمس، مقتل 67 فلسطينياً وإصابة 320 آخرين، بينهم أطفال ونساء. وذكرت السلطات الصحية في تصريح صحفي أنه تم انتشال جثمانين من تحت الركام من إجمالي الضحايا الذين وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ 24 ساعة الماضية. وحول أعداد الضحايا للباحثين عن المساعدات، قالت إنه وصل إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية من ضحايا المساعدات 14 قتيلاً و85 مصاباً، ليرتفع إجمالي ضحايا «لقمة العيش» ممن وصلوا المستشفيات إلى 2430 قتيلاً وأكثر من 17794 مصاباً. وحذرت المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في غزة، إيناس حمدان، من خطورة استمرار العمليات العسكرية وتوسعها في غالبية مناطق القطاع، مشددة على أن ذلك سيخلق المزيد من التحديات غير المسبوقة أمام الخدمات الإغاثية التي تُعاني أصلاً الصعوبات والتضييقات، في وقت تنتشر فيه مظاهر المجاعة. وأكدت حمدان، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن توسع العمليات العسكرية سيؤدي إلى المزيد من النزوح القسري والخوف والقلق لدى السكان الذين أنهكتهم فظائع الحرب، ويُحوِّل حياتهم إلى جحيم على الأرض، لافتة إلى أن كل يوم يستمر فيه الحصار يزيد من كارثية الأوضاع الإنسانية.