شكرا لقرائتكم خبر عن حرفوا شهادتي واجتزأوا حديثي.. احد شهود الفيلم الوثائقي "المعركة الاخيرة" يفجر مفاجأة خطيرة والان مع التفاصيل
عدن - ياسمين التهامي - فجّر الإعلامي البارز فيصل الشبيبي، المدير السابق لقناة "اليمن اليوم"، موجة جدل واسعة بعد كشفه عن تحريف خطير لما أدلى به في شهادته ضمن الفيلم الوثائقي "المعركة الأخيرة" الذي بثته قناة "العربية" يوم السبت، والذي تناول اللحظات الأخيرة من حياة الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح.
وفي منشور شديد اللهجة على صفحته في "فيس بوك"، اتهم الشبيبي منتجي الفيلم بـ"الاجتزاء المتعمّد"، مؤكدًا أن شهادته التي استمرت أكثر من 15 دقيقة لم يُعرض منها سوى ثوانٍ معدودة، تم انتقاؤها بشكل يخدم "رواية مسبقة وموجّهة".
وقال الشبيبي: "هنا تكمن خطورة الأفلام الوثائقية، خصوصًا عندما يُستخدم السرد لخدمة رواية معينة يراد فرضها على الجمهور"، محذرًا من أن مثل هذا التلاعب قد يؤدي إلى تزوير الوعي الجمعي وتشويه الذاكرة الوطنية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بمحطات مفصلية في تاريخ اليمن المعاصر.
وأوضح الشبيبي أن ما قيل في الفيلم عن سقوط بث قناة "اليمن اليوم" غير دقيق، مشيرًا إلى أن الانقطاع حدث نتيجة هجوم سيبراني نفذته خلية تابعة لحزب الله في نيويورك، وليس بسبب اقتحام ميليشيات الحوثي، والذي حدث فعليًا بعد التاسعة مساءً، أي بعد أكثر من 12 ساعة من المقاومة الشرسة التي خاضها حراس القناة، باستخدام أسلحة محدودة، في وجه قصف عنيف بالرشاشات و"الآر بي جي".
واتهم الشبيبي القائمين على الفيلم بـ"طمس السياق الكامل" للوقائع، وتجاهل حقيقة ما وصفه بـ"التحالف الصوري" بين المؤتمر الشعبي العام والحوثيين، والذي كان الهدف منه حماية مؤسسات الدولة، بينما كانت الجماعة تخطط في الخفاء لتصفية الحزب وزعيمه.
وأضاف أن الحوثيين سعوا لإفشال مهرجان الذكرى الـ35 لتأسيس المؤتمر، وصادروا الكاميرات ومنعوا التغطية الإعلامية في تحركات وصفها بـ"العدائية"، مما يكشف عن نية مبيّتة للقضاء على صالح ورفاقه.
وفي ختام حديثه، أكد الشبيبي أن الزعيم صالح كان ثابتًا وشجاعًا حتى اللحظة الأخيرة، وقال: "ستأتي ساعة قول الحقيقة كاملة... رحم الله الزعيم صالح ورفاقه الأبطال الذين سطروا ملحمة الكرامة".
ويرى مراقبون إعلاميون أن خطورة ما كشفه فيصل الشبيبي لا تقتصر على حادثة شخصية أو موقف معزول، بل تكمن في ظاهرة متنامية تتمثل في "التحريف المتعمّد والاجتزاء" داخل الإنتاجات الوثائقية، خصوصًا عندما تُستخدم لفرض روايات سياسية جاهزة على حساب الحقيقة.
ويحذر المراقبون من أن هذا النوع من المعالجة الإعلامية يقدّم نصف الحقيقة على أنها كل الحقيقة، مما يشوّه السياق التاريخي والسياسي ويضلل الجمهور، لا سيما في قضايا حساسة مثل اغتيال زعيم سياسي بارز كعلي عبدالله صالح.
وبحسب رأيهم، فإن هذه الممارسات تخدم أجندات محددة إقليميًا ودوليًا، وتسهم في إعادة تشكيل الوعي الجمعي بصورة زائفة، ما يؤدي إلى طمس مسؤوليات أطراف فاعلة في الأحداث.
ويعتبر مراقبون أن تحذير الشبيبي بمثابة ناقوس خطر، يُحتّم على الصحفيين والباحثين التحقق من مصداقية المواد الوثائقية، خاصة تلك التي تُنتج في بيئات إعلامية ذات توجهات سياسية معلنة، وتستخدم ما يُعرف بـ"السرد الانتقائي" لخدمة أهداف غير معلنة.