كتبت: ياسمين عمرو في الثلاثاء 16 سبتمبر 2025 09:58 صباحاً - هل تعلمين، الخليج 365، أن الروتين المنزلي الذي يشمل: موعداً للنوم والاستيقاظ، ووقتاً محدداً لتناول الطعام وساعات الجلوس أمام الشاشات، وإعداد الواجب المدرسي وتوقيت الراحة؛ كلها عادات تُعَدُّ من أساسيات تعليم الطفل الانضباط، ومن ثَمة عادة النظام؟
وفي المقابل أكدت أبحاث في التربية؛ أن الطفل إذا تربى في بيئة منظمة؛ فسيتشرب النظام من دون الحاجة إلى أوامر قاسية، وسيستمتع بصحة عقلية أفضل، ويكون أكثر نجاحاً أكاديمياً في المستقبل.
وفي لقاء خاص مع التربوي خالد عبُود أستاذ التربية والصحة النفسية للطفل، أكد أن تربية الأطفال ليست مجرد إطعامهم وإلباسهم ورعايتهم صحياً وحتى أكاديمياً، بل هي رحلة طويلة من التوجيه والتقويم، تبدأ منذ السنوات الأولى من عمر الطفل. ومن أهم هذه الصفات: هي تعليم الطفل النظام من دون إجبار، عكس كثير من الآباء والأمهات الذين يعتقدون أن النظام لا يتحقق إلا بالأوامر الصارمة أو بالعقاب!
كيف تعلمين طفلك النظام؟

التربية الحديثة تؤكد أن النظام الحقيقي ينبع من داخل الطفل حين يشعر بالمسؤولية، ويعرف قيمة ما يقوم به؛ فكيف يمكن تعليم الطفل النظام منذ الصغر دون إجبار؟ وكيف يتوازن الأهل بين الحرية والانضباط؟ وما الأخطاء الشائعة التي قد تفسد هذه العملية التربوية المهمة؟ هذا ما سنناقشه بالتفصيل في هذا التقرير.
كيفية تحقيق السلوك الجيد للطفل من عمر سنتين وحتى البلوغ.. الخطوات داخل التقرير
معنى النظام عند الأطفال

النظام بالنسبة إلى الطفل لا يعني فقط ترتيب غرفته أو وضع ألعابه في أماكنها، بل هو أوسع من ذلك بكثير؛ فهو يشمل:
النظام الشخصي: كالنوم في وقت محدد، والاهتمام بالنظافة الشخصية.
النظام الأسري: كالمشاركة في الروتين اليومي للأسرة واحترام مواعيد الوجبات.
النظام الاجتماعي: كالالتزام بالدور في اللعب أو احترام القواعد داخل الروضة والمدرسة.
إذن، النظام هو أسلوب حياة يكتسبه الطفل خطوة بخطوة من خلال الملاحظة، والتجربة، والتوجيه اللطيف.
فوائد تعليم الطفل النظام منذ الصغر

الدراسات النفسية تشير إلى أن العادات التي يكتسبها الطفل في السنوات الخمس الأولى غالباً ما تستمر معه طوال حياته.
- يبني شخصية مسؤولة، الطفل المنظم يتعلم الاعتماد على نفسه، ويشعر بالإنجاز والثقة بالنفس.
- يسهل الحياة الأسرية، وجود روتين منظم يقلل من الفوضى والمشاحنات داخل البيت.
- يهيئ الطفل للمدرسة؛ فالمعلمون غالباً يفضلون الطفل الذي يعرف كيف ينظم وقته ويلتزم بالقواعد.
7 خطوات بسيطة لتعليم الطفل النظام من دون إجبار

- كوني قدوة حسنة، الطفل يقلد أكثر مما يسمع؛ فإذا كان البيت مرتباً، والأبوان يحترمان الوقت ويهتمان بالنظام؛ فسينشأ الطفل على السلوك نفسه، أما إذا كان أحد الأبوين يطلب من الطفل الالتزام وهو نفسه يعيش في فوضى؛ فلن ينجح الأمر.
- البداية بخطوات صغيرة، ولا تتوقع من الطفل الصغير أن يلتزم بالنظام في كل تفاصيل حياته دفعة واحدة. البداية تكون بأمور بسيطة مثل: إعادة اللعبة إلى مكانها بعد الانتهاء، وغسل اليدين قبل الطعام، ووضع الملابس المتسخة في السلة.
- الروتين أهم من الأوامر، الأطفال يحبون الروتين لأنه يمنحهم شعوراً بالأمان؛ لذلك، بدلاً من قول: "اذهب للنوم الآن!"، اجعلي النوم مرتبطاً بروتين ممتع مثل: قراءة قصة قصيرة أو الاستماع لموسيقا هادئة.
- استخدمي التعزيز الإيجابي؛ وامدحي الطفل عندما يلتزم بالنظام، واستخدمي عبارات تشجيع مثل: "أحسنت، غرفتك مرتبة كالكبار"، كما يمكن استخدام جدول ملون للمهام اليومية مع ملصقات أو نجوم بوصفها مكافأة.
- اجعلي النظام لعبة، تحدِّي الطفل أن يجمع ألعابه في دقيقتين وكأنه سباق، وضعي مؤقتاً للانتهاء من مهمة معينة، وحوِلي الأمر إلى مغامرة ممتعة.
- شاركي الطفل المسؤولية، عند ترتيب المنزل أو تحضير الطعام، اجعلي الطفل يشاركك حتى يشعر أن النظام ليس فرضاً بل مشاركة.
- الصبر وعدم المقارنة، من الأخطاء الشائعة أن يقارن الأهل طفلهم بأخيه أو بأطفال آخرين. هذا يخلق عقدة نفسية بدلاً من التشجيع. كل طفل يكتسب النظام بوتيرة مختلفة.
أجمل ما قرأت من قصص الأطفال: تابعي أحداثها.. ستعجبك
أساليب خاطئة ابتعدي عنها
- العقاب البدني أو الصراخ، يؤدي إلى الخوف المؤقت لا إلى النظام الحقيقي.
- الإفراط في التدليل، يجعل الطفل يتوقع أن الآخرين سينظمون حياته بدلاً منه.
- التوقعات العالية جداً، إرهاق الطفل بمهام أكبر من عمره يؤدي إلى الإحباط.
- التهديد المستمر؛ "لو ما رتبت غرفتك؛ فلن تلعب!"، هذا الأسلوب يخلق عداءً للنظام.
دور المدرسة والأنشطة الخارجية
المدرسة ورياض الأطفال تلعب دوراً مهماً في تعزيز ما يتعلمه الطفل في البيت، فإذا وجد الطفل نظاماً واضحاً في الصف "أوقات محددة، قوانين واضحة، معاملة عادلة"؛ فسيتعزز لديه هذا السلوك بشكل طبيعي، كذلك، يمكن للأنشطة الخارجية كالرياضة أو الكشافة أن تساعد الطفل على تعلم أهمية الالتزام بالنظام والقواعد.
تابع: طرق لتحفيز صفة النظام عند طفلك

- إنشاء جدول يومي ثابت للطفل لمعرفة ما يجب القيام به ومتى؛ ما يسهل عليه تذكر المهام والروتينيات اليومية.
- قومي بإنشاء روتينات مختلفة لوقت النوم، والدراسة، واللعب.
- علمي طفلك المسؤولية؛ اجعليه مسؤولاً عن ألعابه وترتيبها في صندوق مخصص لها بعد اللعب.
- شجعيه على المساعدة، إذا كان طفلك صغيراً ويجد صعوبة في المهمة، شاركيه في القيام بها معه.
- كوني قدوة حسنة، وقدمي نموذجاً إيجابياً؛ الأطفال يتعلمون من خلال الملاحظة.
- أظهري أنت والوالد سلوكيات النظام والانضباط في حياتكم اليومية؛ ليراها طفلكم ويتأسَّى بها.
- ضعي قواعد واضحة وبسيطة، وسهلة الفهم، ووضحي لطفلك سبب وجود هذه القواعد؛ لكي يفهم أهميتها ويلتزم بها.
- قدمي الثناء والتشجيع، وامنحي طفلك الثناء والاهتمام الإيجابي والمديح عندما يتبع القواعد والسلوكيات المطلوبة.
