ابوظبي - سيف اليزيد - أحمد عاطف (مقديشو، القاهرة)
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء النقص الحاد في تمويل المساعدات الإنسانية للصومال، محذرة من أن الملايين معرضون للخطر مع تقليص عمليات الإغاثة الأساسية.
ووفقاً لتقرير أممي، لم يتم استلام سوى 17% من مبلغ 1.42 مليار دولار المطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية للصومال لعام 2025 حتى الآن.
وأجبر هذا النقص وكالات الإغاثة على تقليص تغطيتها المستهدفة بنسبة 72%.
كما فقد 300 ألف شخص إمكانية الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي بعد تقليص البرامج الحيوية أو توقفها تماماً.
ويتفاقم الوضع بسبب ارتفاع حالات الأمراض المنقولة بالمياه، ففي الفترة بين يناير ويوليو من هذا العام، أبلغ الصومال عن 6550 حالة إصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد، بما في ذلك تسع وفيات.
بدوره، قال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مقديشو «أوتشا»، كريسبن روكاشا، إن الصومال يواجه تفشياً مستمراً لوباء الكوليرا والإسهال المائي الحاد منذ عام 2017، في ظل الانهيار المتواصل في أنظمة المياه والصرف الصحي.
وأضاف روكاشا، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الأزمة الصحية المتفاقمة تمثل انعكاساً خطيراً للهشاشة الهيكلية التي يُعانيها القطاع الصحي في الصومال، موضحاً أن موجات الكوليرا التي تجتاح البلاد ترتبط ارتباطاً مباشراً بندرة المياه النظيفة، وتكرار الفيضانات التي تُسهم في انتشار التلوث.
وأشار إلى أن الأطفال هم الأكثر عرضة للإصابة، في ظل عجز المنظومة الصحية عن احتواء تفشي الوباء، حيث تعاني المستشفيات من نقص شديد في الموارد والأدوية والكوادر الطبية المؤهلة للتعامل مع الأوبئة.
وذكر المسؤول الأممي أن التحديات المتكررة التي يشهدها الصومال، سواء بسبب الجفاف أو الفيضانات أو النزاعات المسلحة أو موجات النزوح الجماعي أو تفشي الأمراض، ما تزال تهدد بشكل مباشر سبل العيش لأكثر من نصف السكان، محذراً من خطورة أزمة نقص التمويل التي تواجه المنظمات الإنسانية العاملة في مختلف مناطق البلاد.
ونوه بأن العديد من برامج المياه والصحة توقفت نتيجة لنقص التمويل، داعياً المجتمع الدولي إلى عدم التخلي عن الصومال في هذه المرحلة الحرجة، خاصة في ظل مؤشرات تُنذر بقدوم موجة جفاف جديدة، مما يؤدي إلى زيادة حدة نقص المياه، ورفع معدلات تفشي الكوليرا بشكل أكبر.
وبحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن أكثر من 3.5 مليون نازح داخلياً يعيشون في ظروف قاسية، ويفتقرون إلى المياه النظيفة.
أخبار متعلقة :