شكرا لقرائتكم خبر عن ما النتائج المحتملة للمواجهة بين الولايات المتحدة وفنزويلا في أسواق الطاقة؟ والان مع بالتفاصيل
دبي - بسام راشد - أخبار الفوركس اليوم FX News Today
2025-09-12 18:10PM UTC
- توتر شديد بين الولايات المتحدة وفنزويلا في أسواق الطاقة بسبب اتهامات بتهريب المخدرات ووجود "كارتل دي لوس سوليس".
- الاعتماد الأمريكي على استيراد النفط الفنزويلي يشكل تحديًا في ظل التوترات الحالية.
- السياسة الواقعية تعتبر الخيار الأمثل لمصالح الولايات المتحدة، مع التركيز على مراكز تجارة المخدرات المثب
المنقح: محمد غيث
الكاتب: يوسف عمر
تدقيق: خالد سلطان

عادت السفن الحربية الأمريكية إلى تسيير دوريات في منطقة الكاريبي، بينما تحلّق الطائرات المقاتلة الفنزويلية في الأجواء. ففي 2 سبتمبر، فجّر الجيش الأمريكي قاربًا قيل إنه كان يديره مهربو مخدرات — رغم أن هذا الادعاء بات موضع تشكيك واسع — في حادثة تعكس حالة التوتر الشديد في العلاقات الأمريكية-الفنزويلية، التي شهدت خلال العامين الماضيين تقلبات متسارعة: من إلغاء رخصة شركة شيفرون للعمل في فنزويلا، إلى تجديدها جزئيًا، وصولًا إلى التصعيد العسكري الحالي.
الخيط الناظم وراء هذه التطورات يتمثل في رواية أُعيد إحياؤها في واشنطن: وجود ما يُعرف بـ "كارتل دي لوس سوليس"، الذي تتهم إدارة ترامب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بإدارته. ورغم الشكوك الكثيفة المحيطة بهذه الرواية، فإن وزارة الخارجية الأمريكية تتخذها ذريعة لمواجهة فنزويلا بشكل مباشر. وفي المقابل، لا يملك قطاع الطاقة — خصوصًا شركات التكرير في ساحل خليج المكسيك — سوى متابعة المشهد بقلق، فيما يتمثل أمله الأكبر في حسم الجدل حول صحة مزاعم تهريب المخدرات.
ويستعرض تقرير جديد صادر عن المنصة الإعلامية الرقمية غواكامايا بعنوان "كارتل دي لوس سوليس: كيف تُستخدم رواية لدفع نحو تغيير النظام" هذه السردية بعمق، ليخلص إلى أن وجود هذا الكارتل لم يُثبت ككيان إجرامي مركزي. كما يوضح أن استخدام المصطلح توسّع بمرور الوقت، بحيث صار بعض صانعي السياسات الأمريكيين يوظفونه للإيحاء بأن فنزويلا بأكملها تعمل كـ “دولة مخدرات.”
وترتبط هذه الرواية ارتباطًا وثيقًا بوزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ماركو روبيو، الذي يقول التقرير إنه لعب دورًا محوريًا في تضخيم سردية كارتل دي لوس سوليس، وجعلها جزءًا أساسيًا من السياسة الأمريكية تجاه فنزويلا. وقد ساهم نفوذه بشكل كبير في إبقاء القضية على جدول أعمال واشنطن، حتى مع استمرار شيفرون في العمل بالبلاد وتزويد مصافي الساحل الأمريكي الخام الثقيل.
وفي الوقت نفسه، تبدو التناقضات في السياسة الأمريكية واضحة: فالعقوبات والانتشار العسكري يرفعان حدة التوتر، في حين تواصل المصالح النفطية الأمريكية اعتمادها على إنتاج فنزويلا. وهذه المعادلة تنطوي على مخاطر جسيمة.
تملك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية مثبتة في العالم تُقدّر بنحو 303 مليارات برميل. ويُعد خامها الثقيل مناسبًا بشكل فريد لعمليات المزج في المصافي الأمريكية. ففي عام 2024، شكّلت واردات النفط الفنزويلي نحو 13% من مدخلات مصافي خليج المكسيك. لكن تعليق رخصة شيفرون في 27 مايو 2025 أدى إلى نقص في الإمدادات، ما أجبر هذه المصافي على شراء كميات أكبر من الخام القادم من الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية.
وأي اضطراب إضافي في هذه التدفقات يُهدد أمن الطاقة الأمريكي واستقرار الأسواق، كما أنه سينعكس على المستهلكين والشركات عبر ارتفاع أسعار البنزين والديزل.
ويلفت تقرير غواكامايا أيضًا إلى أن سردية “كارتل دي لوس سوليس” تزيد تعقيد النزاعات الإقليمية على الطاقة. فشركة إكسون موبيل استثمرت بكثافة في حقل ستابروك بغيانا، الذي تُقدّر احتياطاته بنحو 11 مليار برميل في مياه متنازع عليها مع فنزويلا. وأي تحسن في العلاقات مع كراكاس قد يفتح الباب أمام محادثات حدودية، ما يُعقّد موقف غيانا، وبالتالي مصالح إكسون.
وبشكل عام، يتضح أن اتباع سياسة واقعية سيكون أكثر فائدة لمصالح واشنطن. وهذا يعني توجيه الموارد نحو مراكز تجارة المخدرات المثبتة مثل المكسيك وكولومبيا، والالتزام بالاتفاقيات الدولية لمكافحة التهريب، والانخراط مع فنزويلا لتأمين احتياجات الطاقة الأمريكية. فالنهج البراغماتي هو السبيل الأمثل للتعامل مع هذه التفاعلات المعقدة بين الجغرافيا السياسية وأسواق الطاقة.