الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من الرياض: انطلقت في العاصمة السعودية الرياض أعمال القمة الخليجية – الأميركية، برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وبمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي، في محطة اعتبرها مراقبون محورية ضمن جولة ترمب في المنطقة.
حضور خليجي رفيع
شهدت القمة مشاركة واسعة من قادة الخليج، حيث وصل كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وولي عهد أبوظبي الشيخ خالد بن محمد بن زايد، ونائب رئيس الوزراء العماني أسعد بن طارق آل سعيد، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. وكان في استقبالهم كبار المسؤولين السعوديين في مطار الملك خالد الدولي.
وتعكس هذه المشاركة الرفيعة، بحسب مراقبين، حالة التوافق السياسي بين دول مجلس التعاون، وأهمية التنسيق الاستراتيجي مع واشنطن في ملفات الدفاع والأمن والاستثمار، لا سيما في ظل التحديات الإقليمية القائمة.
تصريحات مشتركة ورسائل أمنية
في كلمته الافتتاحية، أكد ولي العهد السعودي أن الولايات المتحدة "شريك أساسي لدول مجلس التعاون"، مشددًا على أن القمة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية والأمن الجماعي، في إطار رؤية سعودية تقوم على الشراكة متعددة الأبعاد.
وشدد ولي العهد السعودي على أن الولايات المتحدة "شريك أساسي لدول مجلس التعاون"، مشيراً إلى أن القمة تركز على تعزيز القدرات الدفاعية والأمن الجماعي. وأضاف أن العمل المشترك بين الرياض وواشنطن لا يقتصر على الاقتصاد بل يشمل الأمن والاستقرار الإقليمي.
من جانبه، وصف ترمب القمة بأنها "فرصة لصياغة فجر جديد في الشرق الأوسط"، مشيداً بدور السعودية القيادي، ومعتبراً إياها "قلب العالم". ولفت إلى أن بلاده ستبقى ملتزمة بالدفاع عن "حلفائها وأصدقائها" في المنطقة.
استثمارات ضخمة: 600 مليار دولار في الأفق
على هامش القمة، عُقد منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي، الذي شهد توقيع اتفاقيات بقيمة 300 مليار دولار، في إطار خطط التعاون الاقتصادي الموسّع. وأعلن ولي العهد السعودي أن نحو 40% من استثمارات صندوق الاستثمارات العامة تتجه إلى السوق الأميركية، واصفًا الولايات المتحدة بالشريك الاقتصادي الأول للمملكة في المنطقة.
في المقابل، أشاد الرئيس ترمب بـ"التحول الاقتصادي المذهل" الذي تشهده السعودية، قائلاً إنها لم تعد فقط بلدًا نفطيًا، بل باتت "مركزًا عالميًا للتقنية والابتكار".
لقاء سعودي – أميركي – سوري يفتح باب التهدئة
في تطور لافت، أعلن البيت الأبيض عن لقاء ثنائي بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس السوري أحمد الشرع، عُقد في الرياض على هامش القمة. يأتي اللقاء بعد يوم واحد من تعهّد ترمب برفع العقوبات الأميركية عن سوريا، في خطوة وصفها بأنها استجابة لطلب سعودي، وبدعم من تركيا.
وقال ترمب إن العقوبات كانت "وحشية ولكنها ضرورية آنذاك"، مؤكدًا أن رفعها يشكل خطوة تمهيدية نحو "تطبيع تدريجي" في العلاقة.
ترحيب سوري رسمي
من جهتها، رحّبت دمشق بالخطوة، واعتبرتها "بداية جديدة نحو إعادة الإعمار". وأشاد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بما وصفه بـ"دور السعودية العقلاني"، معتبرًا أن "الدبلوماسية السعودية أثبتت أنها صوت الحكمة في المنطقة".
مخرجات سياسية وتحولات محتملة
يرى مراقبون أن القمة شكّلت نقطة ارتكاز لتحولات محتملة في شكل التحالفات الإقليمية، بما يعزز مكانة الرياض كفاعل محوري في رسم السياسات الأمنية والاقتصادية. كما تؤكد المخرجات أن الولايات المتحدة تنظر إلى استقرار الخليج كجزء من أمنها القومي، لا سيما في ظل تطورات الملف النووي الإيراني، والأزمات المستمرة في اليمن وسوريا ولبنان.