تخيّل أمة تواجه تحديًا وجوديًا يهدد بنيتها السكانية ومستقبلها الاقتصادي، رغم عقود من الجهود والسياسات! هذا هو الحال في اليابان، حيث تستمر معدلات المواليد في الانخفاض بشكل يثير القلق، بعد صدمة ”1.57“ التاريخية التي هزّت المجتمع في عام 1990. ولكن ما الذي يفكر فيه الجيل الشاب حيال هذه الأزمة؟ وما الذي يدفعهم للعزوف عن تكوين عائلات؟ في هذا المقال، نغوص في نتائج استطلاع وطني حديث شمل 6000 شاب وشابة، لنكتشف رؤيتهم حول واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في اليابان المعاصرة.
أظهرت دراسة استقصائية أجرتها مؤسسة نيبون في اليابان على 6000 شخص تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاماً، أن حوالي 46% من العازبين أبدوا نية للزواج، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 13 نقطة مئوية مقارنة بـ 33% من المستجيبين الذين أفادوا بعدم نيتهم للزواج. ومع ذلك، عندما طُرِحَ سؤال حول احتمالية تحقق هذا الزواج في المستقبل، أجاب فقط 27% منهم بأنهم يتوقعون فعلاً الزواج، بينما اعتقد 39% أنهم لن يتزوجوا، ما يعكس تبايناً كبيراً بين النية والتوقعات الواقعية.
وتعكس هذه النتائج أيضاً تغيراً في الاتجاهات الاجتماعية في اليابان حيث ازدادت نسبة العزاب في العقدين الأخيرين بسبب عدة عوامل، أبرزها ضغوط الحياة المهنية، وتكاليف المعيشة المرتفعة، بالإضافة إلى القيم الثقافية التي تعزز الاستقلالية الشخصية والتفكير في الحياة الفردية قبل التفكير في الارتباط. كما أن التحولات في أدوار الأسرة، والانفتاح على الحياة المهنية، قد جعلت العديد من الشباب في اليابان أقل اهتماماً بالزواج التقليدي مقارنة بالأجيال السابقة.
وأظهرت الدراسة أيضاً أن نسبة التفاؤل بشأن الزواج تتباين حسب الفئة العمرية، حيث كانت أعلى بين الأصغر سناً. فقد أشار حوالي 40% من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاماً إلى أنهم يعتقدون أنهم سيتزوجون في المستقبل. في المقابل، أظهرت نتائج الدراسة أن أكثر من 50% من الذين تتراوح أعمارهم بين 36 و45 عاماً لا يعتقدون أنهم سيتزوجون، مما يشير إلى تراجع التفاؤل بشأن الزواج مع تقدم العمر. هذا التراجع في التوقعات يشير إلى التحديات التي يواجهها العديد من الأفراد، مثل الاستقرار المالي والمسؤوليات المهنية، التي تؤثر في قرارهم بالزواج.
كما تبين أن مكان الإقامة له تأثير على هذه التصورات. حيث كانت النسبة الأعلى لأولئك الذين يعيشون في وسط طوكيو والمدن الكبيرة، إذ قال حوالي 30% منهم إنهم يعتقدون أنهم سيتزوجون. بينما كانت النسبة أقل بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في المدن الصغيرة والقرى، حيث لم تتجاوز 20%. قد يعود ذلك إلى الفرق في نمط الحياة، وفرص العمل، والموارد المتاحة بين المناطق الحضرية والريفية.
تشير هذه النتائج إلى أن التوجهات المتعلقة بالزواج في اليابان قد تتأثر بعدد من العوامل، مثل العمر، والموقع الجغرافي، وكذلك التوقعات الاجتماعية والثقافية. كما أن تزايد هذه الفجوة بين النية والتوقعات الواقعية يعكس تحديات أكبر في السياسة الاجتماعية والاقتصادية التي يجب معالجتها لدعم الاستقرار العائلي في المستقبل.
عندما سُئل 1313 شخصًا قالوا إنهم ”لا يريدون الزواج“ عن السبب، كانت الإجابة الأكثر شيوعًا هي أنهم ”يفضلون البقاء عازبين“ بنسبة 40%. تليها الإجابة ”لا أرى أي فوائد“ بنسبة 33%، ثم ”أريد إعطاء الأولوية لحياتي الخاصة“ بنسبة 29%. يشير هذا إلى أن العديد من الأفراد في اليابان أصبحوا أكثر ميلاً لتفضيل الاستقلالية الشخصية على فكرة الزواج التقليدي. هذا التوجه يعكس تغيرات في القيم الاجتماعية حيث يولي العديد من الشباب اليوم اهتمامًا أكبر لتحقيق الذات والتمتع بحرية أكبر في اتخاذ قرارات حياتهم.
وفي الوقت نفسه، أجاب أكثر من 20% من المستجيبين بأنهم ”ليس لديهم سبب واضح على وجه الخصوص أو لا يعرفون“ سبب رفضهم للزواج، مما يعكس حالة من الغموض أو الحيرة بشأن الموضوع. قد يشير ذلك إلى تأثيرات مجتمعية معقدة، مثل الضغط الاجتماعي المستمر حول مفهوم الزواج، والتحديات الاقتصادية، والتغيرات في الأدوار الاجتماعية.
تجسد هذه الإجابات بشكل عام الاتجاهات المتزايدة نحو العزوف عن الزواج في اليابان، وهو ما يمكن أن يعزى إلى ضغوط الحياة اليومية، القيم الاجتماعية المتغيرة، والتحديات الاقتصادية مثل تكاليف المعيشة المرتفعة وصعوبة التوفيق بين الحياة المهنية والشخصية.
كان السببان الرئيسيان اللذان ذكرهما 267 شخصًا أجابوا بأنهم يريدون الزواج، لكنهم يعتقدون أنهم لن يفعلوا ذلك هما ”عدم وجود فرصة لمقابلة شخص ما“ بنسبة 49% و”عدم القدرة على التوافق مع الجنس الآخر“ بنسبة 48%. تعكس هذه الإجابات تحديات اجتماعية كبيرة تواجه العديد من الأفراد في اليابان، حيث أصبح العثور على شريك حياة مناسب أمرًا صعبًا بسبب نمط الحياة السريع والازدحام السكاني في المدن، مما يقلل من فرص اللقاءات الشخصية العفوية.
كما أشار 45% من المستجيبين إلى ”المخاوف المالية“ كسبب رئيسي آخر، وهو ما يعكس التحديات الاقتصادية التي يعاني منها الشباب الياباني في الوقت الحالي. بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، وخاصة في المدن الكبرى مثل طوكيو، يشعر العديد من الشباب بعدم القدرة على تحمل الأعباء المالية التي قد ترافق الزواج، مثل تكاليف حفل الزفاف وشراء منزل.
هذه الأسباب تشير إلى أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية تلعب دورًا مهمًا في تشكيل وجهات نظر الأفراد بشأن الزواج في اليابان، مما يعزز من ظاهرة التأجيل أو حتى العزوف عن الزواج بشكل عام.
(النص الأصلي باللغة اليابانية، صورة العنوان © بيكستا)
اليابان مجتمع الزواج
كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | لماذا يتخلى اليابانيون عن فكرة الزواج بعد سن 35؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.