الارشيف / اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | بين العقل والقلب: قراءة متأنية في سؤال كل والد… ما هو الأفضل لطفلي؟

  • اليابان | بين العقل والقلب: قراءة متأنية في سؤال كل والد… ما هو الأفضل لطفلي؟ 1/2
  • اليابان | بين العقل والقلب: قراءة متأنية في سؤال كل والد… ما هو الأفضل لطفلي؟ 2/2

تعتمد ناكامورا ماكيكو في كتابها ”التربية المبنية على الأدلة: في طليعة اقتصاديات التعليم“ منهجًا علميًا يستند إلى البيانات لتحليل قضايا التربية والتعليم، مبتعدةً عن النصائح الجاهزة التي تُفصّل على الجميع بمقاس واحد. بدلاً من ذلك، تسعى إلى فهم ما يصلح فعلاً في بيئات تعليمية مختلفة، وكيف يمكن لصنّاع السياسات والمعلمين والآباء اتخاذ قرارات أفضل بناءً على الأدلة لا الافتراضات.

تربية الأبناء مسألة صعبة.

نحن نسأل أنفسنا دائما ”ما هو الأفضل لطفلي؟“ لكن لا يوجد دليل إرشادي يحمل جميع الإجابات. ما يناسب طفلي قد لا يناسب طفلا آخر، خاصة في هذا العصر. أنا وطفلي شخصان مختلفان. وعندما أفكر في ذلك، أدرك أنني لا أعرف ما هو الأفضل.

لذلك ألجأ إلى الكتب التي تبدو مفيدة، أو أطلب النصيحة من آباء لديهم خبرة. لكن الإجابات تكون متباينة، بدءا من الأنشطة اللامنهجية وخيارات المدارس وصولا إلى كيفية تفاعلنا اليومي مع أطفالنا. أشعر وكأنني دخلت متاهة لا مخرج واضح لها.

وهنا يأتي دور البيانات الكبيرة ذات الأهمية.

أول ما تراه عند فتح هذا الكتاب هي هذه العبارة ”لا يعتبر هذا الكتاب الأداء المدرسي أو امتحانات القبول هدفا نهائيا. بل يستكشف نوع التعليم الذي يخدمنا في الحياة الواقعية بالفعل، بعد التخرج وبدء حياتنا كبالغين“. إن هذا الادعاء الجريء كفيل بأن يجعل القارئ يتأهب، لكن المحتوى بسيط ومتناغم بشكل مدهش في جميع صفحاته.

وفقا للكتاب، فإن الهدف الأسمى هو النجاح والرفاهية في مرحلة البلوغ في أمور مختلفة مثل الوظيفة والدخل والتقدم المهني والزواج والصحة والسعادة. يستخدم الكتاب بيانات عالمية ضخمة مستندة إلى أبحاث علمية، لاستكشاف العلاقة بين هذه النتائج ونوع التعليم الذي يتلقاه الأطفال في مراحل مختلفة من حياتهم المبكرة.

قد تتوقف للحظة وتتساءل هل النجاح الوظيفي والدخل هما حقا معيار للتربية الجيدة؟ ولكنك بعد ذلك ستتساءل عندما يكبر طفلك، ما هو نوع المستقبل الذي سيجعلك مطمئنا على ولدك؟ ستجد أن الاستقرار المالي والمهني ضروريان للاستمرار في الحياة. وبدونهما من الطبيعي أن نشعر بالقلق. نحن نريد أن يكون أطفالنا بصحة جيدة، بل ونرجو أكثر من ذلك، أن يكونوا سعداء.

من السهل أن نظل عالقين في الحاضر فعلى سبيل المثال، إذا لم يتمكن الأطفال من حفظ جدول الضرب أو لم ينتقلوا إلى مستوى أعلى في مدرسة دورات التقوية، إلا أن هذا الكتاب يدعونا إلى التراجع خطوة إلى الوراء والتفكير ما هي خيارات التعليم الأفضل على المدى الطويل؟

وهو مليء ببيانات مثيرة للاهتمام

على سبيل المثال، النقاش الدائر منذ زمن حول أيهما أفضل المدارس أحادية الجنس أم المختلطة؟ إذا سألت من حولك، ستجد أن الآراء منقسمة بشدة، وغالبا تعتمد على نوع المدرسة التي التحق بها الشخص نفسه.

لكن هذا الكتاب يتناول الموضوع بناء على البيانات:

  • يميل طلاب المدارس أحادية الجنس إلى تحقيق أداء أفضل في امتحانات القبول الجامعي، ولديهم احتمالية أكبر للالتحاق بجامعات مدتها أربع سنوات.
  • يميل الفتيان في مدارس الأولاد فقط إلى تحقيق درجات أعلى في الرياضيات مقارنة بالفتيان في المدارس المختلطة.
  • تحقق الفتيات أداء أفضل في مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات عندما يدرسن في مدارس للفتيات فقط.
  • الفتيات اللواتي تخرجن من ​​ مدارس للفتيات فقط هم أكثر احتمالا للعمل بدوام كامل.
  • الفتيات اللواتي تخرجن من ​​ مدارس للفتيات فقط أقل احتمالا للزواج أو الإنجاب.

تبدو بعض هذه النتائج صحيحة حدسيا، بينما تبدو نتائج أخرى مفاجئة، لكنها جميعا مدعومة بالبيانات. وبعد الاطلاع على الأرقام، تبدأ الآراء الشخصية من قبيل ”حسنا، أنا لا أرى الأمر بهذه الطريقة“ وكأنها غير مقنعة بعض الشيء.

وهناك المزيد. حيث يتناول الكتاب مجموعة واسعة من البيانات الأخرى مثل العلاقة بين الفضول والأداء الأكاديمي ومدى تأثير المعلمين على الطلاب والعلاقة بين الخلفية التعليمية للوالدين والوقت الذي يقضونه مع أطفالهم وما إذا كانت هناك فجوة في التعلم بين الأبناء البكر وإخوتهم والعادات الدراسية المفيدة وغير المفيدة.

كما يوضح الكتاب كيف يمكن للتعليم المبكر في مرحلة ما قبل المدرسة ورياض الأطفال والمرحلة الابتدائية أن يؤثر على حياة البالغين من حيث معدلات التوظيف والمناصب والدخل وحتى تقدير الذات.

وفي الوقت نفسه، يقدم الكتاب أفكارا عملية للآباء مستندة إلى البيانات. مثلا تقديم مكافآت صغيرة مثل الوجبات الخفيفة أو النقود المعدنية مقابل إتمام الواجبات المنزلية، مثل هذا السلوك لا يشجع الأطفال على الدراسة فحسب، بل يساعد أيضا على بناء عادة قد تستمر غالبا حتى بعد توقف المكافآت. لقد بدأت بالفعل تجربة هذه الطريقة في المنزل. وسأكتشف لاحقا إن كانت ستنجح بالفعل أم لا.

أحد أكثر الجوانب المثيرة للانتباه في الكتاب هو النبرة التي يتحدث بها. فهو لا يدعي ”افعل هذا وسينجح طفلك“ ولا يقدم نصائح شاملة موجهة للجميع. بل يعرض البيانات بوضوح وهدوء، ويستخدم عبارات مثل ”هذا يزيد من احتمالية حدوث كذا“، مركزا على الترابط الإحصائي وليس على الأوامر.

تشعرك بعض كتب التربية بالذنب وتبدو كموعظة لك. إلا أن هذا الكتاب ليس كذلك. بل يُساعد الآباء على توسيع خياراتهم. فعندما يدمجون البيانات مع شخصية طفلهم واهتماماته وظروفه المعيشية، تبدأ الصورة تتضح حول ما قد يكون مناسبا له.

قد يجد أحدهم نفسه يقول ”حسنا، ربما سأجرب ذلك“.

وهكذا، تبدأ خطوات صغيرة جديدة في التبلور.

كاغاكوتيكي كونكيو دي كوسوداتي: كيوئكو كييزايغاكو نو سايزينسين (التربية المبنية على الأدلة: في طليعة اقتصاديات التعليم)

تأليف: ناكامورو ماكيكو
نشر من قبل دار دايموند عام 2025
978-4-478121-09-2 :ISBN

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: © بيكستا)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | بين العقل والقلب: قراءة متأنية في سؤال كل والد… ما هو الأفضل لطفلي؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

قد تقرأ أيضا